اشتهر بين أصحابه بأنه سالم مولى أبي حذيفة ، وأسلم مبكرًا واستطاع أن يحتل منزلة رفيعة بين المسلمين الأوائل ، وأخى الرسول بينه وبين أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان يتميز بقوة الإيمان حتى أطلق عليه اسم المحب لله وفي الله ، وكان أبو حذيفة متبنيه ، ولما أبطل الإسلام عادة التبني ، عاد سالم ينادى باسمه الحقيقي بعد أن كان ينادي سالم بن حذيفة .ويعتبر سالم حجة الإسلام لعلمه وفقهه ، وهو الذي عارض خالد بن الوليد وقال له الحق عندما قاتل قبيلة بني جذيمة ، وكان الخلاف بينهما لصالح المسلمين ، فكان سالم هو صوت الحق الذي انطلق ، ومن بسالة سالم أنه يوم معركة اليمامة قاتل حتى قُتل .فكان قائد المهاجرين الذي جمل الراية بيده اليمنى ، ولما قطعت حملها باليسرى حتى استشهد في سبيل الله ليرقد إلى جوار حبيبه وأخيه أبي حذيفة ، وكأنهما على موعد مع الشهادة سويًا .كان سالم مولى لثبيته بنت يعار بن الأوس ، وكانت أنصارية من أهل المدينة وكانت زوجة لأبي حذيفة بن عتبة ، وجعلت ثبيته ولاء سالم لأبي حذيفة بعد أن أعتقته ، فتبناه أبو حذيفة وزوجة بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة.أسلم سالم بن عبيد وأسلم معه حذيفة بن عتبة رغما عن رغبة أبيه عتبة ابن ربيعه الذي ظل على الكفر ، وكان يحارب الإسلام ، وقد كان سالم وحذيفة أكثر من أخوين شقيقين حتى عند الموت ماتا معا ، ولم يفرق بينهما الله أحياءً ولا أمواتًا.عاش سالم في مجتمع كانت العلاقات فيه فاسدة قبل الإسلام ، فجاء الإسلام فأصلح حال الناس وحال الجماعة ، فالعبد الرقيق سالم تزوج فاطمة بنت الوليد بن عتبة الشريفة القرشية ، وما كان هذا ليحدث لولا الإسلام بمبادئه العظيمة .أصبح سالم إمامًا للمهاجرين من مكة إلى المدينة طول صلاتهم في مسجد قباء ، ولما قام خالد ابن الوليد بعد فتح مكة بقتال بني جذيمة على عكس ما أمر به رسول صلّ الله عليه وسلم عارضه رجلان من جيشه الأول عبدالله بن عمر بن الخطاب والثاني هو سالم بن عبيد صوت الحق الذي لم يخف من بطش خالد ، واستمر في معارضته من أجل إثبات الحق.لما اشتعلت نار الفتنة بعد موت رسول الله صلّ الله عليه وسلم قام مسيلمة الكذاب في اليمامة وطليحة في بني أسد والأسود العنسي في اليمن قد خففوا بعض الفروض الدينية ، فأراح هذا بعض النفوس الضعيفة ، وأعانهم على ذلك المنافقين واليهود والفرس والروم ، فاشتعلت نار الفتنة ، وكانت حروب الردة .جاء يوم اليمامة فكانت حربا رهيبة لم يبتل المسلمين بمثلها من قبل لأن كل القوى المعادية تجمعت ضدهم في هذه الحرب ، خرج سالم للقتال وخرج سالم وأخوه في الله أبو حذيفة وسرعان ما دارت بأرض اليمامة معركة من أخطر المعارك التي خاضها المسلمون في شبه الجزيرة العربية.وفي بداية المعركة هجم أتباع مسيلمة هجمة شديدة فارتد المسلمون إلى الوراء ، وذلك لأن المرتدون كانوا يقيمون في بلادهم فلم يرهقهم عذاب السفر بينما المسلمون جاءوا من سفر طويل في الصحراء الممتدة بين المدينة واليمامة ، لم يلبث المسلمون أن استعادوا ثقتهم بنفسهم وتقدموا للإمام بعد صيحة خالد ابن الوليد فيهم : تميزوا ، تميزوا .وكان سالم يخطب في جماعته حتى اصطفت على قلب رجل واحد ، ولكن أحد المرتدين بتر يده في المعركة بينما كان يحمل الراية ، فلم يعبأ بذلك وظل يقاتل حتى أخر رمق فبترت يده الثانية وظل هكذا حتى استشهد في أرض المعركة بعد أن هزم المرتدين هزيمة نكراء وقتل مسيلمة الكذاب على يد ضربة من وحش.واشترك معه أبو عقيل الأنيفي وأبو دجانة ، فاشترك ثلاثتهم في القضاء على عدو الله ، وحين كان المسلمون يتفقدون ضحاياهم وجدوا سالم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وأول ما سأل عنه أخيه أبي حذيفه ، فأخبروه أنه استشهد ، فلفظ سالم أنفاسه ليلحق بأخيه ورفيقه أبي حذيفة رحمهما الله .