ذكر الله سبحانه وتعالى قصة سيدنا لوط عليه السلام في القرآن الكريم سبعة وعشرون مرة ، وهي من القصص التي ذكرت مفصلة في القرآن الكريم .هو لوط بن هاران بن تارح ، وهاران هو أخو سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وقد آمن بدعوة سيدنا إبراهيم وهاجر معه ونزل بمنطقة تدعى سدوم ، وقد كان أهل تلك المدينة من أشر أهل الأرض حيث كانوا يقطعون الطريق ، ويأتون بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين ، حيث كانوا يأتون الذكور من دون النساء .وقد دعاهم سيدنا لوط عليه السلام لتكر تلك الفاحشة ، وعبادة الله سبحانه وتعالى لكنهم رفضوا واستمروا في فجورهم ، حيث كانوا يفعلون المنكرات والفواحش في ناديهم ، فلما استمر سيدنا لوطًا عليه السلام في دعوتهم وتحذيرهم من عقاب الله سخروا منه ، وقالوا له أتتنا بالعذاب لو كنت من الصادقين .وقد استمر سيدنا لوطًا عليه السلام في دعوتهم ، ولكنهم لم يؤمن منهم أحد وقالوا أنهم يريدون طرد سيدنا لوطًا وأهله من قريتهم لأنه لا يفعل مثلهم قال تعالى في سورة النمل : وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿54﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿55﴾ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿56﴾ صدق الله العظيم .بعد أن يئس سيدنا لوطًا عليه السلام من قومه دعا عليهم ، فأرسل الله سبحانه وتعالى ثلاثة من الملائكة لسيدنا لوط وم جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام ، وقبل ذهابهم إليه مروا على سيدنا إبراهيم فبشروه بإنجاب ابنه إسحاق ، وأخبروه أنهم ذاهبون لإهلاك قوم لوط .وذكر سعيد بن جبير ، والسدي ، وقتادة ، ومحمد بن إسحاق أن إبراهيم عليه السلام جعل يقول : أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال : فمائتا مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال : فأربعون مؤمنا قالوا : لا ، قال : فأربعة عشر مؤمنا ؟ قالوا : لا ، قال ابن إسحاق إلى أن قال : أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا : لا ، فقال سيدنا إبراهيم : إن فيهم لوطًا فقالوا نحن أعلم بمن فيها .لما انصرفت الملائكة من عند سيدنا إبراهيم تمثلوا في صورة ثلاثة شبان حسان ، وذلك اختبارًا من الله تعالى لقوم لوط ، وصل الملائكة عند نهر سدوم في منتصف النهار فوجدوا ابنة سيدنا لوط تسقي من الماء ، وكان لسيدنا لوط ابنتنا الكبرى أريثا والصغرى داغوثا ، وكان سيدنا لوط يعمل بأرض له فسألوها إن كان بالقرية مكان ينزلوا به .فقالت ابنة سيدنا لوط للملائكة لما رأتهم لا تدخلوا حتى آتيكم لأنها خشيت عليهم من قومها ، وذهبت لأبيها فأخبرته أن باب المدينة شبان لم ترى أجمل منهم قط .فذهب سيدنا لوط إليهم وحاول أن يصرفهم عن تلك القرية ، ولكنهم لم يستجيبوا فاصطحبهم خفية إلى داره وهو خائف ، ولم يكن أحد قد رآهم إلا زوجة سيدنا لوط ، فذهبت للقوم وأخبرتهم أن ببيت سيدنا لوط شباب لم ترى أجمل منهم ، فأقبل قوم لوط إلى منزله مسرعين .طلب القوم من سيدنا لوط أن يسلمهم ضيوفه ، ولكنه طلب منهم أن يأخذوا بناته بدلًا منهم ، لكنهم رفضوا وقال له نحن لا نريد بناتك وقد هجموا على سيدنا لوط فأخذ يغالبهم لكنه لم يستطيع منعهم ، فقال سيدنا لوط لو أن بي قوة أو آوى إلى ركن شديد لنكلت بكم .فخرج سيدنا جبريل عليه السلام ومسح بجناحه على أعينهم فانطمست ، فعادوا وهم يتحسسون الجدران ويتوعدون بالفتك بسيدنا لوط ، فقالت الملائكة لسيدنا لوط أن يسير بأهله خارج القرية آخر الليل ولا يلتفت منهم أحد إذا سمعوا العذاب .خرج سيدنا لوط عليه السلام ومعه بناته وزوجته وتدعى والهة ، وقد انتظرت الملائكة حتى وصل سيدنا لوط بأهله إلى قرية تدعى صغر ، وكانت الشمس قد أشرقت ، فاقتلعهم سيدنا جبريل عليه السلام بجناحه ، وكانوا أربعمائة ألف نسمة ، فرفع سيدنا جبريل الجميع حتى بلغوا عنان السماء ، وقد سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ، ثم قلبها سيدنا جبريل فجعل عاليها سافلها ، وأمطرت عليهم السماء حجارة من سجيل .وكانت إمرأة لوط لما سمعت عذاب قومها التفت ناحيتهم وقالت واقوماه ، فسقط عليها حجر فدمغها ، ونجا الله لوط عليه السلام وبناته من القوم الكافرين .