يوجد على سطح الكرة الأرضية الكثير من العجائب التي تثير اهتمام الإنسان بوجه عام ، والعلماء المختصين بدراسة أهم وأغرب الأشياء والظواهر بوجه خاص ، ومن بين الظواهر التي بدت غريبة وغير منطقية هي ظاهرة عدم اختلاط مياه البحرين المالح والعذاب .ورد بالقرآن الكريم آيات تختص بتوضيح وضع البحرين وذلك منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ؛ وكانت الظاهرة محط أنظار العلماء الذين طال بحثهم ، ولم يتم اكتشاف اختلاف طبيعة البحرين حتى العام 1873م .لم يكتشف العلماء المختصين بدراسة علوم المحيطات أن خصائص البحرين لم تختلط مع بعضها البعض إلا في وقت حديث ؛ على الرغم من أن القرآن الكريم ذكره منذ مئات السنين في قوله تعالى ” مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ”.إن خصائص البحرين العذب والمالح تتضمن اختلافاً في درجات الحرارة ، الكثافة ، درجة الملوحة ، الحياة البحرية ، والقدرة على امتصاص الأكسجين .تتحرك مياه البحرين بسرعة شديدة وغنية تمكنهما منطقيا من الاختلاط والامتزاج ؛ على الرغم من ذلك تحافظ كل الكتل على خصائصها وسماتها الخاصة ؛ مع وجود تيارات المد والجزر والأمواج والأعاصير ؛ وكلها عوامل من شأنها المساهمة في اختلاط البحرين ولكن هذا ما لم يحدث مُطلقًا .يحافظ البحران على خصائصهما الخاصة بكل بحر كما لو أن هناك جدار يحجز بينهما ؛ بسبب القوة الفيزيائية المعروفة باضطراب السطح ؛ فإن مياه البحرين لا تختلطان نظرًا للاختلاف في كثافة مياههما ؛ فلا يختلطا ببعضهما البعض كما لو أنه يوجد بينهما حائط رفيع .بعد القيام بتحليل كُتل مياه البحرين المتجاوزين ؛ تم التوصل إلى اختلاف خصائصهما الفيزيائية والكيميائية ؛ وهذه الظاهرة تم توضيحها عن طريق أيونات إيجابية وسلبية مشحونة ؛ فقامت شحنات الأيونات المتشابهة بالنفور ؛ وهذه النتيجة أكدت على وجود عمود رأسي وأفقي غير مرئي يفصل بين البحرين .من الإعجاز العلمي للقرآن أنه ذكر حقيقة وجود حاجز بين البحرين ؛ وذلك قبل أن ينشأ علم الفيزياء أو علوم دراسة المحيطات ؛ وقد أكد العلماء أن الوجود الفيزيائي للحاجز وأوضحوا أنه غير مرئي وموجود بقدرة الخالق .منذ زمن طويل أكد القرآن الكريم على هذه الحقيقة السابق ذكرها ؛ مؤكدًا على أن مياه البحرين لم تتداخل أبدًا مع بعضها البعض بوجود ذلك البرزخ غير المرئي ، ومن الدلائل الواضحة على هذه الحقيقة هما اللؤلؤ والمرجان اللذان لا يوجدان إلا في المياه المالحة فقط .الحقيقة الواضحة هي أن مياه البحرين تختلفان كثيرا عن بعضهما البعض ؛ برغم من كونهما ملتصقان ؛ إلا أن القرآن الكريم أوضح السبب الحقيقي وهو البرزخ الفاصل بينهما .