إن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم موجود بقوة في آياته العظيمة ؛ وهو ما أكد عليه العلم الحديث بعد كل تلك الأعوام منذ نزول الوحي بالقرآن الكريم ، وقام المستشرقون بدراسة آياته والوقوف على الحقائق التي وردت به بطريقة علمية ؛ ومن ضمن هذه الحقائق ما ورد عن وصف الجبال في القرآن الكريم ؛ قال تعالى
{ وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً } سورة النبأ.عُرف عن مفهوم الجبال على مر العصور بأنها كتل صخرية بارزة عن سطح الأرض ؛ وهذا التعريف كان واردًا حتى عام 1735م ; حينما قام بيري بوجير بدراسة جبال الأنديز فاكتشف أن الجاذبية لا تتناسب مع هذه الكتل الضخمة للجبال بل إنها قليلة للغاية أكثر مما كان متوقعًا ؛ ومن هنا افترض وجود كتل أخرى جوفية أي أنها توجد أسفل تلك الكتل الموجودة فوق سطح الأرض ؛ وهذا ما قد يفسر التناقض الموجود في قياس الجاذبية .في منتصف القرن التاسع عشر لاحظ جورج إيفيرست تلك النتائج المتناقضة حينما قاس مقدار جاذبية جبال الهيمالايا بمكانين مختلفين ؛ ومع ذلك لم يتمكن إيفيرست من شرح هذه الظاهرة وأطلق عليها اسم “لغز الهند”.ذكر جورج إيري أن كل الجبال تطفو ككتل بركانية في البحر ؛ فتبدو الكتل الجوفية المنصهرة أكثر كثافة من الكتل الصخرية البارزة ؛ ومن أجل ذلك فإن الجبال يجب أن تنحدر من خلال الكثافة العالية للمادة للحفاظ على استقامتها .واكتشف علماء الجيولوجيا فيما بعد أن الحقيقة هي تكوين القشرة الأرضية والتي تبدو كرُقع مجاورة تُسمى الطبقات الأرضية ، والجبال الهائلة ذات المواد المنصهرة والكثافة العالية تحت السطح تطفو على الماء ؛ ومما أثبتوه أيضًا أن الجبال لها جذور وهي تلك الأوتاد التي ذكرها القرآن الكريم والتي تُمكنها من الطفو بشكل عمودي محافظًة على ثباتها فوق سطح الأرض .في عام 1948م ذكر عالم الجيولوجيا فان أنجلين في كتابه الجيومورفولوجيا ” إنه الوقت لكي نفهم جيدًا أن كل الجبال لها جذور ثابتة تحت القشرة الأرضية “.في عام 1969م أوضح العلماء بأن الجبال مسئولة عن بقاء توازن كل طبقات الأرض ؛ ولكنه يبدو اكتشافًا متأخراً وأخذ العديد من الوقت ؛ بينما موجود في آيات القرآن الكريم منذ عصور .لقد أقرّ القرآن الكريم بحقيقة الجبال التي لم يثبتها العلم إلا حديثًا ؛ حيث أن الحقائق العلمية للجبال لم تكن متاحة حتى منتصف القرن التاسع عشر ؛ وهذا يدل على تأخر هذا العلم أمام إعجاز القرآن الكريم الذي أثبت حقيقة الجبال ووصفها كأنها نصفين أحدهما على سطح الأرض والآخر بالأسفل وهو ما يثبت أن للجبال أوتاد تثبتها وتدعم قواعدها ، ويتضح أن الجبال تحفظ توازن طبقات الأرض لتمنعها من أن تتحرك مع الطبقات المنصهرة التحتية ؛ وهذا ما ورد في القرآن الكريم .