قصة اجتماعية لقسوة القلب

منذ #قصص اجتماعية

ذات يوم أشتد ألم الولادة على الزوجة وذهبت مع زوجها إلي المشفى ، لتتم عملية الولادة بعد طول انتظار وبعد 9 أشهر ، من التعب والمعاناة ، مع فترة حمل عصيبة ومليئة باللحظات السعيدة واللهفة للمولود الجديد .دخلت الزوجة غرفة العمليات تتطلع إلى تلك اللحظة التي تسمع فيها بكاء مولدوها الجديد إعلانا عن مجيئه للدنيا ، أخذ الطبيب يفتح طيات البطن ، حتى يصل للمولود ، وأخرجه إلى الدنيا ومع سماع بكاء الطفل ، وبدء لحظات الحياة ، له كان في نفس الوقت الأم تنهى حياتها ، فقد تعرضت الأم لنزيف شديد وعجز الطبيب على السيطرة عليه ، في هذا اليوم خرج طفل جديد للعالم ولكن لم تكتمل الفرحة لوفاة والدته .ترحيب ووداع :
سلم الزوج قدره لله تعالى ، لكن بينما يحمل مولودة الجديد تسائل في ذهنه : كيف يرعى هذا الكائن الصغير ، دون أدنى خبرة لذلك ،  وكيف سيتولى مسئوليته ؟ .وفى لحظات قليلة كانت الإجابة لدى الأب موجودة ، فقد قرر أن يعطيه لأخت زوجته لتتولى تربيته ، وبالفعل حمل الأب الطفل إلى أخت زوجته ، وترك ليبدأ حياة جديدة بدون زوجة وبدون طفل.حياة جديدة :
بعد مرور 3 أشهر قرر الأب الزواج وبدء حياة جديدة ، وبالفعل تزوج الأب وأنجب طفلين ، وفى يوم من الأيام وبعد مرور 4 أعوام ، من زواجه الجديد ، وإنجابه الطفلين فكر الأب أن يطلب من أخت زوجته أن يضم ابنه لأسرته الجديدة ، وبالفعل ذهب إلى أخت زوجته وكان لم يرى الطفل منذ 4 أعوام ،  وإذ به طفل جميل لكن عيناه تعبر عن نقصه لمشاعر آخري غير تسديد احتياجاته المادية .لقاء بعد البعاد :
خرج الأب مع ابنه وذهبا إلى البيت وتعرف الطفل على أخوته ، وعلى زوجته الثانية في اليوم التالي ، ذهب الأب للعمل وترك ابنه مع أخوته وزوجته الجديدة ، كانت زوجته الجديدة قاسية جدا على الطفل ، وتنظر له انه دخيل على الأسرة ، وكانت تعامله بقسوة وكانت تهزأ من تصرفاته لان الطفل ، قد تربى 4 أعوام في قرية تابعة للمحافظة التي يسكنها والدة  ، فتطبع بطباع ريفية ، كانت في نظر زوجة والده إنها ليست على المستوى الراقي لتتعامل معه .وفى المساء كانت الزوجة على موعد مع صديقاتها في المنزل لتناول العشاء معا ولأن  الزوجة خشيت من أن يحرجها الطفل ، بتصرفاته التي لا تليق بمقامها على حد ظنها قررت أن تحبس الطفل في حديقة المنزل الخلفية ، انقضت ساعات وساعات وتناول الصديقات العشاء ورحلوا ونسيت الزوجة أن تفتح باب الحديقة لتدخل الطفل .نسيان الطفل :
أتى الزوج في منتصف الليل وعاد متعبا وتناول العشاء سريعا ، وذهب لغرفته لينام ، ويا لها من مأساة فكانت تلك الليلة أقسى ليالي الشتاء بردا ،  بل وبدئت الأمطار تتساقط بغزارة  أثار رعب في قلب الطفل ، وظل الطفل يصرح ويقرع على الباب لكن للأسف كله منعم بالنوم العميق الدافئ ، ولا أحد يسمعه .ظل الطفل يرتعش من البرد وقد تبللت ملابسه ويحاول الاختباء تحت الشجر لكن كانت شدة المطر تخترق أوراق الشجر لتصل له ، وتسقط عليه و حاول الطفل المثابرة وظل يركض من هنا لهنا لمحاولة النجاة ، من صقيع البرد وشدة الأمطار لكن دون جدوى .مرت الساعات وأخيرا أتى الصباح ، استيقظ الأب ليذهب للعمل وقتها تذكر انه أحضر طفله منذ الأمس من عند  أخت زوجته ، دخل غرفة الأطفال فإذ بها طفلان فقط ، ذهب لزوجته وتسائل أين ابنه الثالث ،  وقتها تذكرت زوجته إنها تركته في حديقة المنزل .ركض الأب إلى حديقة المنزل ، وإذ بالطفل منكمش على نفسه منطرح على الأرض ويسوده اللون الأزرق ، أمسك الأب بالطفل فوجده مبللا بالماء وجثة هامدة ، ظل الأب يبكى ولكن بالطبع لن يعيد البكاء الطفل .مغزى القصة :
هنا أتسائل : كيف كانت قسوة هذا الأب أن يترك طفله الوحيد 4 سنوات ، دون أن يطمئن عليه ويتابع مراحل نمو طفله ، والتي يتمنى اي شخص أن يعاصرها ؟ ، وكيف كانت قسوة هذا الأب أن يعود للمنزل دون أن يطمئن على طفله ؟ .هل مشاعر الأبوة أصبحت متضائلة لدى البعض ؟ أرجو من كل أب وأم وزوجة أب ، أن يراعوا الله في معاملة الأنباء والناس أيا كانت درجة القرابة معهم ، أتمنى أن تكون تلك القصة بمثابة إنذار لمعرفة كيف نتعامل مع  أطفالنا ، بل وكيف نقدم لهم الرعاية المعنوية قبل المادية .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك