قصة مريم بنت عمران

منذ #قصص دينية

تعد السيدة مريم ـ نموذجًا مضيئًا ، للنساء كافة ، يجب أن يحتذى ، ويقتدى به ، ولقد اصطفاها رب العالمين ، على جميع النساء ، ولها مكانة عظيمة ، في قلوب الناس أجمعين ، ولا سيما لدى المسلمين ، وقد جعل الله باسمها سورةً كاملةً ، في القرآن الكريم ، هي سورة مريم ، هذا فضلًا عن العديد من الآيات القرآنية ، في السور المختلفة .كان أبوها عمران ، وأمها حنة ،من أكثر الناس ورعًا ، وصلاحًا ، وتقو ى، بلغ بهما السن ، ولم يرزقهما الله بالأطفال ، فقد كانت امرأته عاقرًا ، وأصبح هو شيخ كبير ، وذات يوم ، حدثت المعجزة ، وحملت حنة ، فنذرت ما في بطنها ، خالصًا لله جل علاه ، وخدمة بيت المقدس ، حيث ظنت أن ما في بطنها ذكرًا .قدر الله أن تلد حنة أنثى ، وحزنت الأم ، خشية ألا توفي بنذرها ،ومن ثم أسمتها مريم ، ويعني اسمها ، العابدة ، والقانتة لله ، عز وجل ، وبالفعل تقبلها الله ، وآلت رعايتها ، بعد موت أبيها ، إلى سيدنا زكريا ، عليه السلام ، ومن ثم نشأت هي في محراب ، تتعبد فيه إلى ربها ، ولا يدخل إليها أحد ، وكان زكريا كلما دخل إليها ، ليعطيها الطعام ، والشراب ، وجد لديها رزقًا وفيرًا .فكان يتعجب ، ويسألها من أين حصلت عليه ، فتجيبه بأنه من عند رب العباد ، كان السيدة مريم ، رضي الله عنها ، وأرضاها ، متفرغة فقط لعبادة الله ، لم يكن يشغلها شاغل ، ولم تكن تخرج من محرابها ، إلا في حالات قليلة جدًا ، وفي الضرورة القصوى .وذات يوم من الأيام ، خرجت مريم ، حتى تقضي حاجة شرقي

بيت المقدس

، فحدث وقتها ، أن أرسل الله إليها جبريل ، عليه السلام ، وكان في صورة بشر ، فاستغربت منه ، واستعاذت بالله ، فأخبرها بأنه رسول إليها ، من عند الله ، يبشرها بغلام ، له شأن عظيم ، فاستنكرت أن يكون لديها غلام ، ولم يمسها أحد من العالمين ، ولكنها إرادة الله .حملت مريم ، وجاء وقت ولادتها ، وولدت عند جزع شجرة ، بعيدًا عن قومها ، بإذن من رب العالمين ، ولما أتت إلى قومها ، وكانت تحمل طفلها ، فاستقبلها قومها بالتعجب ، والاتهام ، والاستنكار ، وهي لا تتمكن من أن تتفوه بكلمة ، فنطق وليدها بأمر من الله ، جل علاه .فيقول الله تعالى ، في كتابه العزيز ، في حكاية ذلك الموقف : ” فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا “، فأشارت السيدة مريم ، عليها أفضل السلام ، إلى مولودها ، عيسى عليه السلام ، ولم تستطع الكلام ، ومن هنا نطق بإذن الله ، قائلًا ، كما ورد في كتاب الله المجيد : ” إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكَاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا ، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ” .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك