يحكى أنه كان يزيد بن الملهب ، قائدًا للمسلمين ، وفي أحد الفتوحات الإسلامية ، التي كان يقودها ، استطاع أن يحصد العديد من الأموال الطائلة ، هذا فضلًا عن أنه قد نال تاجًا مميزًا ، وفريدًا من نوعه ، إذ كان يتضمن بين ثناياه ، مجموعة من دقائق الجواهر النفيسة ، والنادرة ، في آن واحد .وذات لحظة ، القائد المسلم النزيه ، يزيد بن عبد الملهب ، نظر إلى من هم حوله ، وسألهم متعجبًا ، حيث قال لهم : ” أتدرون أيها المسلمون الأفاضل أي أحد يمكن أن يزهد في هذا التاج الغالي الثمين ؟ ” وعلى الفور ، وبدون تردد ، أجابه جميع الحضور قائلين في نفس واحد :” بالطبع ، لا نعلم ، فلا نظن أن يفرط أي أحد في تاج مثل الذي تملكه ، وحصلت عليه يا يزيد ” ، فابتسم يزيد بن الملهب قليلًا ، ثم قال لهم :” والله ثم والله ، إني أعرف جيدًا رجلًا إذا ما عرض عليه تاجًا مثلما أملك ، أو أي شيء أغلى منه ، فإنه بكل تأكيد ، وبدون تردد ، سيزهد فيه .وبعد ذلك ، قام يزيد بن عبد الملهب بدعوة محمد بن واسع ، وهو الذي كان شخصًا أساسيًا ممن هم موجودون في جيش المسلمين ، ومن المحاربين الأقوياء ، ومن ثم ، وبعد أن أتى محمد بن واسع ، عرض يزيد عليه بأن يأخذ منه التاج النفيس ، الذي يملكه ، إلا أن ابن واسع ، رفض أن يأخذ التاج ، بدون أي تردد ، وقال قولًا واحدًا : إنني لا حاجة إلي في مثل هذا التاج ” .انتظر يزيد بن عبد الملهب عدة لحظات ، ثم عاد بعد ذلك ، وعاد يطلب من محمد بن واسع ، أن يأخذ منه التاج ، مرة ثانية ، حيث قال له : ” أقسمت عليك يا ابن واسع ، أن تأخذ مني هذا التاج ” ، حينها لم يجد ابن واسع بدًا من أن يأخذ منه التاج .وبالفعل قام محمد بن واسع ، بأخذ التاج من يزيد بن عبد المطلب ، وخرج به في الحال ، إلا أن ابن الملهب قد أمر أحد رجاله بتتبع محمد بن واسع ، حتى يرى ما سيقوم بفعله تجاه التاج الذي قد حصل عليه بين يديه ، وأوصاهم بمراقبته جيدًا ، سار الرجل وراء ابن واسع ، فوجده أثناء سيره في طريقه ، قد رأى سائلًا ، يبدو عليه الفقر الشديد ، والحاجة الملحة .فلما طلب الرجل الفقير من محمد بن واسع أن يعطيه شيئًا ، ما كانه من ابن واسع ، إلا أنه أخرج التاج ، ومد به إليه ، دون أي تردد ، وانصرف بعدها على الفور ، دون أن يندم على تصرفه ذلك ، فلما علم يزيد ما فعله قام بإرسال العديد من الأموال إلى ذلك السائل ، ومن ثم استعاد منه ذلك التاج النفيس .