يحكي أنه كانت هناك فتاة ، كانت تحيا ، وتترعرع ، بين أفراد أسرتها ، وكانت تنعم بين أسرتها بأجواء من المحبة ، والود ، والهناء ، ظلت هكذا فترة طويلة ، لا يعوق حياتها عائق ، ولا يكدر صفوها معكر ، ولكن لا يبقى الحال على وضع بعينه دائمًا ، فمجريات الأمور ، معرضة للتغير ما بين عشية ، وضحاها ، رأسًا على عقب ، فترى ماذا حدث لحياة تلك الفتاة ؟بدأت الاجواء الأسرية تنقلب ، وتتبدل عن الطبيعي ، شيئًا فشيئًا ، ويتحول صفو الحياة ، واستقرارها ، إلى تغير جذري ، وجو مملوء بالعديد من المشاحنات المستمرة ، والصراعات التي لا تنتهي ، والغضب الذي لا يهدأ ، والشجارات التي تتفاقم ، حتى تتسبب في جو كئيب ، يعكر صفو البيت بمن فيه جميعهم .كل ما كان يحدث للأسرة ، كان بسبب التغير المفاجئ ، والطارئ ، الذي ألم برب الأسرة ، حيث بدأ الأب يتعامل كما لو كان من في البيت جميعه ، لا يعرفونه ، فقد أصبح شخصية أخرى ، تختلف كليًا ، وجزئيًا ، عن ذلك القلب الحنون ، العطوف ، الذي دائمًا ما كان يملأ بيته بهجة ، وضحك ، وسرور ، فأصبح الأب كثيرًا ما يغضب على أتفه الأسباب ، وأضحى متعدد المشاحنات ، والشجار ، بين أفراد الأسرة ، بلا استثناء لأي من أفراد الأسرة .كل ذلك كان من شأنه عن ينعكس ، ويؤثر بتأثيرًا سلبيًا على مجريات الأمور ، والأجواء العامة ، والخاصة ، التي يحياها أفراد الأسرة جميعهم ، وأصبح البيت لا استقرار ، ولا هدوء فيه ، ولا ارتياح ، ولا سعادة ، تعددت الكثير من المواقف ، والأمور تزداد سوءًا ، مما دفع الأب إلى الابتعاد عن المنزل ، بشكل مفاجئ .مضت الأيام ، يومًا ، تلو الآخر ، والأب قد ابتعد عن البيت كليًا ، وأصبح لا يعود إليه أبدًا ، لا وقت الطعام ، ولا وقت النوم ، وأصبح لا يجتمع بأفراد أسرته أبدًا ، ولا يلقى فيهم أحدًا ، ظل البيت في حالة من الارتباك ، والحزن الشديد ، وأصبح جميع من في البيت في حالة من السخط ، والرهبة ، والغضب الشديد .أخذت الفتاة تفكر في الحالة التي وصل إليها البيت ، بجميع من فيه ، وما ابتلوا به من حالة من البؤس ، والشقاء ، والحزن الشديد ، بعدما كان بيت مثالي في كل شيء ، وكان يملؤه البهجة ، والسعادة ، وبينما كانت الفتاة تفكر فيما آلت إيه أحوالهم ، وأحوال بيتهم ، ورغم أن الفتاة كانت تعرف حق المعرفة ، الأفضال الجمة لقراءة سورة يس ، إلا أنها لم تفكر في قراءتها ، وقد تجاهلت الفتاة قراءتها في البداية ، أو تناستها .وذات ليلة ، وبينما كانت الفتاة تفكر في حالهم ، إذ قررت أن تهتم مرة أخرى بقراءة سورة يس ، وبالفعل ، قامت الفتاة على الفور ، بقراءة سورة يس على المياه الموجودة في البيت ، وبدأت بتشغيلها ، آناء الليل ، وأطراف النهار ، لاحظت الفتاة أن الأمور تهدأ واحدة واحدة ، وعلى الفور بدأت الأمور تتبدل ، وتتغير نحو الأفضل ، وبعد أيام قليلة ، عاد الأب إلى البيت ، وعادت الأمور إلى الاستقرار سريعًا .