من أجمل ، وأروع القصص ، عن الأخوة في الإسلام ، قصة صداقة أبي بكر الصديق ، مع سيد الخلق أجمعين ، سيدنا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ومن ضمن المواقف ، التي جمعتهما معًا ، أنهما لما كانا معًا ، في غار ثور ، وكانا قد اختبئا في الغار ، من آل قريش ، حيث كانا يخافان أشد الخوف من الاعتداء عليهم ، والمطاردة .فكما ورد عن الإمام الحسن البصري ، رحمه الله ، أنه في يوم من الأيام ، انتهى رسول الله ، صلوات ربي ، وتسليماته عليه ، مع صديقه ، أبي بكر الصديق ، ودخلا إلى الغار معًا ، في الليل ، فقام أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وأرضاه ، بالدخول إلى الغار ، قبل النبي الكريم .فقام أبو بكر الصديق ، بلمس الغار ، حتى يستكشف ، إذا ما كان فيه ، سبع ، أو حية ، حتى يحمي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من أي أذى ، يمكن أن يلحق به الضرر ، فلما دخل أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، إلى الغار ، بدأ ، بدون تردد ، وكان يقوم بالتقطيع من ثيابه ، ويقوم بسد الثقوب ، الموجودة في الغار ، حتى لا يكشف أمرهم أحد من المشركين .فلما رأى ذلك النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم ، قال إلى أبي بكر ، متعجبًا ، وفخورًا : ” أ قطعت من ثيابك يا أبا بكر الصديق ؟ ” ، فقال أبو بكر الصديق : ” أخشى من شيء يلحق بك الأذى ، أو الضرر ، يا رسول الله ” ، وبعد فترة من الوقت ، غلب النعاس سيد الخلق أجمعين ، فنام واضعًا رأسه ، على حجر سيدنا أبي بكر الصديق .وبينما هما كذلك ، إذ بشيء يلدغ أبا بكر في قدمه ، فظل متماسكًا ، ولم يتحرك ، خوفًا من أن يفيق النبي مفزوعًا ، ولكنه رضي الله عنه ، من فرط إحساسه بالألم ، فاضت منه الدموع بشدة ، فاستيقظ سيدنامحمد ، وسأله عما به ، فأخبره بأنه قد تم لدغه ، وقال له : ” فداك أبي ، وأمي يا حبيب الله ” .على الفور ، قام النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وتفقد صحة أبي بكر الصديق ، وقام بمداواته ، إلى أن خف عنه الألم ، والوجع ، إنه أبو بكر الصديق ، أول من صدق النبي الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، وقد تعددت مواقفه ، التي تبين إخلاصه الشديد ، وحبه إلى صديقه ، وخليله ، على مر سنوات حياتهما .