قصة عن مشغولية الأب

منذ #قصص اجتماعية

تتأثر نفسية الأطفال كثيراً ، بانشغال الوالدين عنهم بل وقد يتسبب هذا الإهمال ، إلى ظهور انحدار بسلوك الطفل ، بل قد يتسبب بالانحرافات السلوكية والإدمان .أحداث القصة:
قصة واقعية تحكى ان طفلاً جميلاً  كان يسمى كريم ، يبلغ من العمر تسعة سنوات ، وكان والده يعمل مهندسًا ، في أحد شركات المقاولات ، إما والدته فكانت لا تعمل ، وكانت هواية كريم المفضلة الرسم ، فكان يعبر عن كل ما بداخله عن طريق الرسم ، فبعد العودة من المدرسة ، يذهب مسرعًا إلى غرفته ويبدأ في اللعب بالألوان .كريم يعبر عن احتياجه لوالده :
في يوم من الأيام عاد كريم من المدرسة ، ودخل إلى غرفته وعليه علامات الحزن ، فأمسك بالورقة والقلم وبدأ  في الرسم ، وجاءت والدته لكي تطمئن عليه ، فأسرع كريم لكي يبعد الرسمه عن نظر الأم :وسألت والدة كريم : كيف حالك اليوم يا كريم ؟
فرد كريم : بخير يا أمي .
فقالت الأم : ولماذا يبدو عليك الحزن ؟
فرد كريم : لقد تشاجرنا في المدرسة ، وأريد أن أخبر أبى عما حدث.
فقالت الام : والدك في العمل ، ولكن يمكننا الاتصال به الآن .مشغولية والد كريم :
أمسكت والده الكريم الهاتف ، وحاولت الاتصال بوالد كريم ، ولكن كان والده مشغولًا ، لم يستطيع تلبيه النداء ، فنظر كريم إلى والدته في حسرة ، فقد اشتاق لوالده ويريد التحدث إليه ، ويريد أن يشاركه يومه وما واجهه من مشاكل .ولكن والدته أخبرته أنه بعد ساعتين ، سيعود والده من العمل ، وبذلك يمكنه التحدث معه ، جلس كريم في الغرفة ينظر إلى الساعة ، وينتظر الدقائق تمر مسرعة ، لآن لديه الكثير الذي يريد أن يخبره لوالده .والد كريم يعود إلى المنزل :
أتى والد كريم فأسرع كريم إلى خارج الغرفة ، ليرحب بوالده لكن كان والد كريم متعباً ، فذهب لغرفته مسرعًا للنوم ، بكى كريم بشدة ودخل غرفته وأغلق الباب ، وكتب خطاباً إلى والده :أبى العزيز لقد اشتقت لوجودك بجانبي ، فأنا أعلم أنك تعمل من أجل توفير المال لراحتي ، ولكنى أحتاج لك بجواري ، أكثر من احتياجي للمال ،  فأتمنى أن تجد وقتاً لتجلس معي  وتلعب معي ، حتى وأن تتشاجر معي ، فأنا أشتق لك كثيراً يا أبي ، وطوى كريم الخطاب ودخل غرفة والده ووضع الخطاب ، بجوار والده حتى يراه عندما يستيقظ.كريم يعبر عن مشاعره :
في اليوم التالي استيقظ كريم للذهاب إلى المدرسة ، وتوقع أن والده قد رأى الخطاب لكن للأسف ، نزل والد كريم إلى العمل في عجلة ، ولم يهتم بتلك الورقة المطوية فلم يتحدث مع كريم .وظن كريم أن والده قد رأى الخطاب ، ولكن لن يهتم بمحتواه ، وفي المدرسة طلبت المعلمة من تلاميذ الفصل ، أن كل تلميذ يرسم رسمه تعبر عن حبه لوالديه ، وبدأت التلاميذ في الرسم ولكن كريم كان ينظر إلى الورقة ، ولا يعلم ماذا يرسم .ولكن استطاع أخيرا أن يجد رسمه ، مناسبة تعبر عن حبه لوالديه ، مرت المعلمة بين صفوف التلاميذ ، وجذب انتباهها ما رسمه كريم،  فاقتربت منه .حوار المعلمة مع كريم :
فقالت المعلمة : كريم هل انتهيت من الرسم ؟
فرد كريم في حزن : نعم انتهيت
فقالت المعلمة : وماذا رسمت فأنا أرى صندوقا فارغاً ؟
فرد كريم : نعم أنه صندوقًا فارغًا لا يحتوي على أي شيء .
فردت المعلمة : وكيف يعبر الصندوق الفارغ عن محبتك لوالديك ؟
رد كريم : ليس لدى أي مشاعر حب ، تجاه والدي فلهذا رسمت صندوقاً فارغاً .
قالت المعلمة : لماذا لا تحب والديك ؟
رد كريم : لا احب أبي لأنه دائمًا مشغولاً عنى ، ولا يهتم بي أو يلعب معي ، ولا أحب أمي لأنها دائمًا تجد أعذارًا لإهمال أبى لي .المعلمة تلتقى بوالدة كريم :
تأثرت المعلمة من كلام كريم وعادت المنزل ، وطلبت مقابلة والد كريم ووالدته ، وفى اليوم التالي تمكنت والده كريم فقط ، من الذهاب للمعلمة وجلست معها المعلمة ، وأخبرتها أن كريم يمر بحالة نفسية عصيبة ، ويجب أن يعطيه والده اهتمام مضاعف ، حتى لا تتأزم نفسية كريم .تأثرت الوالدة بكلام المعلمة ، ومدى خطورته على نفسية كريم ، وأن حالته النفسية قد تسبب له فشل دراسي ، وانحراف سلوكي ، وقامت والدة كريم بالذهاب إلى عمل والده ، وأخبرته بكلام المعلمة ، فشعر والد كريم بالتقصير مع كريم ، وعاد مسرعاً إلى المنزل ، ووعد كريم أنه سينظم يومه ، وسيعطيه أولوية في حياته .قصة واقعية

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك