كانت حالة الأم طبيعية أثناء الحمل ، فقد كانت تتابع بانتظام حملها مع الطبيبة المتخصصة التي لم تكن تعلم بأمر البنتين وبالتالي لم تخبر الوالدين بالأمر ، حتى لحظة الولادة فصعق الوالدين بخبر التوأم السيامي الملتصق التوأم منة ومي .بدء رحلة المعاناة :
من ثاني يوم ولادة لهما وبعد تلقي الصدمة ، بدأ الوالد في التحرك أملًا في إنقاذ ابنتيه مما هما فيه مبكرًا ، فتم تحويلهما إلى مستشفى أبو الريش تلك المستشفى التخصصية للأطفال ، فتم حجزهما لمدة 40 يومًا ، وبعد إجراء فحوصات وأشعة الرنين ، تم إعطائهم ميعاد عملية بعد 90 يوم من الولادة ، وذلك للاشتباه أن هناك وريد واحد فقط متصل بين الطفلتين ، وبعد مرور التسعين يومًا أخبروهم أنه لا يمكن الفصل الآن قد يكون من الممكن الفصل بعد سنة ، وذلك لعدم توافر المستلزمات والأدوات الطبية اللازمة للفصل .معاناة الوالدين المادية والنفسية :
تكلفة مادية وتحمل آلام نفسية قدر الله لهذين الوالدين أن يتحملاها ، كان والدهم إسلام صقر رمضان من أسرة متوسطة الحال جدًا ، وأمهم ربة منزل يعيشون جميعًا في منزل بسيط جدًا ، فإسلام يعمل باليوم بدخل لا يكفي احتياجات البنتين الأساسية من اللبن .المعضلة الكبرى :
فبجانب الالتصاق ظهرت المشكلة الأساسية وهي الطفلة مي ، فهذه الطفلة تعاني من شد في الجمجمة مما يجعلها دائمًا غير مستريحة وتعاني من الآلام ونزيف بسبب الوضع غير المريح للجمجمة ، فهي تعاني من قيء دموي ، وحالتها بتدهور مستمر ، والأمر الذي يخشاه والدهما أن تتوفى إحدى البنتين فيتعرض لدفن الأخرى حية معها أو تتوفي الأخرى بسبب الأولى ، وهذا أمر ليس في احتمال بشر .ضيق ذات الحال هو العقبة الأساسية :
ذهب بهم والدهم ووالدتهم إلى أكثر من مكان ، ولكن دون اهتمام أو جدوي ، فالأطباء يماطلون في إجراء العملية تارة للتكاليف الباهظة ، وتارة أخرى في الإمكانيات ، فهاتين الطفلتين بحاجة إلى إجراء تحاليل وفحوصات على مستوى عالٍ ، ويبدو أن الأطباء ليسوا على دراية كاملة بتشخيص الحالتين ، ونظرًا لضيق اليد فالأب لا يستطيع الذهاب بهما لكبار المتخصصين في جراحة المخ والأعصاب لعرض حالة الطفلتين عليهما ، فالطفلتين بحاجة دائمة إلى متابعة مستمرة .تسليط الضوء الإعلامي على الحالتين :
أراد الله لهاتين الطفلتين أن يعرف الجميع بحالتهما من خلال صحفي فاضل سلط الضوء على حالتهما ومعاناة الوالدين معها ، لاقت الحالة انتشارًا واسعًا وعرض الكثير من أصحاب القلوب الرحيمة المساعدة .انفراجة أمل :
هذا التوأم الملتصق بعد أن كادا يفقدا الأمل في علاجهما أو حتى تشخيصهما التشخيص الصحيح بعد معاناة ، في رحلة كبيرة مع الفحوصات والمستشفيات ، عرف الوالدين خلال رحلتهما أن هناك بارقة أمل في نجاتهما في مستشفى الحرس الوطني بمدينة الرياض ، فقد كانت هناك حالات فصل عجيبة مماثلة ، قد أجريت بنجاح في المملكة ، وهو ما يعطيه وزوجته الأمل .وجاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ليعيد الأمل ويرسم البسمة ، أصدر الملك سلمان ، حفظه الله ، قرارًا بتكفل نفقات عملية فصل التوأم كاملة ، وذلك بعد إجراء الفحوصات اللازمة لهما ، وقامت السفارة السعودية بالقاهرة بإنهاء كل إجراءات السفر للمملكة للأب والأم والبنتين .من أول يوم وصول للطفلتين إلى الرياض وبدأت الفحوصات الشاملة للبنتين ، على أعلى مستوى بتوجيهات من سمو الحرمين الشريفين ، حفظه الله ، بالإضافة إلى الاستضافة الكريمة للأبوين .إرادة الله
للأسف بعد إجراء الفحوصات الدقيقة بالمستشفى وجد أن حياة الطفلتين إن تعرضا للفصل سيؤدي إلى وفاة كلتيهما ، في الحال وذلك لمشاركتهم العديد من الأوردة الرئيسية بالدماغ ، مما يؤدي إلى استحالة فصلهما على الأقل حتى الآن ، لذا فضل الأطباء عدم الفصل الآن ، امتثل الوالدين لقضاء الله ، شاكرين الملك على استضافته الكريمة ، وعادا إلى مصر انتظارًا لأمل جديد في علاج ابنتيهما ، قد يشاء الله ويبعث به الله لهما فيعيد الأمل لنفوسهم المنهكة .