قصة العطلة الأولى

منذ #قصص اجتماعية

عمل فريد عدة سنوات في مطعم على الطريق ، الرابط بين بلدتين في تونس وقد كان لديه علاقات قوية ، مع كثير من سائقي الحافلات ومساعدوه ، علم أصدقائه أنه عبر إلى أسبانيا ، على متن أحد القوارب التي تحمل جماعة ، من أصحاب الهجرة غير الشرعية .فريد في أسبانيا :
كان فريد قد تزوج منذ سنة وقد ترك والدته وزوجته في تونس ، وعندما ذاق ما يذوق المهاجرون السريون ، لم يبقى أمامه سوى العمل في الفلاحة ، وكان يمضى ساعات عديدة في العمل ، ويعيش في أحد الأكواخ التي كانت لا تصلح للسكن .ولكن بعد عدة سنوات حصل فريد على الإقامة القانونية ، في أسبانيا فغادر المزرعة ، ليبحث عن عمل في قطاع البناء ، وبالرغم من أنه عمل شاق مثل العمل في المزارع والحقول ، إلا انه أعلى أجراً .كان فريد يحلم ببناء منزل فسيح وأنيق في تونس ، ليخرج أسرته من دائرة الفقر ، مما دفعه لزيادة ساعات عمله ، في ورش البناء في برشلونة حيث كان العديد من المهاجرين هناك ، مما شعر أن وقع الغربة هناك أصبح أخف.العطلة الأولى :
تعلم فريد قيادة السيارات وتمكن من شراء سيارة ، وبعد مرور ثلاث أعوام شعر بالشوق لأسرته وأمه وإخوته ، قرر فريد مع مجموعة من الأصدقاء السفر إلى تونس ، لقضاء العطلة الأولى وأن يصطحب سيارته معه .اشترى فريد العديد من الهدايا لأسرته ، ووضعها بداخل السيارة التي كانت تحملها باخرة كبيرة ، متجهة من أسبانيا إلى تونس وكانت رحلته ممتعه ، محت من ذاكرته رحلته عبر قارب الهروب من تونس إلى أسبانيا.أوقف فريد سيارته أمام باب المطعم ، الذي كان يعمل فيه قبل سفره إلى أسبانيا ، وهو يبدو أكثر أناقة وسلم على أصدقائه ، وتناول معهم كوب من الشاي ثم ودعهم ، خرجوا جميعاً من المطعم لرؤية سيارته ، والتي عاد بها من أسبانيا .فريد يلتقي بأسرته :
ركب فريد سيارته وسار طريقاً طويلاً ، وسط الغابات متجهاً إلى منزله ، وصل فريد إلى المنزل وكان والدته واقفة على الباب ، ولم تعرفه بكي فريد بحرقة لرؤية والدته ، ثم خرجت احدى شقيقاته ، وصاحت : فريد فريد ، فتح فريد الباب ونزل من السيارة ، وأسرع لوالدته واحتضنها بحرارة ، أخرج فريد الحقائب والأمتعة من سيارته ، وفي تلك الليلة حكي فريد الكثير من تفاصيل أيامه وسنواته الثلاثة ، التي قضاها في أسبانيا .فريد يزور خالته :
مكث فريد في المنزل أربعة أيام ، حيث توافد عليه الكثير من الزوار والأصدقاء ، ثم قرر فريد أن يصطحب والدته لزيارة خالته ، وكان يعلم أن ابنها البكر علي يعمل في تجارة الحشيش ، وكان علي يعلم أن فريد لا يكن له محبة ، بل وعلم فريد أن علي قد أمضي عامين في السجن ، بعد إدانته في قضية تهريب للحشيش ، وأنه أنهى عقوبته منذ ثلاثة أشهر ، ذهب فريد إلى منزل خالته وقضي في ضيافة خالته يومين .وفى طريق العودة أبلغته أمه ، أن خالته تود منه مساعدتها أن استطاع ، عن طريق ايجاد طريقة لهجرة ابنها علي إلى أسبانيا ، فأخبرها فريد بأنه سيبحث عن عقد عمل له هناك .فريد يستعد للرحيل :
سريعاً انقضت العطلة وبدأ فريد في الاستعداد للعودة ، إلى مهجره الأسباني ووعد زوجته بأنه سينهي الأوراق اللازمة لسفرها سريعاً ، وفى الليلة الاخيرة وقبل سفر فريد من البلدة ، فوجئ بزيارة خالته حيث جاءت لتودعه وجاء معها ولدها علي ، فقامت والدته بواجب الضيافة وكان على فريد أن ينطلق باكراً ، حتى يتمكن من ترتيب تذكرة الابحار إلى أسبانيا.القبض على فريد :
في اليوم التالي استيقظ فريد باكراً ، وكانت زوجته قد أعدت له الفطور ، تناول فريد الفطور ثم حانت لحظة الوداع ، عانق فريد أمة وشقيقته وخالته وعلي وزوجته التي يحبها ، وأنطلق بسيارته يخترق الطريق الترابي حتى وصل إلى الميناء .هناك تطلع إلى الوجوه المسافرة ، اجتازت السيارة التي أمامه لجنه التفتيش ، ثم اشار له مسئول الجمارك أن يتقدم ، وطلب منه جواز السفر وأوراق السيارة ، ثم طلب منه أن يفتح صندوق الامتعة .جاء رجل يبدو في لباسه كلباس الميكانيكيين ، نزل تحت السيارة وبدأ يدق بمطرقة في أماكن محددة أسفل السيارة ، ثم طلب من فريد أن يوقف سيارته خارج الصف ، وابلغه أن السيارة تحتاج مزيد من التفتيش.نزل فريد من سيارته وقد أتى الميكانيكي ، وأزال المقعد الخلفي للسيارة حيث وجد في أسفله اشياء ثبتت بشريط لاصق ، حيث ظن فريد أنها جزء من المقعد ، ولكن استعدى الميكانيكي رجل الشرطة إلى السيارة ، حيث وجد الكثير من أكياس الحشيش المثبتة أسفل المقعد ، تم القبض على فريد ، وتوجه إلى مركز الشرطة الخاص بالميناء ، وظل يقسم أنه لا علم له بما تم العثور عليه في سيارته ، وحكم على فريد بالسجن ثلاثة اعوام .فريد ورغبته في الانتقام :
عندما انهى فريد عقوبته ، قرر أن يجري تحرياته الخاصة وقد توصل فريد إلى أن من وضع الحشيش في سيارته ، هو ابن خالته علي فقرر فريد قتله ، وذهب إلى منزل خالته وظل يترصد خروج علي من منزله .في المساء خرج علي من منزله ، وما أن رأى فريد ركض مسرعاً ، ولكنه لم يلتفت لسيارة كبيرة أتت مسرعة نحوه ، وقد دهسته فمات علي ولكن لم يكن الجاني تلك المرة ، هو فريد رغم سعيه لقتله في تلك الليلة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك