قصة الانهيار

منذ #قصص اجتماعية

سافرت مع زوجها لقضاء شهر العسل في إحدى الدول ، وكأي عروس كانت فرحة جدًا فقد وجدت فارس أحلامها ، وستكمل معه حياتها في سعادة إلى الأبد ، لكنها لم تكن تعلم أنها سوف تعود إلى وطنها مرة أخرى ولكن أرملة.كان ما حدث لها مثل الكابوس يفوق ادراكها ، فهي مؤمنة أن الجميع سوف يموت يومًا ، ولكن من الصعب عليها تصديق أن يموت أغلى ما لها فى شهر العسل تحديدًا ، خاصة وأنه لم يمت بصورة طبيعيه ، بل تعرض للقتل .بداية القصة:
قام الزوج باستئجار شقة لقضاء شهر العسل ، وفي إحدى الليالى في ساعة متأخرة استيقظت الزوجه على صوت ضجة خافتة ، صادرة من صالة الشقه ، حينها شعرت بتوتر شديد ، وأيقظت زوجها من النوم بصوت هامس ، واستغرق الأمر عدة ثوانى حتى فاق من نومه بعين ناعسة ، واستوعب ما يجرى من حوله ، ثم أخذ يطمئن زوجته ألا تخشي شيئا ، ولربما كان الصوت صادر من قطة قفزت الى الشقة من الشرفه .نهض من الفراش ليستكشف الأمر ، ولحقت به الزوجه ممسكه بيده بقوة مختبئة خلف ظهره ، كما تفعل معظم النساء في مثل هذا الموقف ، بينما هو راح يبتسم لها متوتر ويطمئنها أن الامور سوف تكون على ما يرام ، قبل أن يصطدم  بوجود لصا بالفعل داخل الشقة.
مواجهة وقتل :
كان اللص يحمل حقيبة صغيرة ويرتدي ملابس سوداء ، تخفي كل شيء حتى وجهه ، بدى تمامًا مثل لصوص الأفلام ، تصرف الزوج بجرأة شديدة حين رأى اللص ، فقام بالقفز عليه وراحا يتبادلان الضرب والركل ، والزوجة متصلبة في مكانها ، وقد عجزت تمامًا عن التصرف ومساعدة زوجها .وفي أثناء الشجار نجح الزوج في إزالة القناع عن وجه السارق ، وأصبحت ملامحه واضحة تمامًا وهو يحدق فى الزوج مما أثار جنون السارق ، فأخرج من جيبه مطواة مخيفة الشكل ، وطعن بها الزوج عدة طعنات ، جعلته ينظر بذهول وجحوظ عينين إلى أبعاد أخرى ، وكأنه لم يكن يصدق أن الأمر سيصل إلى هذه الدرجة ، وسقط على الأرض دون حراك وراح ينزف بغزارة .في تلك اللحظة خرج اللص من الشرفة وفر هاربًا ، وما أتى بعد ذلك مثلما يحدث في تلك الأمور ، صراخ وبكاء وعويل وانهيار ، أيقظ الجيران ، ثم تحقيق الشرطة حول الجريمة ، ولم تنسي الزوجة تفاصيل وجه اللص الحقير الذى تسبب في قتل زوجها ، وما إلى ذلك من تحليل رجال الشرطة للحادثة ، حيث أن اللص دخل بهدف السرقة من الشرفه ، ولم يتوقع استيقاظ أصحاب المنزل ، وعندما حدثت تلك المواجهه أربكت اللص ، مما دفعه لارتكاب جريمته دون تفكير أو تخطيط مسبق للأمر ، ويبدو أن هذا التحليل منطقي تمامًا .العودة إلى الوطن:
أتى شقيق الزوجه في اليوم التالي من الكويت ، لكى يقف بجوار أخته بالإضافة لإتمام الاجراءات الخاصة بنقل الجثمان إلى أرض الوطن ، وبالفعل عادت الأرملة الحديثة إلى موطنها ، وإلى منزل عائلتها مرة أخرى .عادت وهي منهارة تمامًا ، فما حدث لها من مشاهدة لجريمة قتل لأغلى الناس إليها وأقربهم ، وفي فترة قصيرة يجعلها تمرض بكل الأمراض النفسية والعصبية ، التي يعجز الطب عن تفسيرها ، فكانت تبكي أحيانًا وتصرخ أحيانا وتهدأ أحيانا أخرى ، لم تكن مهتمة بالانتقام من ذلك اللص على قدر اهتمامها بمحاولة نسيان ما جرى ، فهي بعيدة عن البلد التي حدثت بها الجريمة وهي الآن في الكويت في بلدتها أي في أمان تام وسط عائلتها وأخوتها .وبعد مرور شهور طويلة على تلك الحادثه وافقت أخيرًا ، شقيقاتها  للخروج معهم إلى إحدى المولات التجارية بعد الحاح كبير منهن ، فقد قاموا بمحاولات كثيرة لإقناعها نسيان الماضي ، وقد كان كلامهم بالطبع صحيح ولكن تنفيذه ليس سهل على الاطلاق ، ولكن قامت بالخروج معهن بالفعل وارتدت ملابس أنيقة ووضعت بعض المساحيق التجميليه ، محاولة منها أن تخرج من تلك الحاله .المفاجأة :
خرجت بالفعل الأرملة مع شقيقاتها إلى المول التجارى ، وحاولت إحدى الشقيقات خلق جو عام من الضحك ، وبالفعل أخذت تتجاوب معهن شيئًا بشيء وبدأت بالابتسام ومن ثم الضحك ، حتى إنها كانت تظن أنها على وشك نسيان كل ما حدث ، ثم كانت المفاجأة ، عندما استدارت لا شعوريًا إلى يسارها .فرأت رجلًا جالسا على إحدى الطاولات في نفس المقهى ، إنه هو بالفعل إنه هو اللص هي بالفعل لم تتخيل ذلك ، إنه وهو وينظر اليها مبتسمًا وكأنه وجدها أخيرًا ، ظلت تنظر إليه بتركيز شديد لدرجة أن إحدى شقيقاتها ، لفتت انتباهها قائلة لها لا تحدقي به بهذه الصورة الواضحة ، لكنها لم تسمعها لقد رأت اللص رأت قاتل زوجها ، رأت الرجل الذي راود كوابيسها مرارًا وتكرارًا ، ظلت تحدق به ثم صرخت وغابت عن الوعي .المطاردة:
عندما فاقت وجدت نفسها في سيارة إحدى شقيقاتها وهي متجهة بها إلى المستشفي ، وعندما تمالكت نفسها قليلًا واستطاعت التحدث ، قالت لهم إنه هو أنه ذلك اللص أنا أتذكر ملامح وجهه جيدا ، مما أثار خوف وتوتر شقيقاتها ، وحينما عادًا إلى المنزل أخبرت شقيقها بما حدث ، فذهب بها إلى الشرطة وذكرت الواقعه ، فالآن أصبح من المؤكد أن اللص كان يبحث عنها في كل مكان ، وكيف استطاع قاتل مثله أن يدخل المدينة ويتجول بها دون رقابة .ولكن لماذا يطارها ذلك القاتل ، وكيف جرؤ على القدوم إلى بلدها الكويت ، ماذا كان يريد بالضبط ، لا أحد يعرف أسئلة كثيرة تدور في رأسها دون إجابه .مواجهه ومطاردة أخرى :
ولن ينتهي الأمر عند ذلك الحد ، فقد رأت القاتل مرة أخرى ، بعد تلك الواقعة بأيام قليلة ، وذلك أثناء قيادتها للسيارة وحيدة ، وهي متجهه إلى منزل شقيقتها الكبرى ، كان يطارها هذه المرة بكل وقاحة ، إنه هو مرة أخرى وقد بلغ توترها ذروته .فخففت سرعتها لتتأكد من أنه هو ، وبالتالي خفف هو الآخر سرعته ، وسار بجوار سيارتها والتفت إليها هو الآخر مبتسمًا ، فخففت سرعتها أكثر ووقفت على جانب الطريق حتى تأخذ أرقام سيارته ، وبالفعل سار هو أمامها فلمحت الأرقام وفتحت هاتفها لتسجل أرقام سيارته ، قبل أن تنساها .حتى تتصل بالشرطة وفي لحظه رفعت رأسها وجدت سيارته على جانب الطريق أمامها لكن أين هو ، إنه ليس بسيارته ، ومن شدة توترها قد نسيت احكام غلق أبواب سيارتها ، ووجدت القاتل يطرق زجاج الباب الذى بجوارها وفتح الباب وجلس على الكرسي بجانبها بكل وقاحة .لم تدر بنفسها إلا وهي تضربه على رأسه وعلى وجهه مستخدمه بروزات الحقيبة الخاصة بها حتى أفقدته الوعي والدماء تفور من رأسه ، ثم أزاحته من السيارة وانحنت وأغلقت الباب وانطلقت بالسيارة وهي تبكي بحرقة .بلاغ آخر للشرطة :
عند عودتها إلى المنزل أخبرت شقيقها بكل ما حدث ، وبالطبع ثار غضبه وذهب مرة أخرى إلى الشرطة ، فأعطتهم رقم السيارة ودلتهم على مكان وقوع الجريمة ، وعند توجه الشرطة الى هناك ، لم يكن هناك أثر لأى شيء ، سوى آثار بعض الدماء إنها للقاتل دون شك فقد استطاع الهرب مرة أخرى ، وبالتالي فهو لسوء الحظ لم يمت بعد .ووعدهم رجال الشرطه أن لا يسمحوا بتلك القضية أن تمر مرور الكرام ، وأنه سيتم البحث بدقة في كل تفاصيلها حتى يتم القبض على القاتل ، بعد أن أصبحت حياتها مهددة بشكل واضح .جريمة أخرى :
وبعد تلك الليلة العصيبة ، توجه الشقيقين إلى المنزل ، وكانت صامتة منهارة خائفة تمامًا ، فقد رأت في شهور قليلة ما لم تره فتاة من قبل ، وعند وصولهما للمنزل صعدت إلى غرفتها ، فاقترحت عليها شقيقتها الصغرى النوم بجوارها تلك الليلة .حتى تطمئن قليلًا وتهدأ من ذعرها ، وأقسمت ألا تتركها وحدها  ، وبالفعل رحبت بذلك الاقتراح فهي بحاجة ماسة للشعور بالأمان ، وراحت الشقيقة الصغرى تطمئنها بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام ، وأن رجال الشرطة سوف يقومون بإلقاء القبض على ذلك القاتل المجرم كما وعدو .كان كلامها منطقي نوع ما حتى حدث ما لم يكن متوقعا حدوثه ، فحين استغرقت الأخت الصغرى في النوم ، كانت الأرملة مستيقظة تمامًا فقد فارقها النوم ، وهي تفكر فيما حدث لها في الشهور الأخيرة وتبكي بشدة على فراق زوجها ، وتحمد الله على نجاتها أكثر من مرة من ذلك القاتل .ثم قررت النهوض من الفراش لشعورها بالملل ، فخرجت إلى صالة المنزل لكي تشاهد التلفاز ، وحين خروجها متجهة إلى الصالة ، وجدت أحدهم جالس يشاهد التلفاز ، من هذا إنه ليس شقيقها ، إنه هو مرة أخرى أنه القاتل ، هل قتل من بالمنزل جميعا وهي نائمة وجلس يشاهد التلفاز .وعندما رأها ابتسم في وجهها ، تلك الابتسامة الساخرة ، عجزت عن الصراخ تمامًا من هول المفاجأة ، ثم نظرت إلى الطاولة التي تتوسط الصالة فوجدت سكينًا قد استخدمه ذلك الوغد في تقشير البرتقال ، لهذه الدرجة كان يتصرف وكأنه في منزله .التقطتن السكين وصرخت صرخات عالية شقت سكون الليل وانهالت على القاتل بكل قوتها حتى أردته قتيلا غارق في دماؤه ، حينها سمعت صوت شقيقاتها وقد استيقظن وقمن بالصراخ الشديد ، وحاولن انقاذ القاتل ، دون أن تدري لماذا يتصرف شقيقاتها كذلك لماذا يحاولن انقاذ قاتل زوجها ، حتى صرخت إحداهن في وجهها وقالت لقد قتلتي شقيقنا ، ثم اتصلت بالشرطة والإسعاف وطلبت منهم المجيء على الفور .مرض نفسي :
بالطبع لم تكن تفهم ما يحدث ، ولكن رجال الشرطة اقتادوها إلى المعفر ، وراحوا يسألونها عن سبب قتل شقيقها ، فأخذت تسألهم عن ما دهاهم أنها قامت بطعن قاتل زوجها ، وهنا سمعت الضابط يقول لزميله : أعتقد أنها تعاني من مشكلة نفسية ، لقد تعرض زوجها للقتل ، على يد أحد اللصوص أثناء شهر العسل ، مما أثر على حالتها النفسيه ، وعندما عادت إلى الكويت .باتت ترى ملامح القاتل على وجه العديد من الرجال ، لقد كادت مساء أمس أن تقتل أحد الشبان بوسط الطريق ، عندما ظن الشاب أنها تريد معاكسته ، أوقف سيارته وتوجه إليها لكنها ضربته بكل قوة على رأسه ، وراحت تصرخ بجنون لا مبرر له كما أخبرهم الشاب ، ولكن من حسن حظه حدث ذلك في إحدى الطرق المزدحمة فرآه بعض المارة وأنقذوه على الفور .ولقد كانت تصر الفتاة أيضا على أن هذا الشاب هو اللص الذى قتل زوجها ، وكان الشاب مواطن كويتي لم يسافر يومًا إلى تلك الدولة ، والآن وقبل أن نستدعيها للتحقيق معها ها هي تقتل شقيقها ، مدعية أنه اللص الذي قتل زوجها ، أنها تعاني من حالة رهاب متقدمة كما يبدو ، وأعتقد أن الطب النفسي سوف يفصل في تلك الحالة بشكل دقيق .مازالت لم تفهم ما يحدث حولها ، متهمة الجميع بالجنون ، وتحول هلعها ذاك إلى صراخ في مستشفي الأمراض النفسيه ، عندما ذهبوا بها الى هناك للكشف عليها ، ولكن صراخها لم يكن بسبب وجودها في المستشفي ، ولكن لاعتقادها بأن القاتل كان منتحلًا شخصية الطبيب النفسي المعالج .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك