في تمام الساعة الواحدة ظهراً ، نهار يوم الأحد في الثامن من مايو عام 2005م ، في احدي المدن العربية ، في تلك الساعة من النهار يبدأ عدد المسوقين في التراجع ، وفي باب السوق حافلات أجرة ودواب مربوطة ، تنتظر عودة أصحابها من السوق .وفى جانب آخر من السوق ، تنتشر المطاعم التي تبدأ في إعداد ، وجبات الغذاء الشهية للزوار ، بل وفي تلك الأسواق الشعبية ، لا تعلو أصوات فوق أصوات باعة الأعشاب الطبية بمكبرات الصوت .العثور على طفلة تائهة:
توقف أحد الباعة في منتصف السوق ، وفي يده طفلة تائهة ، وبدأ ينادي بصوت عالي ويعلن عن وجود طفلة تائهة معه ، بدأ الباعة يلتفون حول الطفلة لتهدئتها من البكاء ، وقالوا لها : لا تبكي اهدئي سوف نعثر على أمك ، كانت الطفلة صغيرة تبلغ من العمر أربعة سنوات ، وتدعى شيماء .وكانت العادة عندما يتعذر العثور على والد أو والدة الطفل التائه ، كان يتم تسليمه إلى أقرب مسجد وينتهى الأمر ، مرت ساعة بعد أن بث البائع عبر مكبر الصوت ندائه ، معلناً عن وجود طفلة تائهة معه ، ولكن لم يجد أحداً يتقدم في البحث عنها .جلس البائع في دكانه ، مع الطفلة وسألها : مع من جئت إلى السوق ؟ ، فردت الطفلة : مع حميدة ، فسأل البائع : هل هي والدتك ؟ ، فردت الطفل : تقول لي ناديني ماما حميدة ، قال البائع : أين تسكنين ؟ ، نظرت له الطفلة ، ويبدو عليها عدم المعرفة وقالت للبائع : أنا جائعة .تسليم الطفلة للشرطة :
أخذ بائع الأعشاب الطفلة التائهة إلى أحد مطاعم السوق ، وأحضر لها طعاماً وما أن انتهت من تناول الطعام ، حتى أمسك بيدها إلى أقرب مسجد ، ولكن القائم على المسجد رفض أن يتسلم منه الطفلة ، وأخبره أنه عليه أن يسلمها إلى قسم الشرطة .لم ينتظر بائع الأعشاب كثيراً ، ومضى إلى مقر الشرطة وأخبر الشرطة بأن رجلاً ترك لديه الطفلة ، وأخبره أن ينادي في مكبرات الصوت عن الطفلة التائهة ، عسى أن يجدها والديها.سأل ضابط الشرطة الطفلة ، عن هذا الرجل فقالت : كان معنا بابا خالد لم يكن الضابط على يقيناً ، ما إذا كان الرجل الذي اسلمها ، هو بابا خالد ، أم من هو ذلك الرجل ، اكتشف بائع الأعشاب أنه في ورطة .تسلم الضابط هوية البائع الوطنية ، وبدأ يدون المعلومات التي تخصه وما أن فرغ من ذلك أعاد إليه الهوية ، وأعطاه قلماً وطلب منه أن يوقع على الورقة ، التي كتبها الضابط ولكن البائع شعر بالخوف والتردد ، لكن طمئنه الضابط وأخبره أن ما كتب في الورقة ما هو إلا محضر تسلم الطفلة التائهة .أمسك البائع بالقلم وكتب خطوط متشابكة كالتوقيع ، لكن طلب الضابط من البائع أن يبصم بجوار التوقيع ، وتسلم الضابط الطفلة وترك بائع الأعشاب .حوار الضابط مع الطفلة :
اجلس الضابط الطفلة بجواره ، وأحضر لها بعض الحلوى ، سأل الضابط الطفلة : أين هو منزلك ؟ ، قالت : منزلنا بعيد ، ركبنا سيارة كبيرة مع أناس كثيرين ، قال الضابط :مع من تسكنين ؟ ، قالت : مع ماما حميدة لكنها ليست أمي ، وإنها تضربني إن لم أناديها ماما حميدة .القبض على المتهمين :
جلس الضابط يتحدث مع الطفلة ، وأتى ضابط آخر ممسكاً برجل وسيدة ، لتقديمهما إلى الشرطة بتهمة السرقة ، وما أن دخل المتهمان إلى مكتب ضابط الشرطة ، حتى نظرت شيماء لهما وقالت : ماما .لاحظ الضابط السيدة تحاول إسكات الطفلة ، فأصطحب الطفلة إلى الخارج وعرف من الطفلة إنها ماما حميدة ، أبلغ الرجل ضابط الشرطة بأن تلك السيدة وزوجها ، تم القبض عليهما في محاولة سرقة حافظة نقود في السوق ، سأل الباحثون ماما حميدة والذي تبين أن اسمها الحقيقي عائشة بعلاقتها بالطفلة ، لم تتمكن ماما حميدة من إثبات أمومتها لشيماء ، فحاولت عبثاً أن تدعي إنها من أقاربها.تقرير التحقيقات :
قامت الشرطة بالتحقيق فى الأمر ، وتم التوصل الى أن ماما حميدة وزوجها خالد ، قاموا بخطف الطفلة منذ عامان لابتزاز أهلها ، وتم تقديمها للنيابة العامة وتم التوصل إلى عائلة شيماء الحقيقة ، وتسليمها لهم .