قصة ليلة مع قاتل

منذ #قصص اجتماعية

دائمًا يقولون عنه عبقري ، ولكنه ما كان يعرف في الواقع ، إن كان بالفعل عبقري أم لا ، ولكنه آمن تمامًا بأه عبقري بعد قضاء ليلة مع قاتل مأجور في مكتبه .القصة:
كان كل ما يعرفه عن نفسه أنه انسان مكافح ، فقد ولد يتيم الأب ، ووالدته توفيت بالسرطان وهو في السابعة من عمره ، فانتقل مجبرًا للعيش في بيت خالته ، وكانت الحياة في ذلك المنزل شنيعة ، حيث كان أولاد خالته يعاملونه بقسوة شديدة ، لا مبرر لها ، وكأنه مخلوق فضائي بشع .ومع مرور الأيام أدرك أن صديقه الوحيد في هذا العالم ، سيكون علمه وشهادته الدراسية ، لذا فقد تحدى الصعاب ومر بأيام سيئة جدًا ، حتى حصل على بكالوريوس في الهندسة الكيميائية ، لتتيسر الأمور بعد ذلك لحد كبير وتستقر حياته ، مما ساعده بعد ذلك للحصول على درجة الماجستير ثم نال درجة الدكتوراه فى الهندسة الكيميائية.ولأن طموحه كان لا حد له على الاطلاق ، فقد أصبح رجل أعمال مرموق وناجح الى درجة أثارت حسد الكثيرين ، حتى أصبح له بالتالى قاعدة لا بأس بها من الأعداء ، بسبب حصوله على معظم المناقصات .وخاصة السيد (فواز) فهو رجل أعمال من أسرة ثرية جدا ومعروفه ، وقد كان منافسًا خاسر دائمًا ، وكم من المرات التي حاول بها (فواز) استخدم اسم عائلته ونفوذه الحصول على المناقصات ، لكن دائمًا كل المحاولات تبوء بالفشل ، كان الجميع يقول عليه أنه يمتلك عقلية نادرة ، ولكنه بدأ يؤمن بذلك بعد ما حدث في تلك الليلة بالذات .الزائر:
في تلك الليلة زاره شخص أنيق جدا يرتدي بذلة رسمية سوداء اللون ، زاره لكي يقتله ، كان في تلك الليلة يعمل لوقت متأخر من الليل ، في مكتبه الذي يقع في مجمع الراية الشهير ، كان يراجع الأوراق والملفات الهامة .وبالطبع كان كل من بالمكتب انصرف ، ولم ينتبه إلا عندما وجد شخص يفتح باب مكتبه دون استئذان ، وبهدوء تام ، كان شخص بالغ الاعتداد بنفسه ، يرتدي بذلة فاخرة جدًا ، ابتسم بهدوء دون أن ينطق بحرف ، وبالتالي بادله هو الآخر الابتسامة الهاديه ، ودخل الشخص وجلس على الكرسي ، ولم يقل شيء بل صب لنفسه كوب من الماء الذي كان أمامه على المكتب ، ثم أخرج ذلك الزائر من جيبه مسدسًا موجها فوهته الى وجهه .مواجهه:
انتفض رجل الأعمال خوفًا وهلعًا أمام الزائر الليلي ، ملوحًا بيده الى الزائر ليتوقف ويبعد فوهة المسدس عن وجهه ، فابتسم الزائر ابتسامة خبيثة كلها كراهية وقال : مرحبا أنا هنا لقتلك ، أرسلني إليك السيد فواز لتصفية حسابه معك .سأله برعب : ماذا تريد ولماذا تريد قتلي ، فرد عليه القاتل بحزم : لقد أخبرتك أنا هنا لقتلك ، لقد أرسلني السيد فواز لقتلك ، وقد قبضت مبلغا كبيرا جدا لقاء ذلك ، استجمع أفكاره وهو يتساءل بينه وبين نفسه مستعجبًا ، وجود قاتل مأجور في الكويت ، وبأفكار متزاحمة وعقل يعمل بسرعة أقصي من المعتاد ، ليجد مخرج من ذلك الموقف وينجو بحياته ، قال رجل الأعمال : أيا كان المبلغ الذى دفعه لك سأدفع أضعافه .رد القاتل : أنا قاتل محترف ، أقبض ثمن مهمتي ولا أخالف كلمتي ، قال ذلك وهو يصوب المسدس ناحيته ، فقال له رجل الأعمال بزعر : انتظر قليلًا ، ورفع يديه لأعلى حتى يطمئن القاتل أنه لن يحاول الغدر ، ثم نهض من مكتبه في اتجاه القاتل ، وهو يقول له سيدي إن في هذه الخزينة ، قرابة المائة ألف دينار ، سأجعلك تأخذها كلها انتظر سأقوم بفتحها لك ، ولا تخشي شيء فأنا لم أملك أية أسلحة هنا .نظر له القاتل نظرة متشفية ساخرة ، وكأنه اعتاد سماع تلك الكلمات ، من الأشخاص الذين قتلهم فى السابق ، ولكنه استمر في الذهاب إلى الخزينة وأخرج منها بالفعل ظرفًا كبيرًا ، به مبلغ المائة ألف دينار ، كان ينوي ايداعهم في البنك في اليوم التالي ، وضع المال على المكتب أمام القاتل ، وعاد إلى مقعده مرة أخرى .الخدعه:
ولكن تلك المرة ابتسم هو في وجه القاتل ابتسامة ساخرة ، وواضح أن تلك الابتسامة أثارت القاتل ، فسأله لماذا تبتسم أيها الأحمق ، أكمل بنفس الابتسامة الساخرة وبمنتهى الشجاعة أنت الذي لابد أن يطلق عليك كلمة أحمق ، بل وغبي أيضا .أتعلم أيها الأحمق ان كوب الماء الذي شربت منه أخذته ووضعته في الخزانة ، دون أن تدري ، أتتذكر كوب الماء الذى كان أمامك على المكتب ، وضعته مكان المال ، وعند قتلي سوف تأتى الشرطة وتفتح الخزانه وتجد الكوب وبالطبع سيثير فضولهم ، حيث بصماتك عليه أيها الأحمق ، هل ستقتلني الآن ؟عبقرية وانتصار :
أصبح الزائر القاتل مثل فأر وقع فى المصيدة ، ولأول مرة خفض فوهة المسدس المصوبة ناحيته ، وقال له محاولًا اخفاء توتره الشديد : سأقتلك وسأفتح بعد ذلك الخزانة وآخذ الكوب ، ضحك بسخرية هذه المره بصوت أعلى وقال للقاتل بصوت ساخر ، أيها الأحمق أنت لم تلمس هنا غير الكوب .وهذه الخزينة من طراز حديث فلو حاولت كسرها فهى مرتبطة بنظام أمني سيبلغ الشرطة بوجود سارق وسيأتوا لك فى غضون أقل من دقيقتين ، ولو قتلتني لن تحصل على الرقم السري لفتحها أيها الأحمق ، رد القاتل قائلًا بصوت متخاذل وحانق : أيها اللعين ، ماذا تريدني أن أفعل لكي أحصل على ذلك الكوب ؟أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا وقال : أنا أستطيع تركك الآن ، وهذا الكوب سأحتفظ به لضمان عدم عودتك مرة أخرى ، ولكن السيد (فواز)  لن يهدأ ، وسيبعث بآخر لقتلي ، إذا الحل أن تخلصنى من السيد (فواز )، وبذلك أكون ضمنت شعوري بالأمان ، انتفض القاتل وقال له : أنت شيطان لن أقابل أحد مثلك من قبلك أنت .وقاطعه رجل الأعمال وقال له : باستطاعتك عدم تنفيذ الأمر ومن ثم تقتلني ، ووجود البصمات على الكوب ، سوف تثير حولك الشبهات بالفعل ، ستقع إن آجلًا أو عاجلًا ، أو أختار نجاتك ونجاتي وخلصنا من السيد فواز للأبد ، وأنا لن استطيع تقديمك للشرطة ، لأنك سوف تثير الشبهات حولي ، لأني أنا المنافس الوحيد له .هز رأسه ثم نهض وخرج من المكتب ذليلًا منكسرًا ، وقد ذهب ليقوم بالمهمة التي أوكله بها ، يقولون أنه عبقري نعم ،  لقد آمن تمامًا بذلك بعد تلك الزيارة ، فمن عاش نفس ظروفه ، لابد أن يكون عبقري ، فهو فى وسط غابه بها ذئاب مثل فواز والقاتل المـأجور ، هو عبقري لأنه مجبرًا أن يكون عبقري ليضمن حياته.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك