خاضتها الصدفة إلى ممارسة مهنتها عمليًا لأول مرة في سوق تجاري ، وعلى مرأى ومسمع الكثير من الحضور ، لتصبح فيما بعد نجمة متألقة من نجوم المملكة ، بعد أن استطاعت إسعاف أحد الشباب ، حيث ضربت مثالًا للرحمة والإخلاص وحب مساعدة الآخرين ، وهي الصورة الطيبة التي تبحث عنها كل المجتمعات في كل وقت وحين ، فمن هي هذه الفتاة ؟ وما هي قصتها في السوق ؟فتاة التمريض :
إنها مرام العواجي البالغة من العمر 22 عامًا ، وهي طالبة درست أربع سنوات بكلية التمريض ، ولكنها لازالت على وشك الابتداء في دراسة الامتياز ، وقد درست ببرنامج الأمير نايف للإسعافات الأولية الخاص بالهلال الأحمر في عسير ، ولم تمارس مهنتها بشكل عملي خارج نطاق دراستها ، ولكنها وُضعت في موقف جعلها تخرج من ثوب مخاوفها لتواجه المجتمع بمهارتها ورحمتها .مريض في السوق :
ذهبت الفتاة مع إخوتها من أجل التسوق من إحدى المحلات التجارية الواقعة في العسير ، ذلك السوق المزدحم بالناس من مناطق وأماكن مختلفة ، حتى فوجئ الناس في السوق بسقوط شاب على الأرض والذي يبلغ من العمر 17 عامًا ، فلاحظت مرام تجمع المتسوقين حول شاب على الأرض ، والذي كان على بُعد مائتي متر تقريبًا من المكان الذي كانت تقف به آنذاك .لم تتردد مرام في الذهاب على الفور إلى هذا الشاب كي تسعفه بقدر إمكانها ، على الرغم من المخاوف التي كانت تنتابها ، وخاصةً حينما ذهبت وسط هذا التجمهر من الناس ، لتجد نفسها أمام أول مريض تتعامل معه خارج نطاق الدراسة ، ولكنها استجمعت كل شجاعتها ، وطلبت من الحاضرين أن يبتعدوا عن الشاب كي يستطيع ان يلتقط أنفاسه .بدا على الشاب كثرة التعرق وصعوبة التنفس ، فقامت مرام بالاتصال بالهلال الأحمر كي يأتوا لإنقاذ الشاب ، ولكنها أبلغتهم أنها ممرضة وستقوم بمحاولة إسعافه على القدر المستطاع ، وقامت الفتاة بسؤال صديق الشاب الذي كان موجودًا بجانبه عما حدث له ، فأخبرها أنه مريض ربو ، فوجدت الفتاة انه يحمل بخاخًا من أجل هذه الحالة ، فقامت بمساعدته على أخذ عدد من البخات من أجل إنعاش عملية التنفس .قامت مرام بقياس نبض الشاب فوجدته متسارعًا يبلغ 110 في الدقيقة الواحدة ، فاستعانت بصديقه كي يغسلا وجهه ببعض الماء حتى يهدأ ليقل خفقان قلبه ، حيث أنه كان يعاني في ذلك الوقت من التوتر والقلق الشديدين ، ثم وصل فيما بعد رجال الهلال الأحمر ، وتأكدت الفتاة من إفاقة الشاب وشربه للماء ، فقامت بالانسحاب من المكان بعد الاطمئنان عليه .كاميرات تترقب الموقف :
لم يخطر ببال مرام أنها ستصبح نجمة داخل مجتمعها بعد أن ترصدتها كاميرات التصوير في الوقت الذي كانت تحاول فيه إسعاف هذا الشاب ، فعلى الرغم من أن رجال الشرطة كانوا يمنعون التصوير آنذاك إلا أن بعض الكاميرات قد اخترقت الموقف ، ثم انتشر الفيديو فيما بعد على نطاق واسع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تفاعل الناس بشدة مع مرام شاكرين حسن صنيعها ، وهو ما جعلها تشعر بالفرح الشديد بعد فرحتها الأولى بنجاة هذا الشاب .تكريم الهلال الأحمر :
قامت هيئة الهلال الأحمر في عسير بتكريم مرام بعد هذا العمل الرائع ، وهو الأمر الذي زاد من سعادتها وثقتها في نفسها ، وبذلك أصبحت مرام مثالًا رائعًا للفتاة التي تسعى إلى فعل الخير من خلال مهنتها على الرغم من قلة خبرتها ، إلا أنها وجدت نفسها أمام موقف يستدعي سرعة التحرك بشكل إيجابي وغير عشوائي .