قد يجد الإنسان مبتغاه في رحلته للبحث عن الحياة ، وذلك لأن الخير هو فطرة الله سبحانه وتعالى في خلقه ، فعلى الرغم من الصورة التي بدت مؤلمة لسلوكيات المجتمعات ، إلا أن الخير لازال يسكن القلوب ولازال هناك الكثيرين الذين يحاولون بكل الطرق رسم البسمة على وجوه الآخرين ، وهناك من يحاول أن ينقذ حياة المتألمين في الأرض ، وهناك العديد من القصص المؤثرة بهذا الصدد ، وهاهي قصة شاب أقدم على إنقاذ شاب لا يعرفه بسبب قراءته لتغريدة مكتوبة على موقع تويتر .فتاة تبحث عن متبرع :
كان الشاب الذي يُدعى خالد العنزي وهو من سكان الجوف قد قرأ تغريدة عبر موقع تويتر لأحد النشطاء تحث الناس الأصحاء فاعلي الخير على التبرع بالكلى للحالات المريضة ، وكانت التغريدة تتحدث عن فتاة جامعية في ذلك الوقت تبحث عن متبرع لإنقاذ حياتها ، فقام خالد بالوصول إلى تلك الفتاة كي يتبرع لها بكليته ، ولكنه علم أن الفتاة قد وجدت متبرع آخر .لم ينس خالد الأمر ، هذا الشاب الذي يحمل شهادة البكالوريوس في مجال التربية الخاصة ، والذي يعمل كسائق ميكروباص ، كما أنه متزوج ولديه طفلين ، لم يتغافل عن أمر تبرعه بكليته لأحد المرضى ، وذلك لأنه يبتغي بهذا العمل وجه الله تعالى ، فهو يرغب أن يكون من المفضلين عند المولى عز وجل من خلال إنقاذ روح انسان يحتاج إليه .شاب مريض :
ظهر لخالد طاقة نور من خلال شاب آخر مريض كان يبحث عن متبرع ، فكان خالد هو شعاع الأمل بالنسبة لهذا الشاب ، كما أن المريض أيضًا كان هو الطريق المضيء الذي يبحث عنه خالد ، الذي لم يكن يعرف المريض بصورة شخصية ، ولكنه تواصل معه بعد التوصل إلى بياناته ، فعلم أنه من سكان الطائف ويُدعى أحمد النمري ، والذي غمرته السعادة بمجرد اتصال خالد به ليخبره بأنه سيتبرع له بكليته .إجراء الجراحة :
اتفق الطرفان على الموعد المناسب ، ثم ذهبا إلى الطبيب المختص الذي قام بكافة الفحوصات للتأكد من سلامة خالد الصحية والتي تؤهله إلى إجراء جراحة كهذه ، وبالفعل تم تحديد موعد الجراحة بعد أن تأكد الطبيب المعالج من سلامة كافة الفحوصات والتحاليل ، وبالفعل خضع خالد وأحمد إلى الجراحة داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة .وحينما استفاق خالد سأل عن نجاح العملية وعن صحة أحمد ، وغمرته السعادة حينما علم أن سعيه قد أثمر عن النجاح الذي يتمناه ، حيث أنه علم أن الجراحة قد تمت بفضل الله بنجاح ، وأن الشاب المريض بحالة جيدة ، فحمد الله تعالى أن منّ عليه بهذه النعمة ، لأنه وضعه كسببًا ليقوم بإنقاذ هذه الروح التي كانت معُلقة بين الحياة والموت .معافاة وتهاني :
تعافى كل من خالد وأحمد ، وعاد كل منهما إلى منزله وهو يحمل في قلبه حبًا للآخر وأمنيات بحياة سعيدة مديدة في ظل طاعة الرحمن ، وبمجرد أن علم الأهل والأصدقاء بعودة خالد متعافيًا إلى بيته وأسرته بدأت الزيارات تهطل عليه ، حيث أن الجميع أرادوا تهنئته بعودته سالمًا بعد أن قام بهذا العمل الإنساني الذي يبتغى جزاءه من الله تعالى.وهكذا كانت تغريدة الحياة التي كُتبت على موقع تويتر بمثابة رسالة توجيهية تحمل في طياتها الحياة للكثيرين ، حيث يوجد في هذا العالم الكثيرون أمثال الشاب الرائع خالد ، وهناك أيضًا الكثيرين ممن ينتظرون فرصة للحياة ، ومع وجود الخير في البشر فإن الحياة لن تتوقف عن إرسال الأمل حتى وإن بدت قاسية في معظم الأحيان .