الرفق بالحيوانات هو أمر إلهي في جميع الأديان السماوية ، وذلك لأن الحيوان مخلوق يشعر بالألم والحزن والسعادة والجوع والعطش ، ولكنه أصم لا يتحدث ، لذلك أمر المولى عز وجل برحمة هذا الحيوان ، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى الرفق بالحيوان ، وعلى الأقل إن لم يساعده الإنسان فعليه ألا يؤذيه بأي طريقة ، وقد ضرب أحد الشباب من المملكة مثالًا رائعًا لشاب رحيم يشعر بالحيوان .برق ورعد :
اختار الشاب الخلوق اسمًا مستعارًا يتعامل به مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث اختار اسم “برق ورعد” ، وذلك لأنه يرى أن الناس تتفاءل بهما ، وهو يقوم من خلال هذا الاسم بدعوة الناس للرفق بالقطط ، حيث يرى أن المجتمع في كثير من الأحيان يكون قاسيًا عليهم ، وتبدو دعوته هي جزء بسيط من قصته مع القطط .بداية ارتباطه بالحيوانات :
كان الشاب منذ صغره يحب الحيوانات التي ارتبط معها بشكل وثيق ، حيث أن والده يمتلك مزرعة ، وكان الشاب يذهب دائمًا إلى هناك ويرى الحيوانات في المزرعة وكيف كان يعتني بها الأب ، ومن هنا شعر بأنهم مخلوقات تستحق الرحمة والحب ، وقد تلقى الشاب تعليمه في المراحل الأولى داخل المملكة ، إلا أنه أكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية .القطط في منزل رعد وبرق :
عاد الشاب بعد الانتهاء من دراسته إلى المملكة ،وقام بتكوين أسرة وبيت مستقل عن أهله ، حيث أنه تزوج وأنجب ، وعلى الرغم من تغير حياته إلا أن حبه ورعايته للحيوانات وخاصةً القطط لم تقل، بل إنه أعاد عادته القديمة إلى بيت الزوجية ، حيث أنه كان يوجد في بيت أهله قطة بصورة دائمة ، وهو ما تسبب أيضًا في عشقه لتلك القطط .يقوم رعد وبرق باقتناء القطط ليهتم بها ويرعاها ، ولكنه يترك لها حرية الاختيار في البقاء أو الرحيل كما ترغب ، لأن الحرية من دواعي رحمة الإنسان بالحيوان ، وهو ما جعل القطط ترتبط به وتتردد عليه باستمرار ، نتيجة لشعورها بالأمان والحنان لدى هذا الشاب وأسرته ، حتى أصبح لديه العديد من القصص الجميلة والذكريات الرائعة مع القطط .قطط الشوارع :
لم يكن اهتمام رعد وبرق يقتصر على القطط التي يقتنيها فقط ، بل إن الأمر لديه أكبر من ذلك بكثير ، حيث أنه يقوم برعاية القطط التي يراها في الشارع ، وذلك من خلال الاهتمام بتقديم الطعام والشراب لتلك القطط في أي مكان ، وهو ما زاد ارتباط القطط به وبأسرته التي تعلمت منه كيفية حب القطط ورعايتها .القطة الحامل :
وذات يوم دخلت عنده قطة من هذه القطط وكانت حامل ، فقام بإطعامها والاعتناء بها ، حتى أحبته القطة ولكنها عادت إلى مكانها لتتجول وتعيش بحرية في الشارع ، ولكنها لم تنس أبدًا ما فعله معها هذا الشاب ، حيث كانت تتردد عليه لتزوره بشكل مستمر ، وحينما ذهب الشاب وأسرته لقضاء بعض الوقت خارج البيت ، ذهبت هذه القطة لتلد في فناء منزله .وحينما عاد رعد وبرق إلى المنزل وجد أن القطة قد ولدت أربع قطط صغيرة داخل الفناء ، فقام بالاعتناء بتلك القطط الصغيرة أيضًا ، ثم قام بتخصيص مكان خاص بهم وبأمهم في الملحق الخارجي لمنزله ، وقد أنجبت نفس القطة بعد عدة أشهر أربعة آخرين في بيته أيضًا ، واعتنى كذلك بهم ، بل إنه خصص من أجلهم مكيفين يعملان بالتبادل من أجل حمايتهم من شدة الحرارة .وهكذا بدا رعد وبرق وكأنه راعي القطط الذي لا يكل ولا يمل ، حيث أنه ضرب مثالًا رائعًا لشاب يعرف معنى الرحمة الموجودة في تعاليم دينه الإسلامي الحنيف ، وهو لا ينتظر جزاءًا من أي شخص ، بل إنه يسعى لتعليم الناس كيفية التعامل الجيد مع هذه المخلوقات التي تحتاج إلى رعاية الإنسان واهتمامه .