الزواج هو الرباط المقدس بين الرجل والمرأة ، وهو بناء حياة وأسرة جديدة ، وحينما يكون الزواج منقذ من الهلاك فإن الأمر يبدو غريبًا بعض الشيء ، حقًا هناك قصص في هذه الحياة تستدعي التأمل ، ومن بين تلك القصص المثيرة للتعجب والإعجاب في نفس الوقت قصة شاب من المملكة قام بإنقاذ حياة فتاة من الضياع ، حيث أخرجها من السجن بعد أن تزوج منها .فتاة تدخل السجن بإرادتها :
لقد اختارت تلك الفتاة أن تدخل السجن بكامل إرادتها ، وذلك لأنها أرادت الهروب من الجحيم الذي كانت تعيشه في بيت والدها الذي أساء معاملتها ورفض تعليمها ، وخاصةً أن والدتها قد انفصلت عن والدها ، قامت الفتاة بحرق غرفة في منزل والدها لتدخل بسبب هذه الحادثة السجن ، حيث أن والدها كان لا يعرف الرحمة .هناك في السجن كانت تشعر الفتاة بأن حياتها قد استقرت ، فكل ما كانت تحلم به هو الشعور بالأمان الذي افتقدته في منزل والدها ، وقد حاولت إدارة السجن أن تُصلح بينها وبين والدها إلا أن طغيان الأب كان أكبر من أن تسامحه الفتاة أو تعود إلى منزله ، وحينما حان وقت خروجها من السجن رفضت الفتاة أن تخرج مؤكدة أنها لن تستطيع العودة إلى حياتها ، حقًا لقد اختارت السجن الذي رأت فيه حرية .شاب يتقدم للزواج من الفتاة :
ظهر في حياة هذه الفتاة خيط نور لحياة جديدة بعد أن قام أحد الشباب الذي لا يعرفها بالذهاب إلى إدارة السجن العامة كي يطلب الزواج من تلك الفتاة المحطمة ، لقد سمع الشاب من أخته قصة الفتاة المعنفة التي لا تريد الخروج من السجن ، ومن هنا قرر الذهاب لإنقاذها وإخراجها إلى الحياة التي تتمناها أي فتاة ، وهناك طلبت منه إدارة السجن الأوراق الرسمية كي يتم رفعها إلى إمارة منطقة الرياض ، كما أن المسئولين أبدوا تعاونهم معه .وكان لابد على هذا الشاب أن يقابل والد الفتاة لأنه ولي أمرها ، وبالفعل ذهب إليه وطلب أن يتزوج ابنته وظل يتردد عليه لأكثر من شهرين ، والذي لم يتجاوب معه في بداية الأمر ، كما أن أخيها أيضًا لم يساعده ، ولكن في نهاية الأمر اشترط الأب عليه أن يقوم بإعادة بناء الغرفة التي احترقت بسبب ابنته ، كما طلب منه أن يدفع مبلغًا من المال أيضًا كي تتم هذه الزيجة ، وبالفعل وافق الشاب على كل ما طلبه الأب .وحينما ذهب الأب إلى المحكمة لإنهاء الإجراءات مع هذا الشاب ، هناك طلب منه أن يدفع مهرًا ، ثم أخبره أنه لن يقوم بتوقيع الأوراق الخاصة بتوقيع عقد الزواج إلا إذا دفع المبلغ المطلوب ، وعندما رضخ الشاب لطلبه قام بتوقيع العقد ، ولكنه طلب من الشاب ألا تقوم ابنته بزيارته مطلقًا ، وكأنه ينهي علاقته بابنته التي لم تكن موجودة من الأساس .حياة أخرى :
مضت الفتاة إلى حياة جديدة تمامًا عما كانت تحياه في السابق ، حيث أنها ذهبت إلى رجل يعرف كيف يُحسن معاملتها ، ولما لا وهو الذي اختار بإرادته أن يُخرجها من هذا الجحيم ، على الرغم من أنه لا يعرفها ولا توجد بينهما أي صلة قرابة ، وهو ما جعل الفتاة لا تريد أن تتذكر حياتها الماضية ، وعلى الرغم من وجود بعض العقبات المادية في حياة زوجها ، إلا أنها بالنسبة لها لا شيء ، حيث يستطيعان بالإرادة تخطيها ، وذلك لأن الشاب لم يكن يمتلك سكنًا خاص به ، وهو ما جعله يتزوج في منزل شقيقته الكبرى في الرياض ، حيث أنها مسافرة خارج الرياض ، ولكنه يطمح إلى حياة أفضل نتيجة لاجتهاده وسعيه .