ذهبت الأسرة في رحلة ترفيهية إلى تركيا ، لعلها تجد لابنها المعتل نفسيًا متنفسًا في مكان جديد ، كانت إجازة لمدة عشرة أيام فقط ، إلا أنهم اضطروا لقطع تلك الإجازة بعد بضعة أيام ، لأنهم لم يجدوا ما كانوا يرغبون به ، بل إن الأمر قد ازداد سوءًا ، وبدلًا من الخروج بالابن من تلك الحالة ؛ ساءت حالته بشكل كبير ، وهو ما جعله يرغب في العودة إلى وطنه بالمملكة ، غير أن الأقدار كتبت عليه اختفاء غامض من مطار أتاتورك الذي كان من المفترض أن يستقل منه الطائرة إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة .شاب معتل نفسيًا :
الشاب سالم الحربي هو أحد أبناء المملكة ، وهو يدرس في قسم الرياضيات ، ولم يبق لديه سوى ترم واحد فقط في الدراسة ، إلا أن معاناته المرضية مع الاعتلال النفسي حالت بينه وبين أن ينتهي من ذلك الترم في موعده ، يبدو شخصًا عاديًا في بعض الأحيان ويحب تطبيق سناب شات ليقوم من خلاله بإنزال الصور ، ولكن حينما تقتحمه الحالة المرضية يشعر بالاكتئاب والرغبة في الانعزال عن البشر .رغبت عائلته في السفر إلى تركيا ؛ كي يقوموا برحلة ترفيهية قد تعود بالنفع على ابنهم المريض ، وقضوا هناك قرابة الأسبوع ، ولكن الابن بدأ يشعر بالتعب الشديد وهو ما جعله يبدي رغبته في العودة إلى المملكة ، فأراد أفراد الأسرة تحقيق رغبته ، وبالفعل ذهبوا إلى المطار من أجل حجز تذاكر العودة إلى المملكة .لم يجد كل أفراد الأسرة تذاكر من أجل العودة ، وهناك اعتلّت صحة سالم وتم تنويمه في مستشفى المطار لمدة 14 ساعة ، وبعد أن تعافى كان بعض أفراد الأسرة قد حصلوا على تذاكر العودة ، حيث أن الأم قد اصطحبت أحد أبنائها الآخرين كي يرافقها مع سالم في رحلة العودة ، وأثناء القيام ببعض الإجراءات داخل المطار ؛ اختفى سالم بطريقة غامضة وبشكل مفاجئ ، فكانت تلك هي الكارثة الكبرى التي حلّت بأسرة سالم .البحث عن سالم :
قامت الأم على الفور بالاتصال بأبنائها الذين كانوا لازالوا في تركيا ، حيث أخبرتهم بمصيبة اختفاء أخيهم المريض ، وتم إبلاغ الجهات الأمنية على الفور ، والتي قامت بالبحث عن سالم في جميع الاتجاهات ، وقد تم مشاهدة الفيديوهات المصورة من خلال كاميرات المراقبة الموجودة بمطار أتاتورك .بعد رؤية محتوى الفيديوهات ؛ تمت رؤية سالم وهو بصحبة اثنين من رجال الأمن ، حيث أنهما كانا يصطحبانه إلى مترو المطار كي يرحل ، وذلك لعدم استيفاء أوراقه الرسمية التي من المفترض أن يحملها معه في المطار ، وبعد هذا الفيديو لم يكن هناك أي أثر لسالم على الإطلاق ، وهو ما تسبب في حالة ذعر شديدة للعائلة وخاصةً الأم التي باتت لا تنام الليل ، حيث أنها لا تعرف مصير ابنها المريض .الوصول إلى مكان سالم :
بعد مرور أكثر من أسبوع على اختفاء سالم ؛ كانت الجهود قد تكثفت بشكل كبير ، حيث قامت السفارة السعودية بتركيا بالبحث عن سالم في جميع المستشفيات وأقسام الشرطة ، حتى تم التوصل إليه بعد رحلة بحث طويلة في إحدى المستشفيات ، حيث أنه فيما يبدو قد شعر بالتعب الشديد بعد خروجه من المطار ، وهو ما جعله يلجأ إلى إحدى المستشفيات التركية دون أن يعلم أي شخص من أفراد عائلته .غمرت الفرحة قلوب أسرة سالم بعد العثور عليه ، حيث أن المخاوف الكثيرة قد راودتهم أثناء فترة غيابه ، وذلك بسبب مرضه النفسي ، وقد تم نشر قضية اختفاء سالم على نطاق واسع وتفاعل معها الكثير من الناس ، الذين شعروا بالفرح الشديد بعد انتشار خبر عودته إلى أسرته سالمًا بفضل الله تعالى .