قصة امرأة لا تعرف المستحيل

منذ #قصص اجتماعية

تمتلك المرأة العربية طاقات جبارة وقدرات خلاقة تساعدها على الوصول لغاياتها والنجاح رغم كل الصعاب ، فهي امرأة لا تعرف المستحيل رغم كثير من الضوابط والظروف التي قد ترغمها عليها الحياة أو طبيعة المجتمع ، ولكنها غالبًا لا تستسلم فكم من قصة نجاح بطلتها امرأة عربية ، وتلك القصة لفتاة كافحت من أجل نيل حقها في التعليم ، فعلى مدى سنوات متقطعة بعادتها عن الدراسة إلا أنها لم تفقد الأمل يومًا واحدًا ، بل على العكس صبرت وحاربت وقاومت حتى نالت ما تريد .ولدت فاطمة بين سبعة إخوة أربعة فتيات منهن لم بكملن تعليمهن وتزوجن قبل الوصول للثانوية ، بينما تعلم الثلاثة ذكور وحاولت فاطمة ألا ترضى بنصيب أخواتها الفتيات ، فلم تكن قد اكتفت بهذا القدر اليسير من التعليم ، ولكن أخواتها الذكور رفضوا ذلك وحالوا بينها وبين حلمها ، فلجأت فاطمة الفتاة الطموحة لشيخ القبيلة كي يقنع إخوتها بإتمام المرحلة الثانوية ، وبعد محاولات كثيرة وافقوا .وبعد أن أتمت الثانوية كان لديها حلم دخول الجامعة فطلبت من الشيخ مرة أخرى التدخل ، ولكن في السنة الثانية لها تزوجت فاطمة من عريسٍ تقدم لها ، ولكنه هو أيضًا لم يكن داعمًا لها ورفض إكمالها سنوات الجامعة ، رغم إلحاحها الشديدة ومحاولاتها المستميتة فقد وعد أسرتها قبل الزواج أن يتركها تستكمل دراستها ، ولكنه حنث بوعده .وانقطعت فاطمة عن الدراسة طيلة أربع سنوات انصياعًا لرغبة زوجها الذي وجب عليها طاعته ، فقد كان زوجها مثل أخيها الأكبر يرى أن المرأة إن تعلمت ستغتر بنفسها ، لهذا كان يتعمد إبقائها بعيدًا عن نور العلم ، وهي لم تجد من ذلك مخرجًا فاستسلمت لقدرها ، حتى وقعت مشادة بين أهلها وأهله ذات يوم ، فطلقها دون ذنب تنفيذًا لرغبة أهله ولم يشفع وجود طفليهما الصغير لبقاء هذه العلاقة .فلما عادت فاطمة لبيت أهلها حاولت التأقلم مع وضعها الجديد كمطلقة ، وكي تخرج من دائرة الحزن حاولت العودة للجامعة ، ولكن أخيها الأكبر رفض بشدة لكونها مطلقة فزاد عليها التضييق والمنع ، وظلت فاطمة لمدة ست سنوات كاملة بعيدة عن الجامعة ، ورغم ذلك لم يخفت الأمل في قلبها وبمرور الوقت تعرض أخيها الأكبر لمشاكل كبيرة بحياته الخاصة ، فتغيرت نظرته للأمور ووافق أخيرًا على عودتها للجامعة .وبعد عامين من الدراسة تقدمت فاطمة للالتحاق بالماجستير ، وهنا ظهر زوجها من جديد وحاول إرجاعها فوافقت ولكن بعقد ومهر جديد ، وكعادته لم يتغير حارب طموحها ومنعها من نيل الماجستير ، ورغم بكاءها إلا أنه لم يستجيب ، فصبرت وقالت ربما يتغير كأخي ، ولكن بعد أقل من سنتين طلقها مرة أخرى لأسباب تافهة .ولكن تلك المرة لم تستسلم فاطمة للحزن ، وعلمت أن الطلاق هو الباب الذي فتحه الله لها كي تكمل ما حلمت به طيلة عمرها ، وبعد فترة أصيب طليقها بمرض شديد لهذا منحها حق حضانة الطفلين ، وكان بدفع لها نفقة يسيرة لكنها دبرت نفسها وعاشت بها واستطاعت أن تنتهي من دراسة الماجستير .والآن هي تحضر للدكتوراه بعد أن اختاروها من بين 7000 متقدم لتكون في أعلى المناصب القضائية بدولتها ، وصار الجميع يفتخر بها بمن فيهم إخوتها الذكور الذين حاربوها من قبل ، فهي بنظرهم كانت امرأة لا تعرف المستحيل ، أثبتت جدارتها وأحقيتها بنيل العلم ، ونجحت فيما لم يستطيعوا هم تحقيقه ، وهكذا أثبتت فاطمة مقولة : “آلا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد” .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك