قصة العبرة بالخواتيم

منذ #قصص اجتماعية

هل تخيلت يومًا أن تدخل الجنة رغم كل آثامك ، هل تخيلت تركك أو ترك غير للفرائض قد يغفره الله بسبب حسنة واحدة فعلتها قبل موتك ، فأحسن الله به خاتمتك وأعادك إلى الصراط المستقيم ؟ إن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة كبحر لا أول له ولا أخر ، مهما نهلنا منه لن ينضب ولن يفنى وإنما يفيض بصالح عملنا وكثرة دعائنا ، وإليكم هذه القصة التي وقعت أحداثها بمكة المكرمة وسمعتها على لسان أحد الداعيات اللاتي أثق في قولهن .ذات يوم وبينما كان أحد الرجال الصالحين نائم جاءه منادٍ في المنام ، يطلب منه أن يتصل برقم ما ويطلب فلان الفلاني ليأخذه لمكة المكرمة من أجل العمرة ، وحينما استيقظ الرجل اعتبر أن ما سمعه أضغاث أحلام فلم يلقه بالًا ، ولكن تكرر النداء في اليوم التالي فقرر الرجل أن يسأل شيخ المسجد في هذا الأمر ، فقال له الشيخ أن هذا نداء وعليه أن يلبيه إذا تكرر مرة أخرى .وبالفعل تكرر النداء في اليوم الثالث فتمعن الرجل في الرقم وقرر تنفيذ النداء ، فقام علة الفور بالاتصال بصاحب الرقم وسأل عن فلان الفلاني ولما أجابه أنه هو ، قال له والله يا أخي لقد جائني منادٍ في المنام وطلب مني أن أخذك لأداء العمرة وأنا أود أن أنفذ ما أمرت به ، فضحك الرجل صاحب الرقم المنشود وقال له : عن أي عمرة تتحدث ! أنا يا أخي منذ زمن لم  أصلي ولا صلاة .ولكن رغم ذلك أصر الرجل الصالح على أخذ صاحب الرقم للعمرة ، وقال له هذا النداء الذي جائني أمر لا أستطيع مخالفته لذا عليك أن ترافقني ، فقال الرجل : حسنًا ولكن شريطة أن تأخذني على نفقتك وتردني إلى بيتي ثانيةً ، فوافق الرجل ومر على الرجل صاحب الرقم في الرياض باليوم التالي كي يأخذه لأداء العمرة بمكة المكرمة ، ولما رأى الرجل الصالح صاحب الرقم تعجب كثيرًا فلم يكن يبدو على وجهه أي سمة من سمات الصلاح .بل على العكس كان أشعث وأغبر وأغلب الظن أنه كان سكير ، فاخذ الرجل يضرب كفًا على كف كيف يأتيه نداء في المنام لمدة ثلاثة أيام متتالية من أجل رجل بتلك الحالة ! ولكنه رغم ذلك أخذه كي يغتسل ويلبس ملابس الإحرام التي جلبها له من أجل أن يذهبا سويًا إلى مكة ، وبالفعل كتبها الله لهم فقد اعتمر الرجلان معًا وبعدما أنهوا المناسك وقصوا شعورهم قرروا العودة .وقبل أن يغادروا مكة إلى الرياض طلب صاحب الرقم من رفيقه أن يصلي ركعتين بالبيت الحرام لأنه لا يضمن عودته إليه ثانية ، وبينما كان الرجل يصلي أطال في سجوده ولما نهزه رفيقه سقط على الأرض ، فاكتشف أنه مات وهو ساجد فأخذ الرجل يبكي من حسن خاتمة رفيقه ، فالمرء يحشر على أخر شيء كان عليه ، فيا لها من ميتةٍ حسنة وخاتمة أحسن لقد غسلوه بماء زمزم ، وصلوا عليه بالحرم .ثم أخذوه بعد ذلك إلى أهله بالرياض وأبلغوهم فأقاموا له العزاء ، وبعد مرور ثلاثة أيام اتصل الرجل الصالح على أهل المتوفي وطلب أن يكلم زوجته ولما ردت عليه سألها ماذا كان يفعل زوجها حتى يجد مثل هذه الخاتمة الحسنة ، فقالت الزوجة : والله يا أخي لقد انقطع زوجي عن الصلاة والصوم منذ فترة طويلة ، ولم يكن يرافقه سوى زجاجة خمر يحملها بيده .كانت هي رفيقه الوحيد وأنا حقًا لا أذكر له من المحاسن سوى شيء وحيد ، فقد كان لنا جارة أرملة توفى عنها زوجها منذ فترة ، وتركها وحدها ترعى أطفالها وكانت امرأة فقيرة فكان زوجي كل ليلة يشتري لنا عشاء ويشتري لها ولأطفالها مثله ، ثم يمر على بيتها ويضعه أمام الباب ويقول لها خذي طعامك ، فكانت تدعي له دومًا قائلة : روح الله يحسن خاتمتك ، فسبحان مجيب الدعوات .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك