في تجربة غريبة من نوعها قامت بها السعودية سهام الدهيم ، خلقت حالة من السجال والجدل بين القيال والقال ، فسهام كاتبة مسلمة تعيش بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهو أمر مألوف فالكثيرات اغتربن إما للتعلم أو العمل أو بحكم تواجدهم في ركب الأهل ، ولكن الغريب هو ما فعلته ابنة المملكة المغتربة ، فقد تطوعت للعمل بمعبد بوذي لمدة أسبوع كامل ، ونشرتها تجربتها تلك على تويتر .حيث قالت في تغريدة لها : “بما أني انولدت في بيئة صحراوية بدوية ، وعشت طفولتي وحولي غنم ومواعز فكان حلمي أن أكون “فلاحة” ، وبما أن حسابي بالبنك ما فيه إلا 100$ وخاطري أسافر بدون مصاريف فالحل سافرت إلى نيويورك كمتطوعة في معبد بوذي ، وMeditation لمدة أسبوع ، هنا سيكون ثريد تجربتي اللي رجعت منها متكسرة” .ولكن بعد هذه التغريدة انهالت التعليقات على سهام الدهيم حتى تخطت الثلاثين ألف تعليق ، وكان النقد هو لسان حال معظم التعليقات ، وقد استنكرت الدهيم كل هذه الضجة قائلة لم أتخيل أن يسبب المعبد كل هذه الضجة ، خاصةً أنني أعيش بالولايات المتحدة الأمريكية وكل متابعيني يعلمون ذلك ، فبعض التعليقات ركزت على الطابع ديني ونست أهمية التطوع والعمل في المجال الخدمي .وأكدت الدهيم في ردودها أنها لا تعرف عن الديانة البوذية سوى اسم بوذا ، وكل ما كانت تبحث عنه في تلك الرحلة هو العثور على مكان هادئ ومنعزل للتأمل ، والراحة من الإرهاق الذي يلازمها لهذا وقع اختيارها على فندق ملحق بالمعبد البوذي ، كما أكدت على أنها مسلمة وموحدة بالله وإيمانها لا يتعارض مع تلك التجربة التي خاضتها ، وتتمنى أن تخوض غيرها .ولكن تبريرات الدهيم لم تمنع متابعيها من استنكار التجربة ، فمن التعليقات التي هاجمت ما فعلته ما قاله المغرد خالد محمد الشهري ، حيث كتب تعليقًا يقول فيه : مؤلمة هذه القصة ، وتعطيك ملخصًا لتحديات العولمة التي تواجه شبابنا ! وكيف نعجز عن احتواء احتياجاتهم ! وكيف يمكن أن يتخلى عن أعز ما يملك ويشتغل عامل نظافة في معبد وثني .كما عبرت أمل البريدي عن صدمتها فيما فعلته سهام الدهيم قائلة : أنا مصدومة أخت سهام كيف قبلت نفسك وأنت موحدة من أبوين موحدين أن تكوني متطوعة في نظافة معبد وثني ، في أركانه أصنام تعبد من دون الله ، كثير من المبتعثين فهم التعايش السلمي خطأ ، أما المغردة أبرار العماني فقالت أن التجربة رائعة ، لكنها كانت تتمنى ألا تكون في معبد بوذي ، في حين أن هناك قلة دافعت عن الدهيم ، فمن من قال ما الضرر في خدمة ومساعدة غير المسلمين ؟وهكذا استمر الجدال على صفحة سهام الدهيم التي عرضت تجربتها كلها بدءًا من الوصول والإقامة ، والتعرف على ثقافات ومعتقدات أخرى والقيام بالعمل التطوعي في المعبد ، كتقليم الأشجار وغيره من المهام الأخرى ، وقد وصل عدد المتابعين لصفحة الدهيم إلى 20 ألف متابع ، كما أجرت معها الـ B B C حوارًا صحفية بسبب تجربتها تلك ، والجدل الدائر حولها .