قصة غرام

منذ #قصص اجتماعية

هي قصة الحب الأبدي الذي لا يموت مهما ابتعدت المسافات ، هي قصة العفة وحب الله والأهل أكثر من الذات ، قصة كل من ترك شيئًا لله فعوضه خيرًا منه ، هي قصة غرام الفتاة التي ترعرت في أسرة ملتزمة ، ونشأت على حب الله وحب نبيه .كانت غرام فتاة مهذبة عاشت طفولتها كأي طفلة في المملكة بين اللعب والدراسة والمسجد ، وكانت فتاة دمثة الخلق يشهد لها الجميع بالصلاح والجمال ، عندما وصلت غرام لسن المراهقة لم يخفق قلبها لأحد كبعض صويحباتها ، ولم تسمح لشاب بالاقتراب منها .وكانت غرام تشغل وقت فراغها بالحديث مع بعض زميلاتها عبر الانترنت ، وتصفح مواقع العجائب والغرائب التي كانت مولعة بها ، وذات يوم بينما كانت غرام تحادث صديقتها ريم عرضت عليها أن تعرفها على صديقة أخرى لها ، فوافقت غرام التي كانت تقدر الصداقة وتعشق الاجتماعيات .وبعد أن تعرفت غرام على صديقة ريم وجدتها قريبة من فكرها ، وارتاح لها قلبها فقد كانت فتاة متدينة وملتزمة ، لها روح مرحة وعقل راجح فأحبتها غرام وصارت لها أكثر من أخت ، حتى أنها كانت تطلعها على أسرارها وكل ما يفرحها أو يؤرق حياتها .حتى جاء يوم وقالت لها صديقتها سأطلعكِ على سر ، ولكن عديني ألا تغضبي أو تبتعدي فقالت لها غرام : أنتِ أختي ولا يمكن أن أغضب منك مهما حدث ، هنا قالت صديقتها : حسنًا أنا لست فتاة كما تظنين أنا شاب في العشرين من عمري ، ولم أقصد أبدًا أن أخدعك فقد وجدتك فتاة مهذبة ومتدينة وذات عقل ناضج لهذا أحببتك حبًا جمًا وأردت مصارحتك به .هنا صعقت غرام أيعقل أن تكون الفتاة التي أحبتها واعتبرتها صديقتها الوحيدة القريبة لقلبها رجلًا ! لم تدري غرام ماذا تقول ولكن قلبها تعلق بهذا الشاب فقررت أن تحادثه كأخ لها دون أن تخبره بمكنون قلبها ، وبمرور الوقت كانت غرام تزداد تعلقًا به حتى جاء اليوم الذي مرضت فيه وابتعدت عن الانترنت لمدة أسبوع .ولما استعادت عافيتها هرعت على جهاز الكمبيوتر الخاص بها ، وفتحت صندوق رسائلها فوجدت منه عشرات الرسائل منه يسأل عنها ويطمئن عليها ، فتركت له رسالة تخبرها أنها كانت مريضة لا تقوى على الجلوس على الانترنت ، فكان الشاب حينها متواجد على الإنترنت ففرح كثيرًا بوجودها وسألها فجأة غرام هل تحبيني ؟ فلم تدري بنفسها إلا وهي تقول له نعم أحبك .قامت غرام كي تنام والأفكار تتلاطم برأسها ، فهي تحبه ولكنها تحب أسرتها ولا تود خيانة ثقتهم فيها ، ولم تنم غرام في تلك الليلة إلا عندما تركت له رسالة في منتصف الليل تقول له فيها : يعلم الله أنني أحببتك ولم أحبك سواك ، ولكني أيضًا أحب الله سبحانه وتعالى وأعلم أن حبنا في الخفاء أمر لا يحلله الله ، لهذا سأبتعد عنك وأنا على يقين أننا سنجتمع إن كان قدرنا اللقاء ، لا تنساني لأني لن أنساك .بعدها ابتعدت غرام فعلًا عن الانترنت وانغمست في دراستها ، حتى التحقت بالجامعة وهناك درست الهندسة ، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة أرسلت الجامعة وفد من طلابها للتدريب بإحدى الشركات ، وكانت غرام واحدة من أعضاء هذا الوفد ، وبعد مغادرة الوفد لقاعة من قاعات الشركة وجد أحد الشباب المسئولين بالشركة دفتر محاضرات خاص بأحد أعضاء الوفد .فظل محتفظ به حتى يعود صاحبه ويسأل عنه ، ولكن لم يأتي أحد فقرر فتح الدفتر لعله يجد معلومة أو رقم تليفون تشير لصاحبه ، فرأى إيميل بدا لها مألوفًا وحينما قلب صفحات الدفتر وجد اسم غرام ، فأصابه ذهول شديد ، إنها نفس الفتاة التي كان يحادثها على النت ولكنها تركته خوفًا من الله .في الصباح انتظرها على أحر من الجمر وبالفعل جاءت مع الوفد ، وسألت على دفترها فقدمه لها وهو لا يصدق أنها تقف أمامه ، كانت رائعة الجمال شديدة الحياء ، ظل يحوم حولها حتى قلقت من اهتمامه وحينما غادرت تبعها إلى منزلها ، وهناك سأل عنها جيرانها فأشاد الكل بأخلاقها وأخلاق أسرتها .وفي اليوم التالي أحضر الشاب أسرته وذهب كي يتقدم لغرام ، فرحبت به أسرة الفتاة كثيرًا ووافقت عليه بعد أن علموا أنه شاب خلوق ذو مركز اجتماعي مرموق ، ولكن غرام أبت دون أن ترى الشاب فقد كان حبها القديم يمنعها ، ولكن الشاب أصر على مقابلتها ولو لدقيقة واحدة ، وحينما اجتمع بها قال لها ألم تعرفيني يا غرام ؟ أنا الشاب الذي تركتيه من أجل الله فجمعه الله بك .هنا لم تصدق غرام نفسها وشعرت بفرحة عارمة تجتاح قلبها ، وعلى الفور أعلنت موافقتها على الزواج به وبالفعل تمت الخطبة ثم الزواج وعاش الاثنان معًا في سعادة وهناء بعد أن توج الزواج حبهما الأبدي .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك