تعد رواية قصة مدينتين من روائع الأدب الإنجليزي ، ومن أروع الأعمال الأدبية على الإطلاق للكاتب الإنجليزي تشارليز ديكينز ، والتي تتضمن خلال أحداثها وصفًا دقيقًا لأحداث الثورة الفرنسية .عن الكاتب :
ولد الكاتب تشارليز ديكنز بإنجلترا عام 1812م ويعد بإجماع كل النقاد أعظم كتاب العصر الفيكتوري ، كتب ديكينز هذه الرواية عام 1859م ، لتؤرخ لفترة قيام الثورة الفرنسية على الملكية.أحداث الرواية :
تبدأ أحداث الرواية بمدينة لندن حيث تعيش الشابة لوسي مانيت ، كانت لوسي فرنسية الأصل ولكنها انتقلت للعيش بلندن مع مربيتها الإنجليزية مسز بروس ، بعد اختفاء والدها (الدكتور ألكسندر مانيت) وكانت والدتها متوفية ، لذلك نقلها صديق والدها المصرفي السيد لوري للعيش بانجلترا حيث كان والدها يدخر مبلغًا معقولًا ببنك السيد لوري مما أمن لها حياة كريمة .وفي أحد الأيام وبعد أن بلغت لوسي التاسعة عشرة زارها السيد لوري ليخبرها بمفاجئة ، وهي أن والدها الدكتور مانيت لم يمت ، ولكنه كان نزيلا بسجن الباستيل لمدة ثماني عشر عامًا ، وأنه قد خرج ويقيم بمنزل خادم سابق له وهو مسيو ديفارج .تسافر لوسي بصحبة السيد لوري إلى فرنسا لتقابل والدها ، وتفاجأ بأنه يهذي ويمسك بيده ألة لصنع الأحذية ، وحين يسأله ديفارج عن أسمه يجيب اسمي مائة وخمسة البرج الشمالي ، حين تقترب لوسي من والدها يستطيع أن يتعرف عليها من خلال خصلة من شعرها كان يحتفظ بها طوال سنوات سجنه ، ويستعيد وعيه ، فتصحبه لوسي لتعود إلى لندن .أثناء عودتهم إلى لندن على متن إحدى السفن ، تتعرف لوسي على شاب فرنسي يسافر إلى لندن يدعى تشارليز دارني ، بعد عودتهم جميعًا إلى لندن بفترة يتم اتهام دارني بالتأمر على ملك إنجلترا ، ولكن يتم تبرئته بفضل أحد المحامين الإنجليز ويدعى سيدني كارتون ، وقد كانت الصدفة التي جمعتهم تلعب دورًا كبيرًا في حياة الشابين ، حيث أن سيدني كان يشبه إلى حد كبير تشارليز دارني وكان ذلك سبب في تبرئته .يقع سيدني كارتون في حب لوسي لكنه حين يخبرها يكتشف أنها تحب تشارليز دارني ، فيعدها أنه سيظل يحبها حتى لو لم تحبه هي ، وأنه يعدها بعمل أي شيء من أجل إسعادها .تتزوج لوسي من تشارليز دارني وعند الزفاف يخبر دارني الدكتور مانيت بسر ، وهو أن أسمه الحقيقي ليس دارني ولكنه ينتمي إلى أسرة الماركيز الفرنسي سان إيفرموند ، يشعر الدكتور مانيت بالتوتر حين يعرف ، ولكنه يسكت حتى لا يفسد فرحة ابنته ، وحين تغادر لوسي يعود دكتور مانيت للهزيان من جديد .وفي باريس كان الماركيز المتجبر إيفرموند ، يسير بعربته فيدهس ابن رجل من الفقراء يدعى جاسبارد ، ولكنه لا يكترث لموت الطفل ويقوم بإلقاء قطعة معدنية لجاسبارد على الأرض كتعويض عن ابنه ، ويشتعل مسيو ديفارج غضبا ، وقد كان يبدو عليه الكره الشديد لهذا الماركيز الظالم ، وفي أحد الليالي يتسلل جاسبارد لحجرة الماركيز ، وحين يعود مخمورا ينهال عليه بالطعنات فيقتله ، ويتم إعدامه .تقوم الثورة الفرنسية ، وتتوجه جموع الشعب الفرنسي بقيادة مسيو ديفارج وزوجته مدام ديفارج إلى الباستيل ، ويقومون بتحرير جميع السجناء وقتل الحراس ، وهناك وبالتحديد في الغرفة التي أقام فيها دكتور مانيت يبحث ديفارج عن شيء محدد ويقوم بإخفاءه .يتم حبس أحد خدم الماركيز ، فيزل رسالة لتشارليز ، يطلب فيها مساعدته لأنه مهدد بالإعدام ، يتوجه تشارليز فورا لفرنسا وهناك يتم إلقاء القبض عليه ، فتسافر لوسي ووالدها ومهم مستر لوري ، الذي كان ذاهب لفرنسا لحماية أوراق البنك من النهب .يتجه دكتور مانيت لجموع الشعب الثائر ، ويخبرهم عن معاناته بالباستيل ، يحمل الطبيب على الأعناق ويتم الإفراج عن زوج ابنته ، ولكن في المساء يأتي الحراس لاصطحابه مرة ثانية للسجن ، ويخبروا الطبيب أن تشارليز متهم من قبل ثلاثة أشخاص ، هم مسيو ومدام ديفارج والشخص الثالث سيتم ذكر اسمه في المحكمة .يتوجه سيدني كارتون إلى انجلترا عند علمه باحتجاز تشارليز لمساعدة لوسي وابنتها ، وفي المحكمة تكون المفاجأة ، تقدم دام ديفارج خطابا للقاضي كتبه الكسندر مانيت بيده وأخفاه بزنزانته بالباستيل ، يتهم فيها جميع أفراد أسرة إيفريموند .لأن الماركيز وأخوه والد تشارليز قد أدخلاه الباستيل بعد أن شهد على جريمتهم النكراء في حق إحدى الفلاحات ، حيث قام والد تشارليز بتعذيب زوجها المريض حتى الموت وقتل أخوها وأبيها ، واغتصباها حتى ماتت من أثر الحمى ، كانت تلك الفلاحة هي الأخت الكبرى لمدام ديفارج ، وكانت تلك العائلة المعذبة بيد الماركيز هي عائلتها ، لذلك تم الحكم على تشارليز بالإعدام بالمقصلة .في الزنزانة بينما كان تشارليز ينتظر تنفيذ الإعدام ، زاره سيدني كارتون بعد رشوة أحد الحراس ، وقام بتخديره واستبدال ملابسة وأمر الحارس بنقل تشارليز إلى خارج السجن في العربة التي كانت تحمل لوسي استعدادًا للعودة إلى فرنسا .غادرت لوسي وزوجها فرنسا ، وتم إعدام سيدني كارتون بدلا من تشارليز ، بينما مدام ديفارج تذهب لمنزل آل مانيت لتحاول اعتقال لوسي ، ولكنها كانت غادرت ولم يبقى بالمنزل سوى بروس ، التي تحاول منع مدام ديفارج من اللحاق بهم ، فتنطلق رصاصة من مسدس مدام ديفارج اتخترق صدرها وتسقط ميتة .