هي أحد أهم الروايات التراجيدية التي كتبها الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير 1606م ، وتدور حول الآثار النفسية والجسدية للطموح السياسي ، والسعي خلف السلطة ، والتي قد تضر كثيرا بصاحبها ، وتجعله يرتكب من أجل نيلها أبشع الجرائم ، نشرت هذه الرواية لأول مرة عام 1623م ، وتعد أقصر مأساة كتبها شكسبير ؛ حيث برع في هذا اللون الروائي ، ووضع بصمته الخاصة ؛ ليصير أشهر الروائيين حتى وقتنا هذا.قصة الرواية :
تبدأ أحداث الرواية بحديث الساحرات الثلاث ، حول عودة البطل مكبث منتصرًا من الحرب على النرويجيين مع رفيقه بانكو ، وحينما يمر بهم ماكبث يهم بتحيتهم ، ولكنهم يشيروا له بالصمت.ويخبروه عن ثلاث نبوءات أنه سيكون لورد جلاميس ، وهو فعلا يحمل هذا اللقب ، ولورد كودور، وهذا اللقب لم يكن له ، وأخيرًا ملك اسكتلندا ، فيصمت ماكبث متعجبًا ، كيف يصير الملك ، وأبناء الملك أحياء.وهنا يسأل بانكو عن نبوءته ، فتخبره الساحرات أنه حظه سيكون أقل من ماكبث ، ولكن سعادته أكثر ، وأنه سيأتي من نسله من يتقلد عرش اسكتلندا ، وبعدها تتلاشى الساحرات ، ويسير كل من ماكبث وبانكو مطرقا يفكر فيما سمع .ولكن فجأة يأتي رسول من الملك ، ويخلع على ماكبث لقب لورد كودور ، وهكذا تتحقق النبوءة الأولى ، وتتحرك الشكوك لدى مكبث بصحة النبوءات الثالثة ، وتشتعل رغبته بالملك .وحينما يصلان إلى الملك يرحب كثيرًا باللوردان ماكبث وبانكو ، ويشيد بشجاعتهما ، ويعلن أنه سيقضي ليلة في قلعة ماكبث لتكريمه ، كما ينصب ابنه مالكولم وريثًا للعرش من بعده ، يرسل مكبث إلى زوجته ، ويخبرها عن نبوءة الساحرات ، والتي لا تتورع بدورها في تنمية أطماعة السياسية ، حيث أنها امرأة سيئة القلب ، تمتلئ بالأحقاد ، وتطمع في أن تكون سيدة اسكتلندا الأولى .وتبدأ بنفث السم في عقل ماكبث ، وتحريضه على قتل الملك الطيب دونكان ، ولكنها تخشى من رقة مشاعر ماكبث ، ويده التي لم تقتل بريئا من قبل ، فتحاول إغوائه جاهدة بشتى الطرق ، وبالفعل تنجح .فحينما يزور الملك دونكان وابنيه ، وقليل من الحرس قلعة ماكبث كما وعدهم من قبل ، ترحب بهم السيدة ماكبث كالأفعى الناعمة التي تلتف حول فريستها ببطء ، وفجأة تلتهما دون رحمة أو شفقة.تتفق السيدة ماكبث وزوجها على خطة لقتل الملك دونكان ، فتقوم بتخدير الحراس ، ويتسلل مكبث لقتل الملك دونكان بخنجر أحدهما ، وبعدها ترتعد يده ولا يستطيع وضع الخنجر بجوار الحرس لإلصاق التهمة بهم ، فتهم السيدة ماكبث بفعل ذلك .وفي الصباح حينما يأتي اللوردان ماكدوف ولينوكس لمقابلة الملك يجداه صريعًا ، والحرس قتلى ، وتتظاهر السيدة ماكبث بالإغماء فور سماعها الخبر ، أما مكبث فيقول أن الحرس قتلوا الملك .فعاقبهم جزاء لهم على خيانتهم في لحظة اندفاع ، أما أبناء الملك فيهربوا فور علمهم بوفاة أبيهم ، إلى انجلترا ، وايرلندا ، وهكذا يدور الشك حولهم ، وبعدها يتم تنصيب ماكبث ملكاً على اسكتلندا ، لتحقق نبوءة العرافات .ولكن يبقى هناك ما يقلقه : معرفة بانكو بالنبوءة ، والملك الذي سيأتي من نسله ليطيح بعرش مكبث ؛ لذا قرر التخلص من بانكو وابنه حتى يستقر له الأمر ، ولكن ينجح فلينس في الهرب من مأدبة القتل التي أعدها ماكبث ، أما بانكو فيقع ضحية لأطماع ماكبث الملك.تراود ماكبث منذ ذلك الحين الخيالات والأشباح فيرى صورة بانكو في كل مكان ، ويتحدث معها الأمر الذي يحرج السيدة ماكبث أمام ضيوفها ، وتحاول تبرير الأمر أنه حالة عرضية قليلًا ما تنتابه ، وهي غير مضرة ، تزداد الأمور سوءًا ، فيقرر ماكبث الذهاب للساحرات ليتنبأن له بما سيحدث مستقبلًا .ولكنهم يطمئنوه بأنه لن يقتل من رجل ولدته امرأة ، ويحذرانه من اللورد ماكدوف ؛ فيعود ماكبث هادئًا لأنه يعلم أن كل الرجال تولد من النساء ، ويقرر التخلص من ماكدوف الذي يفر هاربا إلى انجلترا حيث الأمير مالكوم وريث دونكان الشرعي .فيهاجم رجال ماكبث قلعة ماكدوف ، ولكنهم لا يجدونه ، فيقتلون زوجته وابنه ، وحينما يعلم ماكدوف بالأمر ينضم إلى جيش مالكوم ، ويقسم على قتل ماكبث والانتقام منه ، وتصاب السيدة ماكبث بنوع من الشعور بالذنب يجعلها ترى بقعة من الدم الأحمر دائما على يدها ، وكلما حاولت غسلها لا تزول ، لأنها تعلم أنها السبب في قتل ماكبث لكل هؤلاء الأبرياء ، ويعين لها طبيبا وممرضة ، ولكن دون جدوى ، وبعدها تقدم السيدة على الانتحار حتى تستريح من عذاب الخيالات الدموية التي تراها في نومها ويقظتها .حينما يسمع ماكبث بذلك يغرق في بحر من اليأس العميق ، والتشاؤم ، ويتزامن ذلك مع قدوم الجيش الانجليزي بزعامة مالكولم وماكدوف لمحاربته ، والقضاء على عرشه ، ولكن ما يطمئنه قليلا نبوءة الساحرات التي صدقت معه في البداية ؛ حيث قالوا أنه لن يقتل من رجل ولدته امرأة ، ولكن قولهم هذا كان مجازيًا ، فلم يستطع ماكبث تفسيره بدقة.تبدأ المعركة ويتقاتل الجيشان ، فيقول ماكبث أنه لن يهزم ، فلن يستطيع قتله رجل ولدته امرأة ، ولكن ماكدوف يجهز عليه ويرديه قتيلا قائلا أنه نزع من بطن أمه قبل الولادة (أي ولد قيصريًا) ، وبعدها يتم عودة العرش لوريثه الشرعي الملك مالكولم وليس لفليانس ابن بانكو كما تنبأت العرافات ، ولكن فيما بعد سيعتلى عرش اسكتلندا ملك من سلالة بانكو .