أن تقتل طائرًا بريئًا To Kill a Mockingbird رواية أمريكية حققت نجاحًا ورواجًا كبيرًا فور صدورها عام 1960م ، وحصدت جائزة بوليتزر وتم تحويلها إلى فيلم ، وتشتهر الرواية بدفئها وحسها الدعابي على الرغم من أنها تتناول قضايا جادة كالتفرقة العنصرية ، وتأخذ القراء إلى جذور السلوك البشري ، إلى البراءة والمعاناة واللطف والقسوة والحب والكره والفكاهة والأسى ، وتعتبر تحفة فنية في الأدب الأمريكي .نبذة عن المؤلفة:
نيل هاربر لي روائية أمريكية ، ولدت في ألاباما عام 1926م ، وماتت عام 2016م ، من أعمالها مقالتيْ الحب بكلمات أخرى وعيد الميلاد بالنسبة لي ، وحصلت على وسام الحرية الرئاسي عام 2007م .أحداث القصة :
تعيش سكاوت وأخوها جيم فينش في بلدة قديمة في ألاباما تدعى ميكوب ، ويعمل أباهم أتيكوس محاميًا محليًا وكأب أعزب كان يحاول تربيتهم وحيدًا على الشرف وإحترام الآخر خلال فترة إشتداد الكساد الاقتصادي وتعسر الحصول على مال .وكانت سكاوت وجيم وصديقهما المفضل ديل يلهون صيفًا ، ويشنون حملات مشاكسة لحمل جارهم المصاب بالتوحد الذي يدعى بو رادلي على الخروج من منزله ، فدبروا خططًا لا حصر لها حتي جعلوا من تفاصيل حياة بو مصدر تسليتهم وجعلوا يتخيلون حياته وينشئون قصصًا عنه ويسخرون منه ، فنهاهم أتيكوس وحرمهم من الاقتراب من السيد رادلي ، آمرًا إياهم أن يتركوا الرجل المسكين وشأنه ، ونصحهم بأن يضعوا نفسهم مكانه وأن يحاولوا أن يروا الحياة من منظور الشخص الآخر قبل أن يصدروا أحكامًا عليه.إن أتيكوس رجل صالح وقد قبل ذات يوم بقضية أثرت عليه شخصيًا ، حيث دافع عن رجل أسود يدعى توم روبينسون المتهم بضرب واغتصاب امرأة بيضاء تدعى مييلا أويل ، وقد اقتنع معظم سكان المقاطعة على الفور أن توم مذنب وبدؤوا في ازدراء أتيكوس لمدافعته عنه ، وبدأ استهجان سكوت وجيم في المدرسة بسبب أبيهم الذي توسل إليهم ألا يتأثروا بتحامل وإجحاف أهل القرية .وبعد بدء المحاكمة أصبح من الواضح لسكاوت وجيم أنه من المحال أن يكون توم قد ضرب واغتصب مييلا أويل حيث أن يده اليسرى مشلولة ، وقد أثبت أتيكوس ذلك لهيئة المحلفين التي أصدرت عليه حكمًا ، مما أذهل سكاوت وجيم اللذان بدآ يدركان أن معظم الناس في القرية متحاملين ضد السود مما أحزن قلبيهما .من الصعب عليهما فهم كيف يمكن أن يكون الناس خبثاء تجاه بعضهم البعض ، حتى في المحكمة وهو المكان الذي يجب أن يقام فيه العدل وعدم التحيز للون أو عرق فقد أصبحت قلوب الناس مثقلة بالكره.ولم تمضِ فترة وجيزة حتى تم إطلاق النار على توم وقتله لمحاولته الهروب من السجن ، استقبل جيم الأمر برمته بصعوبة وقد استغرق بعد الوقت ليربط بين حكم هيئة المحلفين وموت توم .وبعد انقضاء المحاكمة بدأ بوب أويل والد مييلا بتهديد أتيكوس لأنه أحرجه في المحكمة ، وعزم على الانتقام منه بطريقة أو بأخرى ولكن أتيكوس كان مقتنعًا أنه كلام فارغ لن يتحول لفعل وتناسى الأمر .ومضى زمن ثم نفذ بوب أويل تهديده أخيرًا فهاجم الطفلين بسكينٍ في ليلة الهالوين ، فكسر ذراع جيم وكاد أن يقتل سكاوت ، ولكن بو رادلي دونًا عن كل الناس قَدِم لمساعدتهم وأنقذهم ، وتناول عمدة المدينة هيك تايت الأمر برمته بهدوء وأخمده ، حتى لا يتم جر بو رادلي إلى دائرة الضوء ، وابتهجت سكاوت لأنها تمكنت أخيرًا من مقابلة الرجل الذي طالما تخيلاه .وبينما كانت سكاوت تصحب بو لمنزله ، أدركت أنه كان يراقبهم طوال الوقت ، من نافذة شرفته الأمامية ، وشعرت سكاوت أنه يمكنها أخيرًا ، أن تتصور الحياة من منظور بو ، فقد تصرف معها بنبل في النهاية ، وعلى ذلك اقتنعت بنصيحة والدها بأن تحمل تعاطفًا وتفاهمًا تجاه الآخر ، وأوضحت أن تجربتها مع الكراهية والإجحاف لن تلوث إيمانها في الإنسانية والخير.