ناظر المدرسة لا يرضى إلا أن يكون جميع تلاميذه لا يخطئون حتى لو أخطئوا مجرد خطأ لا يرضى إلا أن يكونوا الأوائل دائمًا .نبذة عن المؤلف :
أنطوان تشيجوف من عظماء القصة القصيرة ، ومن أهم الكتاب الروس وُلد عام 1860م ، وتوفى عام 1904م ، عمل بالطب بجانب الكتابة ، من أروع أعمالة القصصية الرهان ووفاة موظف والحرباء .القصة :
كان فيودورلوكيتش سيسويف ناظرًا للمدرسة التابعة للمصنع الذي يديره كوليكين ، فكان يعد نفسه لحفلة الغداء السنوية ، حيث في كل عام بعد انتهاء الامتحانات كان مدير المدرسة يقيم حفلًا ويقوم بدعوة مفتش المدارس الأولية ومويدو المصنع والممتحنون لكي يقومون بحضور الحفل.فعلي الرفم من الصبغة الرسمية التي كانت في تلك الحفلات ولكنها كانت حفلة مليئة بالحياة والمرح ، وكان المدعوون يقضون أوقانًا طبيبة مع أناس بينهم فروق ويأكلون ويشربون ويتحدثون ويتفرقون بالمساء ، وقد حضر سيسوييف أمثال تلك الحفلات حوالي ثلاثة عشرة مرة ، فمنذ 13 عام وهو ناظرًا للمدرسة واليوم هو العيد الرابع عشر مرت عليه ساعة كاملة وهو ينظف بالفرشاة بدلته السوداء الجديدة وقضى ساعة أمام المرأة وهو يرتدي القميص ولكن الدبوس لم يدخل في عروة القميص بسهولة فتغير وجهه وزاد من حدة العنف ، وذهب لزوجته المسكينة يهددها بعظائم الأمور.وكانت الزوجة قد أُنهكت قواها ، فهي تدور حوله باستمرار لتقضي حوائجه ، وهو أيضًا كذلك بمجرد إحضاره حذائه من المطبخ لم يستطيع أن يلبسه مما اضطره أن يضطجع فتنهدت زوجته وقالت آسفة وقالت له لقد أصبحت ضعيفًا جدًا وكان الأجدر بك ألا تذهب لهذا الغداء .ولكنه قاطعها غاضبًا وقال لا أريد نصائح ، فقد كان ثائرًا جدًا وكانت نتيجة الامتحانات تثيره أكثر مع أنها قد انتهت بصورة باهرة وحصل التلاميذ على درجات مميزة وجوائز أيضًا ولكنه كان مثار أن التلميذ بابكين لم يكن يخطأ في الأملاء من قبل ولكنه أخطأ ثلاث مرات وأن سرجييف كان شديد الاضطراب فلم يعرف حاصل ضرب 17× 13 .وبعد أن ارتدى الرجل حذائه بمساعدة زوجته ، نظر لنفسه مرة أخرى في المرأة وأمسك بعصاه وذهب إلى الحفل ، وما إن وصل منزل مدير المصنع حتى حدث له حادث بسيط ودخل في نوة سعال عنيفة حتى طارت قبعته نتيجة الاهتزاز وما أن سمع المدرسون والمفتش سعاله حتى هرعوا إليه فوجوده سابحًا في بحر من العرق فقال له المفتش لماذا اتيت فقال له ولماذا لا أحضر فقال له كان يجب أن تكون في المنزل يا صديقي العزيز فقال له إني اليوم كما كنت بالأمس إذا كان وجودي يضايقكم من الممكن أن أرحل .فقالوا لا تتحدث بتلك اللهجة وتفضل بالدخول إنك أنت الذي تشرف الحفل وإنا لمسرورون برؤيتك ، كان كل شيء قد تم إعداده على نحو جيد مائدة الطعام والزهور والستائر ، ولما رأي سيسوييف الناظر صاح وقال إن هذا بديع لقد أتيت برغم مرضك ثم قال أيها السادة دعوني أهنئكم بحضور فيودور لوكيتش وكان المدرسون قد اجتمعوا حول المائدة ليأكلون المشتهيات .لاحظ الناظر من بينهم ليايونوف الذي أملى الإملاء في الامتحان فاتجه نحوه وقال لم يكن سلوكك مما يجدر بالزملاء أبدًا فإن السادة الكرام لا يملون هكذا ، فقال له ما زلت تفكر في الموضوع أما سئمت الأخذ والرد فيه قال بلى إن بابكين لم يكن يخطئ أبدًا ، فأنا أعرف لماذا أمليت هكذا لقد أردت أن تطوح بتلاميذي حتى تبدو مدرستك خيرًا منها فرد الرجل متحيدًا لماذا تحاول أن تقيم معركة ، فتدخل المفتش وقال مهلًا أيها السادة هل يجوز أن تتحدون عن شيء بسيط فقال له نعم يهم إن بابكين كان لا يخطئ أبدًا .فصاح ليايونوف وقال إنه لن يترك هذا الحديث أبدًا هو يستغل مرضه وتعبه ليجلب لنا المتاعب جميعًا ، فاحتد سيسوييف وقال دع مرضي جانبًا إنهم جميعًا يرددون مرضي مرضي كأني محتاج لعطف ، ثم خبرني ممن جاءت فكرة مرضي ، هل كنت مريضًا قبل الامتحان لقد شفيت تمامًا ولم يبقى من أثر المرض غير الضعف .فقال مدرس الديانة الأب نيكولاي لقد استعدت عافيته فشكرًا لله ، فقاطعه الناظر وقال وأنت أيضًا الأسئلة يجب أن تكون واضحة ومستقيمة لأنك ظللت تسأل ألغازًا ، وفي الأخير أفلحوا في تهدئه واصطحابه إلى المائدة ، فظل يردد ما يقول وبعد الغداء بدأ يقول كلمته ثم قال خلال الأربعة عشر عامًا التي قضيتها في نظارة المدرسة كانت هناك دسائس في الخفاء ووصل الأمر لحد التقارير السرية للسلطان ، وبالرغم من تلك الدسائس كانت مدرسة كوليكين هي الأولى في المنطقة كلها .وبدأت يتحدث عن كرم المصنع في تزويد التلاميذ بالكتب والأدوات المدرسية ، تكلم طويلًا كان يتوقف من حين إلى أخر لكي يلتقط أنفاسه ، وظل يردد الإشارة إلى أعدائه وأخيرا تصبب العرق وأُنهكت قواه ، ولما انتهى من حديثه تنفس الجميع الصعداء ، وقال أليس كذلك فقال المفتش مدرستكم ممتازة وكان ينظر لناظر المدرسة ويشاركه فرحه أخيرًا ولم يطق صبرًا فقز وقال كل الذي تقوله ليس له إلا جواب واحد هو إن إرادة النجاح .