قصة دوامة الحياة

منذ #قصص عالمية

دوامة الحياة قصة تحكي عن رجل وسيدة قررا الانفصال ولكن بعد الانفصال وهما عند القاضي حن إلى بعضهما ثانية .نبذة عن المؤلف :
أو هنري هو الكاتب الأمريكي وليان سيدني بورتر من مواليد عام 1862م تميز كتابة القصص الصغيرة الساخرة التي يخلط فيها بين الجد وحياة الناس العاديين والطابع الهزلي من أشهر مؤلفاته الكرنب والملوك ، والعروض وتوفى عام 1910م .قصة دوامة الحياة :
جلس بناجا ويدب عند باب مكتبه والقاضي يدخن الغليونة الضخمة ، وينظر على جبال كمبرلند التي كساها الظلام ، من الطريق العام المنحدر بالقاطعة ، جاءت دجاجة تحتال وتصيح أحمق ، ثم انبعث من أعلى الطريق صوت حفيف عجلات ، وامتلأ الجو بغبار حجب ما وراءه من مشاهد الطبيعة وجمالها .ثم ظهرت مركبة يجرها بغل تحمل رانسي بلبرو وزوجته ، ووقفت المركبة أمام دار القاضي ، كانت رانسي شاحب البشرة ، تبلغ قامته ستة أقدام تجلله مهابة سكان الجبل ، وكانت المرأة ساذجة ضجرة ، وظهر من خلال تصرفاتها نوع من الاحتجاج الطفيف على الشباب الزائف الذي تعلم أنها تفقده ، وبسرعة تحرك القاضي ليفسح لهما الطريق ، ثم قالت المرأة أنها تريد الطلاق ثم نظرت إلى رانسي فأومأ برأسه مؤكدًا ورد طلاق لم نعد نستطيع أن نعيش معًا الحياة في الجبال مفقرة .قالت السيدة حين لا يعبأ الرجل بنفسه ويقضي وقته في احتساء الخمور تكون الحياة مستحيلة فقال رانسي حين أن تدأب المرأة على أن تبعثر أغطية الطعام وعلى صب الماء على أحسن كلب في كمبرلند وعلى إعادة طهي مأكولات زوجها وحمله على السهر ليلًا ، وحين يدأب في تبديد دخلة والتمتع بسمعه رديئة ، ثم انصرف القاضي إلى أعماله وقدم مقعده الوحيد وفتح كتاب الأحوال الشخصية .وفتح الكتاب ثم قال القوانين والأحوال الشخصية لا تقول شيئًا في موضوع الطلاق ولكن الدستور والعدالة والقانون الذهبي تنص جميعًا على مساومة من ناحية واحدة ، من الطبيعي ان يزوج القاضي رجل وامرأة ويستطيع ان يطلقهما ، ثم أخرج رانسي من جيبة ورقة من فئة الخمس دولارات على المنضدة وقال لقد بعت جلد فراء ثعلبين بهذا المبلغ وهو كل ما أملك ، فقال القاضي إن الرسوم العادية هي خمس دولارات تناول الورقة ، وكتب شهادة الطلاق مرتين ، ثم أنصت الرجل وزوجته لقراءة الوثيقة ، ثم سلم الوثيقة إلى رانسي ، ثم قالت السيدة مهلًا يا سيدي القاضي لا تسلمه هذه الورقة .وقالت ينبغي أن أنال حقوقي أولًا ، وأن أحصل على نفقتي هذة ليست طريقة طلاق رجل من زوجته دون أن يترك لها ما تعيش به ، إذا كان رانسي يقدر على طلاقي فدعه يقضي لي نفقتي ، لم يتكلم الرجل فمن عادة النساء أن يثرن مشاكل غير مدروسة .أحس القاضي أن الأمر يحتاج قرار قضائي ، والتزم الطرفان الصمت في موضوع النفقة ، غير أن قدمي السيدة كانت حافيتين والطريق إلى جبل جباك حيث أخيها وعر ، فسألها القاضي كم يلزمك من النفقة ، فقال نحو خمسة دولارات وليست كبيرة ولكنى أعتقد أنها تكفيني للذهاب لمنزل أخي ، فقال القاضي لرانسي المبلغ معقول ، فقال ليس لدي مال أعطيتك كل ما كان معي ، فنظر له القاضي من خلف نظارته وقال أنت تزدري المحكمة ، فقال الزوج أعتقد أن بإمكانك أن تقرضني المال وسوف أرده إليك .فقال القاضي أجلت القضية للغد حتى تمتثلان لأوامر المحكمة وسوف نصدر أمر الطلاق ، ، ثم ركب المركبة وأخذت العربة تهب الأرض حتى اختفت وسط الغبار ، وخرج القاضي متوجهًا إلى منزله فظهر له رجل ملثم وقال له أريد أموالك ومعه مسدس فقال القاضي ليس معي سوى خمسة دولارات ، ثم أخرجها وأخذها اللص .وفي صباح اليوم التالي جاء رانسي وقدم إلى القاضي ورقة مالية من فئة الخمس دولارات وكانت مطوية مثل التي طواها القاضي بالأمس ، ولكن القاضي التزم الصمت وسلم كل منهم نسخة من وثيقة الطلاق .ثم قالت المرأة لرانسي أعتقد أنك ستعود إلى الكوخ بالمركبة ستجد الخبز في العلبة الصفيح الموضوعة على الرف ووضعت اللحم في إناء الغلي حتى لا تصل الكلاب إليه ، فقال لها وأنت هل تذهبين إلى منزل أخيكِ ، كنت أقول أمس ولكني سوف أزعج أهل بيت أخي ولست أعرف مكانًا أخر أقصده ، فقالت له ستكون وحيدًا في الكوخ يا رانسي ، فقال نعم لكن ما العمل قد ركب الجنون عقل البعير وطلب الطلاق ولا سبيل على حمل البعير على البقاء .فقال إنما طلب الطلاق غيري وليس هناك من لا يرغب بالبقاء ، ولم يقل ذلك أحدًا قط ، فقال ولكن لا أحد يستطيع أن يملًا ساعة الحائط ، فقال هل تريد مني أن أعود معك في المركبة لأملأ الساعة فقال لها لن تعود الكلاب إلى إزعاجك فقد أدركت أني كنت سافلًا ، فقالت له إن قلبي يدق في هذا الكوخ هيا معك ولن أعود إلى جنوني ثانية ، فقال القاضي المحكمة على استعداد لفسخ العقد وإعلان الزواج الشريف ، فهمت السيدة برمي ورقة الطلاقة والورقة فئة الخمس دولارات على المنضدة وأخذها زوجها بالمركبة وذهبا إلى كوخهما .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك