قصة سر المرأة الميتة

منذ #قصص عالمية

من روائع الأديب العالمي تروي قصة رجل فقد زوجته ويتذكرها فيذهب إلى القبور ويقرر قضاء ليلة بجانب قبر زوجته ولكنه يكتشف حقيقة زوجته وخيانتها له .عن المؤلف :
غي دو موباسان ، كاتب وروائي فرنسي من أهم أدباء القصة الحديثة القصيرة ، ولد بقصر ميرونمسنل بنورمانديا من عائلة لها سلالة ارستقراطية ، درس القانون وعمل بالبحرية الفرنسية من أهم قصصه العقد والآنسة فيفي .قصة سر المرأة الميتة :
أحببتها حبًا عنيفًا لم يحب الإنسان أليس عجيبًا أن ترى العالم إلا إنسانًا وألا تقوم النفس إلا فكرة ولا في القلب إلا رغبة ولا في الفم إلا اسم ، اسم يرقي دائمًا يرق كماء نبع من أعماق نفسي يرقي إلى الشفاء نذكره ونذكره .ليس للحب إلا قصة واحدة قابلتها وأحببتها هذا كل ما في الأمر وعشت عامًا تغمرني برقتها وتحتويني حبيسًا في كل ما يصدر عنها بهذه الطريقة لم أحاول أبدًا أن أعرف غيرها ، ماتت زوجتي إذن كيف لا أدري ، عادت ذات مساء مطير يبلل المطر ثيابها وفي اليوم التالي سلمت واستمرت تسعل حوالي أسبوع لزمت بعده سريرها ، وصف الطيب لها الدواء ، كانت يدها دافئتين ، أذكر جيدًا آهتها الأخيرة وتأوهت الممرضة أو فأدركت .رجعت أمس إلى باريس وعندما رأيت غرفة نومي ثانية و كل ما بقى في المنزل من حياة شخص أخر بعد وفاته أصبت للحزن الشديد ، فلم أستطيع أن أصبر وسط كل تلك الأشياء تناولت قبعتي وخرجت وفي الطريق للباب مررت بمرآة البهو الكبيرة التي وضعتها هناك لترى فيها نفسها ، فوقفت أحدق بالمرآة التي طالما عكست صورتها ، حتى خيل إلي أنها تتراءى أمامي .ظلت آحدق بزجاج المرأة الذي يحتويها ويتمتع بمشاهدتها أكثر مني ، خرجت من غير وعي ولا إدراك إلى المقابر ورأيت رمسها بسيطًا جدًا ونقش على الرخام أحبتني وأحببتها ثم ماتت ، لبثت هناك طويلًا طويلًا وعند الليل وجدت في نفسي رغبة غريبة ومجنونة ، تشوقت أن أقضى الليلة قريبًا منها ليلة أخيرة أذرف دمعي على قبرها .فنهضت وظللت أضرب في مدينة الموتى هذه ، كم هي صغيرة هذه المدينة إلى جانب أختها تلك التى نراها ، مع ذلك فالأموات أكثر عددًا من الأحياء ، وفي نهاية القبور المأهولة أبصرت فجأة القبور المهجورة حيث بليت جسوم الموتى على طول الزمن وتم اختلاطها بالثرى ، مكان ملئ بالورود والأشجار المبعثرة ، كنت هناك وحدي فتسلقت شجرة خضراء وتواريت ، وعند حلول الليل غادرت مكاني ووصلت لقبرها ولكني لم أعثر على قبرها ، كان القمر غائبًا فاستولى علي الخوف خوف مروع في المكان الموحش بين صفين القبور .لم أستطيع السير أكثر من ذلك كانت ساقي تلتويان ، كم من الوقت لبثت هناك لا أدري فجأة خيل إلي أن لوح الرخام الذي كنت جاثمًا فوقه تحرك ، نعم شاهدت الحجر الذي غادرته قد انتصب واقفًا وظهر الميت هيكل عظمي ليس غير ، ورأيت على اللوح الرخام هنا يرقد جاك أوليفان المتوفى في الواحدة والخمسين في نفس سني كان محبًا لذويه طيب القلب .لما قرأ الميت هذه الكلمات المنقوشة على قبره انحنى على الأرض والتقت قطعة صغيرة من الصخر مدببة وأخذ يزيل الكلمات بعناية ، وبدأ يكتب هناك يرقد جاك أوليفان المتوفى في الواحدة والخمسين تعجل بقسوة قلبه موت أبيه ليرثه وعذب زوجه وأشقى أولاده وخدع جيرانه وسرق كل ما يستطيع سرقته ومات شقيًا .ولما انتهى الميت من كتابته أخذ يشهد نتيجة عمله ، ولاحظت في عودتي أن كل القبور قد فتحت وأن الهياكل العظمية خرجت منها وأن الجميع مسحوا الأكاذيب التي خطها ذووهم على قبورهم ليوهموا الناس ورأيت أنهم كلهم قساة القلوب حقودين وغير صادقين .ورأيتها من بعد من غير أن أرى وجهها لأنها كانت قد غطته بالكفن ومحت جملة أحبتني وأحببتها ثم ماتت وكتبت خرجت يومًا لتخون زوجها فأصابها برد فماتت ورأيتني أهوى إلى الأرض مغشيًا علي وفي اليوم التالي وجدوني مسجى إلى جانب مقبرة ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك