قصة الطفل

منذ #قصص عالمية

قصة الطفل The Child’s Story هي قصة فلسفية تصور مراحل حياة الإنسان ومشوار حياته الذي يبدو له في بداية حياته طويلًا ، ولكن ما تلبث أن تمضي الأيام سريعًا ، ليفاجأ  أن حياته لم يعد يتبقى فيها الكثير .نبذة عن الكاتب :
يعتبر الكاتب والروائي الإنجليزي تشارليز ديكنز Charles John Huffam Dickens من أعظم كتاب العصر الحديث ، وقد تميزت رواياته بأسلوب السخرية اللاذعة ومازالت معظم أعماله تلاقي نجاحًا حتى الآن .أحداث القصة :
يحكي أنه منذ سنوات طويلة كان هناك رجلًا سافرًا ، في رحلة سحرية بدت له في باديء الأمر أنها طويلة جدًا ، ولكن في المنتصف بدت قصيرة جدًا ، بدأت الرحلة بطريق حالك لم يرى الرجل فيه أحد ولكنه ما لبث أن التقى بطفل جميل فسأله : ماذا تفعل هنا ؟ فأجابه الطفل إني في لعب دائم هيا ألعب معي .ولعب الرجل مع الطفل طوال اليوم ، وكانا سعيدين للغاية فكانت السماء صافية والشمس مشرقة ، وأوراق الشجر مخضرة ، والماء يتدفق ، والأزهار يانعة ، وقد راقبا سقوط الأمطار ، وكانا يسعدان حين تهب الرياح ويتخيلا ما تهمس به عن تندفع مقبلة عليهم ، ويتساءلان عن سر نشأتها وكيف تدفع السحاب أمامها وتهز البيوت وتثير غضب البحار ، ويستمتعان بمشهد الجليد المتساقط ، ويشاهدان تراكم الثلوج الناعمة ، وكان لديهما أجمل الألعاب في العالم.ولكن ذات يوم استيقظ الرجل فلم يجد الطفل فناداه مرات ومرات دون جدوى ، فتابع سيره ، ومشى مدة دون أن يقابل أحد حتى التقى أخيرًا بصبي بهي الطلعة ، فقال له ماذا تفعل ؟ أجاب الصبي إني أتعلم ، هيا تعلم معي ، فأخذ المسافر يتعلم مع الفتى عن الكواكب والإغريق والرومان ، كما مارسا الألعاب الرياضية ، فكانا يحدقان في النهر صيفًا ، ويتزلجان على الجليد في الشتاء ، وصارا يمارسان شتى أنواع الرياضة حتى أصبح لا يفوقهما فيها أحد ، وأصبح لهما عدد كبير من الأصدقاء .ولكن ذات يوم استيقظ الرجل فلم يجد الصبي ، وقد افتقده بقدر ما افتقد الطفل ، وأخذ يناديه دون جدوى ، فسار بمفرده مجددًا دون أن يشاهد أحد حتى قابل شابًا ، فسأله ماذا تفعل أيها الشاب فقال له الشاب إني أحب دائمًا هيا تعالى معي ، سار المسافر مع الشاب فقابلا فتاة من أجمل فتيات الأرض ووقع الرجل في حبها وسارا يجلسان في الظلام يكتبان الرسائل كل يوم ، ويتشاجران ثم يتصالحان في حفلة عيد الميلاد ، ويعتزمان الزواج في أقرب وقت .ولكن المسافر نظر حوله في يوم فلم يجدها كما لم يجد الشاب ، وأخذ ينادي دون مجيب فسار مجددًا حتى قابل رجل متوسط العمر فقال له ماذا تفعل هنا ؟ قال الرجل إني مشغول دائمًا تعالى واشتغل معي فسار المسافر مع الرجل وتعددت مشاغله .ولم يكن الرجل وحيدًا بل كانت معه زوجته ، وكان لهما أولاد ، وذهبوا جميعًا يخترقون الغابة وينقشون دروبًا بين الأشجار ، وكان أحيانًا يقابلهم طريق أخضر مكشوف في غابات كثيفة ، ويناديهم صوت يقول يا أبي ، ثم يشاهدون شخصًا صغيرًا جدًا ينمو ويكبر وهو مقبل يعدو ليلحق بهم ، وقد التفوا حوله  ثم تابعوا سيرهم جميعًا .ثم يقول أحد الأولاد أبي إني راحل إلى الهند والثاني أبي إني مسافر لأبحث عن الثروة ، ويقول الثالث أبتاه إني مرتفع إلى السماء ، وهكذا يفترقون ثم تفيض أعينهم بالدمع ، وكان مع كل فراق ينظر المسافر إلى الرجل فيراه يتطلع إلى السماء فوق الأشجار ، ويلاحظ أن شعره قد اشتعل شيبًا .ثم ساروا يكملون رحلتهم دون أي راحة ، وقد ساروا في طريق أكثر حلكة من غيره ، واندفعوا في رحلتهم حتى توقفت السيدة وقالت ، زوجي إنهم ينادونني ، فقال الزوج لا تذهبي الآن أرجوك إننا على وشك الغروب ، ولكن هناك صوت ينادي أماه إنه صوت الطفل الذي قال إنه صاعد إلى السماء ، وعندئذ قبلت السيدة زوجها ودموعه تتساقط بغزارة ثم رحلت .وظل الزوج والسافر وحيدين حتى اقتربا من نهاية الغابة وجلسا يشاهدان أشعة الشمس وهي تغرب خلال الأشجار ، وبينما كان المسافر يشق طريقة وسط الأشجار فقد الرجل ونادى عليه دون مجيب .وسار أخيرًا حتى قابل كهلًا ، فقال له ماذا تفعل ، أجاب الكهل في ابتسامة إني أتذكر دائمًا ، أقبل وتذكر معي ، فجلس بجوار الكهل ، فأقبل عليه أصدقاؤه عائدين في هدوء ووقفوا بجواره في هدوء وقد أحبهم وأحبوه جميعًا الطفل والصبي والشاب العاشق والأب والأم والأولاد ، كانوا كلهم حوله لم يفقد منهم أحدًا ، وأظن هذا المسافر هو أنت ياجداه ، لأن هذا و ما فعلته بنا وفعلناه بك .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك