قصة صباح الليلة الأولى بعد الألف

منذ #قصص عالمية

بعد الليلة الأولى بعد الألف يريد شهربار أن يعرف سر معرفة شهرزاد ، هل لذة الحب أقوى أم لذة المعرفة هكذا دار النقاش .نبذة عن المؤلف :
آندريه ميكيل مستعرب فرنسي ولد في الجنوب الفرنسي عام 1929م ، تخرج من المعهد الفرنسي للدراسات العربية في بيروت ، وعمل في أثيوبيا بفترة الخمسينيات ، ثم عمل في الخارجية الفرنسية ، وعمل على تدريس الأدب الفرنسي بالجامعة الفرنسية عام 1968م ، ترجم  عدد من الأعمال العربية للفرنسية ، وله مجموعة من القصص حول ألف ليلة وليلة.قصة صباح الليلة الأولى بعد الألف :
قال الملك شهريار لشهرزاد لن أكون راضيًا إلا إذا كشفت لي عن سر اللغز ، كيف تعلمتي ما سمعته منك خلال تلك الليالي ، فقالت يا مولاي أننا لا نعرف شيئًا بأنفسنا فالشعراء أنفسهم هم الذين يطمحون ، وحتى الأكثر جنونًا منهم في امتلاك قطعة صغيرة من تلك السلطة المبدعة والتي لا تنتمي في الحقيقة إلا لله وحده .فالشعراء لا يعرفون ما يفعلونه بالكلمات التي انتقلت إليهم من الآخرين ، ولكن التعريف الأول للمعرفة هو الإرث ولم أفعل شيء أخر يا مولاي ، ثم قالت شهر زاد من الصحيح أنه بها لمستى الشخصية ، وإلا فيم تفيد المكتبات ، تحفظ ذاكرة كل ما يتم التفكير فيه .ثم قال شهريار إذا أردت يا شهرزاد أن تمنحيني لطفلك وجهدك وأن تملي على كتبتي كل ما حكيته ، وأؤكد لك أن كلامك سوق يكون نصًا يحيا إلى الأبد سأفعلها يا مولاي هذا النص يوف يتم حفظه ويعاد نسخه لكي نقل من جيل لجيل أخر ، فقال لها الملك ولكني لم أنتهي من أسئلتي ، فقال أنصت أليك يا مولاي ، قد فهمت ما فعلتيه وأن المعرف إرث ولكن نستطيع ويجب أن نضيف إليها .فقالت له نعم كل حي موهوب بالكلام والمنطق والتخيل ، يجب أن يحقق يجيب تصويب كل ما تركه آباؤه بالتالي ما سيكون عليه الأمر إذا ظل الإرث هكذا ، التلقي لا يمنع الإبداع أبدًا ولكن هذا هو الإبداع يا شهر زاد ، فقالت أين سنبحث عنه في أنفسنا بالتأكيد يا سيدي ولكن بشرط ألا نتناوله في عالم مغلق على ذاته .فالعالم نفسه ينادينا من كل الجوانب ، ومن اللازم آلا يغلق الحكيم في معارفه إنما يجب أن يجابهها ويزودها بمعارف الآخرين والمختصين في علمه وهذا البحث لا يستلزم أية حدود ولا أرض ولا تاريخ ولا معرفة ، ثم قال كأني أسمعك يا شهر زاد تقولين إن اللذة تكون الحقيقة الوحيدة ، ولكن لم يفض البحث للمجهول دائمًا ، لذلك كيف ستكون اللذة وكيف ستكون المعرفة ، فقال أسلم يا سيدي أن هناك شيئًا في الحقيقة فيما قلته ولكن أسمح لي أن اوضح أن لذة البحث توجد في مسعاها عن محتواها .فمثلًا الشعراء يؤكدون لنا ونعرف ذلك بأنفسنا فهم يحملون جديدًا ، فهم لا يفعلون شيئًا سوى مساءلة مصيرنا والموضوعات الثابتة عن البهجة والحب ، فقال لها أن تبسطين الأمور يا شهر زاد كم أن الشعراء متساهلون ، كل ما يفهمه العقل الأصيل يجب أن يكون شائعًا من اللازم المحافظة على الفكر حتى تحيى الكلمات المكتوبة أو المنطوقة مع ذلك يبقى سر الليالي الطويلة لم أصل إلى إدراكه فهو سر هل تستطعين أن تقولي لي سرًا ؟فقالت أنا صغيرة جدًا يا سيدي ولكن من ضمن ما تعلمته أن لذة الحب تنفد وأنك ببلوغها ستقتلني ولحسن حظي أنني أعرف أن هناك لذة أخرى هي لذة المعرفة وأنها لا تنفد إلا بعد موتنا ، منحتك إياها ومنذ تلقيتها أصبحت ملكي للأبد ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك