تعد هذه القصة واحدة من ضمن ستة وخمسون قصة من قصص شرلوك هولمز ؛ التي ألفها أرثر كونان دويل وهو طبيب اسكتلندي ولد عام 1859م ، واشتهر بكتابة تلك القصص التي تركت علامة بارزة في الأدب البوليسي ، وهناك بعض التماثيل التي تخلد ذكره ومسيرته الأبية في كراوبوروف وأدنبرة ، وقد نشرت تلك الرواية لأول مرة عام 1893م بمجلة الستراند.قصة لغز الطرد البريدي :
تبدأ أحداث الرواية بوصول طرد بريدي إلى الآنسة سوزان كوشينغ التي تقطن في بلدة بجنوب لندن ، كان الطرد يحتوي على أذنين بشريتين محفوظتان بالملح الخشن ، في بداية الأمر ظن المفتش ليستراد من سكوتلاند يارد أن الأمر عبارة عن مزحة من ثلاث طلاب يدرسون بكلية الطب كانوا يقطنون في عقار السيدة سوزان ولكنها أجبرتهم على مغادرة المكان قبل فترة قصيرة .وما أكد فرضية المفتش ليستراد بمزحة الطلاب أن الطرد كان مرسل من بلفاست ، وهي مسقط رأس أحدهم ، ولكن بعد تدخل المفتش شارلوك هولمز لحل لغز تلك القضية ، تغير سير الأمور ، فبعد فحصه للطرد بعناية كان على قناعة تامة أن له صلة بجريمة خطيرة ، وليس مجرد مزحة افتعلها بعض الطلاب .وذلك لأن طالب الطب على دراية بأساليب أفضل لحفظ الجثث ، ولو كانوا هم من افتعلوها كانوا سيحفظون الأذنين بطريقة غير طريقة الملح الخشن التي استخدمها شخص لا يملك علم طالب الطب ، كما أن قطع الأذنين تم بشكل عشوائي ، ولو كانوا هم من فعلوها كانوا سيقومون بقطعها بشكل أكثر دقة .وهناك نقطة أخرى جعلت شارلوك هولمز يستبعد الطلاب من دائرة الشك ، وهي طريقة كتابة العنوان على الطرد ، فالراسل أخطأ في كتابة أحرف بلدة كوريدون ، وهذا يدل على أنه ذو مستوى علمي منخفض .يحاول المحقق هولمز فك شفرة القضية في الخفاء وبعد استجواب الآنسة سوزان كوشينغ ، يسافر إلى ليفربول لمقابلة أختها سارة كوشينغ ، ولكن يمنعه الطبيب من لقاءه لإصابتها بورم في الدماغ .فيعرف بعد ذلك أن الأذنين لماري كوشينغ الأخت الثالثة لهم ، ويصل إلى أن القاتل هو جيم برونز زوجها ، قتلها هي وعشيقها وأرسل الأذنين إلى أختها لتهديدها وكتب على الطرد اسم المرسل إليه : س كوشينغ ، ولكنه لم يكن يقصد سوزان كوشينغ بل سارة كوشينغ أختها .لأنها هي السبب في تأجيج علاقته بزوجته حتى اضطر إلى قتلها ، فقد حاولت سارة إغوائه أكثر من مرة للوقوع بشباكها ، وعندما لم يستجيب لها حاولت تدمير زواجه بالتفرقة بينه وبين زوجته ، وانتهى به الأمر من زوج محب لزوجته إلى قاتلٍ لها .