قصة البنت الصغيرة وحبات الفطر

منذ #قصص عالمية

كعادة تولستوي فإن قصصه مليئة بالحب والطفولة والإنسانية فإليكم هذه القصة القصيرة .نبذة عن المؤلف :
هو الكاتب والروائي الروسي العالمي ليو تولستوي المولود عام 1828 لأسرة أرستقراطية كبيرة فى إقطاعية قريبة من موسكو توفى فى عام 1910م عن عمر يناهز 82 عامًا .القصة :
كان صباحًا صيفيًا رائعًا من أجل الخروج والتنزه ، خرج الأختان من أجل جمع حبات الفطر وعند عودتهما من الخارج كانت السلال مليئة بالفطر ، كانا يغنيان أغنية سويًا ويلعبون سويًا ، ولكن في طريق العودة كان عليهما أن يعبرا طريق قطار السكة الحديدية لم تفكرا الطفلتين كثيرًا وقررا سريعًا عبور الطريق ، حيث لم تكن هناك قطارات وكانت سكة القطار خالية ولم تكن هناك أى صفارة قطار ، ببطء شديد صعدا الجسر ليعبرا قضبان القطار حاملين سلال الفطر بأيديهما وعندما وصلا إلى القضبان .سمعا صوت الصفارة يدوي عاليا ارتعبت الأخت الكبري ورجعت أدراجها للخلف كانت تعتقد أن أختها الصغرى فعلت مثلها لكنها صدمت حينما رأت أختها مازالت على القضبان الحديدة تحاول أن تعبر طريق القطار صاحت بها صارخة ” ارجعي إلى هنا ، أجري بسرعة “.كانت الأخت الصغرى كما لو أنها لم تسمعها ، كانت مازالت مستغرقة في محاولتها لعبور قضبان القطار بقدميها الصغيرتين حاملة السلة بيدها تعثرت ووقعت أرضا وتناثرت حبات الفطر على سكة القطار .جلست على الأرض وأخذت تجمع حبات الفطر من جديد وفي هذه الأثناء كانت أختها فى حالة هيستيريه من البكاء والصراخ وأخذت تصرخ بها ” دعى حبات الفطر وتعالي إلى هنا بسرعة ” لكن الأخت الصغرى بدت وكأنها لم تسمع .ارتعب سائق القطار حينما رأى الفتاة الصغيرة على سكة القطار ، نفخ بصفارته بأقصى ما يستطيع أدركت الأخت الصغرى أخيرًا ما يحدث وبأت تصرخ من الهلع زحفت الأخت الصغرى بين قضبي القطار على يديها وركبتيها من أجل حبات الفطر .كان سائق القطار فى موقف العاجز فهو لا يستطيع أن يوقف محرك القطار فجأة ، نفخ بصفارته مرة أخرى لكن القطار كان قد غطى أختها بعجالاته غطت الأخت الكبري وجهها بيديها المرتجفتين وأخذت تبكي بمرارة وأصيب الركاب بصدمة أيضًا فسيكون عليهم الشهادة على هذه الحادثة جرى الحارس على القضبان ليرى ما حدث للطفلة الصغيرة فوجدها ترقد بين قضبان القطار وجهها لوجه للأرض .جرت الأخت الكبرى والعبرات تكسو وجهها تبكي فرحًا احتضنتها وأخذت تقبلها وأختها الصغرى تقبلها أيضًا ومنذ ذلك الحين لم يفترقا ، ووعدت الأخت الصغرى أختها الكبري أن لا تدع يدها أبدا وهما يعبران الطريق جمع الأختان ما بقى من الفطر وأمسكا بأيدى بعضهما ، رجعا مشيًا إلى بيتهما كانت روحهما قد نضجت وأصبحت أكثر حكمه فى هذه الثوان المعدودة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك