قصة الخطيب

منذ #قصص عالمية

تناقش تلك القصة قضية اجتماعية مهمة وهي الرياء ، الذي يُظهره الأحياء في المأتم والأعراس ، فيأتي خطيب مفوه يتلاعب بالكلمات والألفاظ ولكنه يخطئ بشخص المتوفى فيدمح تصرفات ويذم تصرفات أخرى ليجد الشخص واقفًا بالجنازة وليس ميتًا ..!!نبذة عن المؤلف :
أنطون تشيكوف من أعظم كتاب القصة القصيرة ومن أعظم الأدباء الروس ، ولد عام 1890م وتوفي عام 1904م ، لُقب بأمير القصصيين في روسيا ، درس الطب ومارسه بجانب كتابة القصص ، تمثل أسلوبه بالطابع الفكاهي أحيانًا وكان يهتم بالقضايا الفكرية والموضوعات الاجتماعية والأخلاقية في جميع كتاباته .قصة الخطيب :
في صبيحة يوم مشرق كان كيريل ايفانفتش بيلو نوف ، وهو كاتب في الجامعة على وشك أن يُدفن ، فقد مات متأثرًا بأفاتين إدمان الخمور وزوجة سيئة ، وأثناء مرور موكب الجنازة إلى طريق المقبرة ، قفز أحد أصدقاء المرحوم كان يسمى بيلافسكي إلى عربة ، وراح يركض بها ليبحث عن جرجوري بتروفتش زبوكين ، وكان رجلًا مع حداثته ، محبب لمعارفه ويتمتع بهيبة وعلى قدر من العلم ، كان يتمتع بموهبة ارتجال الأحاديث ، حيث كان يتحدث كيف شاء وحينما شاء .عندما تتمكن منه الحِمى تسيل الألفاظ في فمه سلسلة كما تنساب المياه من الجداول ، ويزخر قاموسه اللغوي بكلمات وفيرة وغزيرة ، وكان له أسلوب بليغ وفصيح ، يفيض بكثير من الإسهاب ، لهذا يلجأ إليه الناس في بعض الأعراس ، ابتدأ ببلافسكي وقال لقد أتيت إلى طلبك أيها العجوز ارتد قبعتك وسترتك على عجل ، فقد مات أحد الأصدقاء ونحو على وشك تشيعه .لذلك وجب علينا تودعه بعدد من الكلمات الجميلة فأنت أملنا الوحيد ، فهذا المتوفى له شأن بالمجتمع و يستحق ما يقال عنه ، قال له سيكون ثمة فطائر وغداء وستنال أجرة العربة فهيا عجل يا عزيزي يكفيك أن تلقي ببعض الألفاظ الحزينة عند المقبرة فوافق الرجل ، وعلى الفور راح يعبث في غدائر شعره و أظهر ملامح الحزن وانطلق بصحبة ببلافسكي .ثم قال وهو يركب العربه إني أعلم من هو صديقكم هذا كان رجل شرير وخبيث لم أصادف نظيره في حياتي ، فليكن الله في عونه ، فقال لا مجال للشك فما يذكر للميت غير الحسنات ، ثم لحق الرفاق بموكب الجنازة وراحوا يسيرون أمام النعش ، وفي المقبرة راح الجميع يصلون إلى جانب اللحد وأخذت زوجته وحماته وأختها يبكون ويذرفون الدموع مراعاة للعادات والتقاليد .ثم تقدم زيوكين بعد أن خيم الصمت على الجميع ، وقال أأصدق ما تراه مقلتاي وما تسمعه أذني إن هذا أضغاث حلم مزعج ، هذا القبر وهذا الدمع وهذه الزفرات وهذه الأنات أذلك كله وهم ، لا وا أسفاه ما هذا بحلم ، إنما هي الحقيقة وأعيننا لا تخدعنا ، لقد قضى نحبه من كان بيننا منذ لحظات ، من كان أمام أعيننا كالنحلة الدءوب ، لا يقر قرارها حتى تخرج العسل ، لقد أرتد الآن إلى التراب ، إنه خسارة لا تعوض ، ترى من سيخلف منصبه ولكن بركوثي اسبتسن معدوم النظير .وواصل زبوكين حديثه وثناءه وشاع الهمس ، لقد أرضى حديثه الجميع وجعل بعض الدموع تنهمر ، ولكن بدت معظم الفقرات غريبة فهم لا يدركون السبب الذي دعا الخطيب أن يقول بروكوفي اسببتسن مع أن الفقيد اسمه كيريل ايفنفتسن ، والجميع يعلم أن الفقيد كان دائم النزاع مع زوجته ، وله لحية حمراء وذلك يتنافى مع قوله أنه حليق الوجه ..!!لهذا أعجز الجميع فهم بعض أقوال الخطيب ، واستمر الخطيب في خطبته ، فجأة لحظ المستمعون أن الخطيب نفسه بدأ يعتريه شيء من الاستغراب ولم يلبث حتى كف عن الحديث ثم مال على صديقة ببلافسكي وقال وهو يحملق في فزع لقد رأيته إنه ما زال على قيد الحياة .من هو الذي لا زال على قيد الحياة بروكوفي اسبتسن ها هو قائم عند حجارة القبر ، فقال له إنما الذي مات هو كيريل إيفانفتسن أما الأخر فهو كاتب الجامعة وقد نقل للمنطقة الثانية رئيسًا للمكتبة ، يا للشيطان الذي أوحي بذلك ، ثم التفت إلى القبر وقال أما بروكوفي اسبتسن كبير الكتبة الكهل ذة الوجه الحليق فقد كان حقًا قرب حجارة القبر ، وكان ينظر للخطيب شزرًا ، وأخذ رفقاء زبوكين يتغامزون أتريد أن تدفن رجلًا وهو يفيض بالحياة .فدعا الرجل منه وقال هذا لا يليق أيها الشاب ، إن حديثك هذا له قيمته إن كان رجلًا قد ودع الحياة أما إن كان يمت إلى رجل حي فهو كلام فارغ واستهزاء ، كم تحدثت طويلًا عن روحي أيها الأبله من ذاك الذي دعاك لتتحدث عني ولنفرض أنه كذلك ما الذي عاد عليك أيها الأبله عن وصف محياي على الملأ إنها إهانة لن أعفرها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك