لغز سيرجي بونومارينكو الرجل الذي سافر عبر الزمن



تخيل أن تعود بالزمن إلى الوراء فتقابل رجلا من الماضي لتخبره بإمكانية السفر لمسافات شاسعة خلال ساعة واحدة ، ماذا ستكون ردة فعله ؟ على الأرجح سيسخر منك ، لكن مع تطور التكنلوجيا أصبح السفر السريع أمرا عادي .. لكن ماذا لو أخبرتك بإمكانية السفر عبر الزمن بسرعة الكاميرا ، نعم عزيزي القارئ تضغط على زر الكاميرا فتجد نفسك في زمن آخر! .. هل سوف تصدقني ؟

ظهور غامض

تبدأ فصول القصة عام 2006 ، بالتحديد يوم الأربعاء 23 أبريل ، عندما ظهر شاب يتجول في شوارع العاصمة الاوكرانية كييف ، أسمه سيرجي ، وكان في منتصف العشرينات من عمره ، و كالعادة مع قصص المسافرين عبر الزمن فقد كانت ملامحه تحمل علامات القلق و التوتر ..

كان يرتدي ملابس عفا عنها الزمن ، ويحمل كاميرا قديمة ، ويمشي من شارع إلى آخر ناظرا إلى الناس نظرات استغراب ، كان يتوقف احيانا فيسألهم عن شارع لم يعد له أي وجود.

البدء ظن الناس أن الشاب ما هو إلا سائح أضاع طريقه ، لعله يزور البلد أول مرة ، فكان عندما يسألهم عن الشارع يجيبونه بأنه لا يوجد شارع بهكذا الاسم ، لكن الغريب في الموضوع أن سيرجي كان يصر على أن هذا الشارع موجود ، وكان يصف لهم طرق وأماكن تؤدي إلى ذلك الشارع.

وهنا تدخل رجال الشرطة في الموضوع ظناً منهم أنه سائح تائه ، وأول سؤال قامت الشرطة بتوجيهها إلى سيرجي : أعطينا هويتك حتى نعرف من أي بلد أنت ؟ ..

وحدثت الصدمة عندما أراهم الشاب اوراقه ، فبطاقة هويته تعود إلى الاتحاد السوفياتي الذي أنهار عام 1989! .. والشيء الغريب أن الهوية بطبيعة الحال تحمل صورته مع تاريخ الولادة ، والذي كان تاريخ قديم ، حيث أنه من مواليد عام 1932 ، وعليه يجب أن يكون عمره الآن 74 عام .. لكن هذا الذي أمامهم شاب في العشرينات من عمره! .. فكيف يكون ذلك؟..

الشرطة شكت في وضع سيرجي ، شعروا أنه مجنون أو لديه اضطراب عقلي فقرروا أن ياخذوه إلى طبيب نفسي لكي يرى حالته ، وعندما وصل سيرجي إلى الطبيب سأله هذا الاخير قبل كل شيء عن تاريخ اليوم ؟ .. فأجاب سيرجي بأنه يظن أنه 23 أبريل 1958 ، وكان تاريخ اليوم صحيحا ، لكن الخطأ الوحيد في العام ، وهو ما سبب صدمة للطبيب فصحح وقال أننا الآن في 23 أبريل 2006 ، لكن سيرجي كان واثق ومتأكد بأن العام 1958 ، ونحن هنا نتكلم عن فرق 48 سنة و ليس سنة أو سنتين ! ..

قال الطبيب : لا يا سيرجي ، نحن في عام 2006 ، فرد سيرجي قائلا : أنا متأكد من هذا الأمر و قد قرأته اليوم في جريدة صباح اليوم ، إنه 23 من أبريل عام 1958.

وهنا أنتقل الطبيب إلى النقطة الثانية : ما هو أخر شيء تتذكره ، و لماذا كنت مرتبك ومتوتر؟ ..

قال سيرجي : آخر ما اتذكره هو اني كنت أتمشى في المدينة مع صديقتي فالنتينا وكانت معي كاميرا وكنت التقط صورا تذكارية للمدينة ، و فجاءة ظهر جسم غريب أسود يطير في السماء بسرعة عالية جداً ، فسأله الطبيب : هل هو نوع من أنواع الطيور ؟ فرد عليه سيرجي : لا أعرف ، لكن لو كان طير فأنا أول مرة أرى طائر بهذا الحجم الكبير ، لكن لا أعتقد بأنه كان طير لأن حجمه أقل ما يُقال عنه بأنه مرعب ، عندما رأيته على الفور التقطت له صورة و بعد أن التقطت الصورة فقدت الوعي و لم أشعر بنفسي إلا و أنا بين أناس لم أرهم في حياتي قط ، و الغريب أن لا أحد يصدقني أو يخبرني عن الشارع الذي أسأل عنه أو بالأصح لا يعرفون الشارع.

وقد استغربت أكثر عندما لم أجد صديقتي معي ، هي كانت معي لكن أنا فقدت الوعي و استيقظت ولم أجدها و لا حتى الجسم الغريب الذي كان يطير ، ولهذا كنت مرتبك ومتوتر وشعرت أني انتقلت إلى عالم أخر.

بعد المحادثة طلب الطبيب من سيرجي أن يعطيه الكاميرا كي يرى الصور التي صورها ويتأكد بنفسه ، الكاميرا التي مع سيرجي كانت قديمة جداً وقد توقفوا عن تصنيعها من السبعينات ، مما سبب صعوبة في استخراج الصور فاضطروا أن يستعينوا بمختص كي يستخرج ويحمض لهم الصور ، و بعد محاولات عديدة استطاعوا استخراج الصور ، وبالفعل كانت الصور تعود إلى مدينة كييف في الخمسينات وصور لسيرجي بنفس الملابس التي يرتديها الآن و نفس شكله و عمره ، و صور لصديقته ، وصور لذلك الجسم الغريب .. لكن المختص كان مصدوم ومتشتت فالصورة تبدو قديمة جداً كما أنه قال : المعروف عن الصور التي مثل هذه الصور لا تستمر على حالتها أكثر من عشرين سنة ، أي أن الفلم لا يستطيع أن يبقى أكثر من عشرين سنة ، فلو أن سيرجي قد اخذ الكاميرا من جده جده وهو من صور الصور ، فالصور لا تستمر أكثر من عشرين سنة!

وعندما سأل الطبيب المختص سيرجي عن ما اذا كان يعرف هذه الصور ومتى تم تصويره ؟ فقال : بأنه قام بتصويرها منذ فترة قريبة لا تتعدى اليوم .. و للتنويه فأن نوع فيلم التصوير كان قد توقف تصنيعه منذ زمن طويل ، والشركة التي كانت تصنعه اغلقت ابوابها منذ عشرات السنين.

بعد المقابلة حاول عدد من العلماء دراسة حالة سيرجي و لكن لم يتم إيجاد أي تفسير ، فقرروا أن يريحوا أنفسهم و أن يغلقوا الموضوع و أرسلوا سيرجي إلى مركز للطب النفسي و صنفوا حالة سيرجي على أنها جنون. أما عالم النفس الذي درس حالة سيرجي فقد قال : بأن سيرجي تلقى صدمة نفسية متعلقة بتاريخ معين وهذه الصدمة أثرت على عقله أو أصابته بالجنون ، و هذا كلام غير منطقي فالصور التي بالكاميرا و هوية سرجي القديمة تقول غير ذلك !

تم وضع سيرجي في غرفة مع حراسة مشدد ، لكن سيرجي اختفى فجأة بعد أيام ، و الغريب بالأمر أنه لا يوجد أي مخرج من الغرفة إلا مخرج واحد هو الباب ، وهو مراقب بالكاميرات ، فكيف خرج سيرجي ولم يره الحراس او تشاهده كاميرات المراقبة ؟ .. هل تبخر في الهواء! ..

أحدثت هذه الواقعة ضجة كبيرة ، فهل كان سيرجي بالفعل قادما من الماضي ؟ ..

ولاحقا استطاعت الشرطة العثور على فالنتينا صديقة سيرجي والتي كانت ما تزال حية وتعيش في المدينة ، فتم استدعائها ، و عند سؤالها عن سيرجي بكت وقالت : أنه كان لديها صديق أسمه سيرجي ، وكنت أتسكع معه في الشوارع نلتقط صور للذكرى ، و فجأة ظهر جسم أسود في السماء وكان كبير وعندما رأيت الجسم فقدت الوعي وعندما استيقظت لم أجد لا سيرجي ولا الجسم الغريب ، وقد أبلغت عن اختفاءه وبحثت الشرطة عنه في كل مكان لكنه اختفى بدون أثر. وأكدت أنه ما زال لديها صور لسيرجي ، وعندما طلب منها إعطاءهم الصور وجدوا أنها لسيرجي فعلاً .

لم يعد للشرطة أي مجال للشك فقرروا البحث في سجلات المفقودين ، حيث عثروا على صورة شاب اسمه سيرجي اختفى عام 1958 ، وهذا ما حير العالم كله ..

إحدى النظريات تقول : بأن الشخص الذي ظهر لم يكن سيرجي بل أحد الجن الذي تشكل على هيئته و أحب أن يمزح مزحاً خفيفا. نظرية أخرى تربط القصة بالجسم الغريب الذي ظهر والذي من الممكن أنه قام بنقل سيرجي إلى عام 2006 . وهناك من يظن بأن الكاميرا هي من نقلت سيرجي وبأنها لم تكن إلا آلة زمن لأن سيرجي اختفى بعد التقاط الصور.

أما عن السفر عبر الزمن فهناك نظرية تُسمى تمدد الزمن ، أي أنه عندما تسافر في الفضاء بسرعة الضوء يسير بك الوقت ببطء على عكس الأرض ، أي اذا مرت عليك أيام و أنت في هذه الحال سوف يمر على الأرض سنوات ، و لكن لا أحد يفسر ما حصل لسيرجي الذي اختفى للمرة الثاني وترك خلفه تساؤلات و أدلة تثبت صحة القصة وتنفي النظريات المنطقية ، فهل إلى المستقبل ذهب أم عاد إلى الماضي ؟ الله وحده يعلم ..

أنتم ما تفسيركم لما حدث ؟.

شارك القصة مع اصدقائك

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك