ظاهرة الأطباق الطائرة المجهولة الهوية وقصص مشاهداتها ليست حديثة العهد، بل قديمة قدم التاريخ حيث أن هناك مخطوطات قديمة وصور على جدران معابد تعود إلى الحضارات القديمة، كالحضارة السومرية والفرعونية تصف مشاهدات أشبه لما نسميه اليوم بالأجسام الطائرة المجهولة الهوية( Unidentified flying object ). ورغم الغموض والشكوك التى تحيط بالظاهرة والجدل القائم بين الخبراء حول إمكانية وجودها من عدمه ، إلا أن عدد المشاهدات للأطباق الطائرة والاحتكاك بالكائنات الفضائية بدرجاته المختلفة في ازياد كبير جداً .
حوادث و مشاهدات الأطباق الطائرة يمكن تصنيفها إلى درجات أو أنواع ، فهناك مثلاً لقاءات قريبة من النوع الأول والثاني والثالث ، وقد تصل في أحيان كثيرة إلى أعلى درجاتها أو ما يسمى بالنوع الرابع والخامس
Close encounters of fourth and Fifth kind) . الخبراء والمهتمين بدارسة الاجسام الطائرة المجهولة الهوية( اليفولوجي) تبنوا هذه التصنيفات استناداً إلى درجة المواجهة أو اللقاء وربما الخطورة الناتجة منها أيضاً . الكم الكبير من المشاهدات للأجسام الطائرة والاحتكاك بالكائنات الفضائية الموثوقة في العصر الحديث التي تراوحت ما بين مشاهدات فردية أو جماعية ، والتي وصلت في العشرات منها إلى أقصى حالاتها متمثلة بالنوعين الرابع والخامس واللتين تشملان حالات الخطف أو الاتصال المباشر ، لم تستطع أن تخرج حكومات العالم وخاصة الدول الكبرى عن صمتها وتكتمها حول كل مايتعلق بهذه الظاهرة إلى زمن ليس ببعيد ، إلا أنه في السنوات القليلة الأخيرة وبدءاً من سنة 2007، شهدت الظاهرة نوعا من الانفتاح المحدود حولها من قبل حكومات الدول الكبرى وخاصة في ما يتعلق بالتكتم المعلوماتي الخاص بها والإفراج عن الملفات الموجودة لديها.
الحكومة الفرنسية بادرت في سنة 2007 بنشر الملفات الخاصة بتقصي الحقائق حول مشاهدات الأجسام الطائرة والتي كانت موجودة لدى وكالة الفضاء الفرنسية . الحكومةالبريطانية قامت بالكشف وإطلاق الملفات الخاصة بالظاهرة في 2017 حيث نشرت أيضاً وثائق تشير إلى تمويل الحكومة لمكاتب تحقيقات وجمع معلومات خاصة بأبحاث الأجسام الطائرة المجهولة الهوية وذلك ضمن برنامج دام حوالي ٥٠ سنة بدءاً من 1947 ، هذا بالإضافة للاهتمام الكبير للقوات الجوية الملكية بجمع المعلومات عن الأجسام الطائرة . الولايات المتحدة الأمريكية هي أيضاً بدأت وبشكل تدريجي بالإفراج عن كمية من الملفات الخاصة بالأجسام الطائرة في نهاية 2017 ، حيث أقرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) بوجود برنامج سري خاص بدراسة هذة الظاهرة.
القصص والمشاهدات المسجلة للأجسام الطائرة تتراوح في درجة غرابتها والغموض المحيط بها ولكن لدى معظمها نقاط مشتركة كثيرة وخاصة فيما يتعلق بطبيعة الحادثة والعوامل الزمانية و المكانية المحيطة بها ، هذا بالاضافة الى ووجود تشابه كبير في تفاصيل الحوادث.
قصة ما حدث في سماء مدينة نورمبيرج الواقعة في مقاطعة بافاريا الألمانية ليست مشابهة للحوادث الكثيرة المسجلة، بل هي أكثر من ذلك وربما الوحيدة و الفريدة من نوعها بين الحوادث الموثوقة.
فجر يوم الرابع عشر من أبريل 1561 ، استيقظ سكان مدينة نورمبيرج الألمانية على أصوات غريبة ودوي أشبه بالانفجار العنيف. اتجه الناس بانظارهم نحو السماء ، منظرمخيف يحيط بالشمس ، تعابير الرعب والقلق ظهرت جلية على وجوه أهل المدينة بعد مشاهدة المئات من الأجسام الطائرة وهي تحلق بسرع عالية في أجواء المدينة ، بعضها تتحرك على شكل أسراب وأخرى منفردة . أجسام طائرة بأشكال وتصاميم مختلفة ، بعضها كروية الشكل وبعضها الآخر اسطوانية وثالثة على شكل الصليب ، وبأحجام متفاوتة بحسب وصف شهود العيان . وجاء في الوصف أيضاً انطلاق أشعة بلون الدم من الأجسام الطائرة وجود دخان تتصاعد من على جوانب بعضها ودوي انفجارات نتيجة لسقوط عدد آخر منها و ارتطامها بالأرض ، كما أن هناك وصف لجسمين كبيرين على شكل هلال و جسم آخر ضخم جداً على شكل مثلث.
الوصف الأول للحادثة جاء في تقرير للصحفي الألماني هانز كلاسر( Hanns Glase
في ابريل1561 ، حيث قام بطبع تفاصيل الحادثة على لوحة خشبية
woodcut) صنعها بنفسه حيث وثق فيها شهادات شهود العيان وتفاصيل أخرى عن الحادثة ، كما قامت الصحيفة المحلية في المدينة( Nuremberg Gazette) بتوثيق الحادثة استناداً على تقرير هانز كلاسر وشهادات سكان المدينة . جميع الوثائق المتعلقة بهذة الحادثة ومن ضمنها لوحة كلاسر موجودة و محفوظةحتى الوقت الحاضر في المكتبة المركزية في زيورخ سويسرا.
ما جاء في تقرير هانز ووصفه لتفاصيل الحادثة ، تشير إلى أن الذي حدث في سماء مدينة نورمبرج كان صراعاً من نوع ما بين قوتين ربما ينتميان لعوالم أخرى. لو أخذنا بعين الاعتبار أن الناس في القرن السادس العشر لم يكن لديها دراية بمفهوم وتكنولوجيا الطيران ، نرى أن وصف الناس وكما جاء في تقرير الصحفي هانز كلاسر ، لأشكال الأجسام الطائرة مقاربة لمواصفات وتصاميم الأجسام الطائرة المسجلة في العصر الحديث .
التفاصيل المسجلة لما حدث في نورمبيرج يعتبر من أحسن التوثيقات لظاهرة الأجسام الطائرة حسب اعتقاد الكثير من خبراء والمهتمين في مجال اليوفولوجي. .
حادثة نورمبيرج لا يمكن تصنيفها كحادثة عادية من مسلسل حوادث أو مشاهدات الأجسام الطائرة ، فهي لها خصوصيتها كونها تنقل تفاصيل شبه دقيقة عن أجسام طائرة وبأعداد كبيرة في حالة حرب وصراع فيما بينها ، فهي ربما تكون أول وصف مكتوب لمعركة جوية بين الأجسام الطائرة في التاريخ الحديث.
لاتنسى:
شارك القصة مع اصدقائك او في مجموعة مكتبة القصص العالمية على الفيسبوك