بات جلياً وواضحاً أننا نعيش فترة مضطربة هائجة إلى حد ما من حيث تذبذب الكواكب. ومنذ عام مضى بدأنا نشعر بهذه الذبذبات التي اخذت تطفو إلى السطح والتي يمكن بطبيعتها أن تكون سلبية و ايجابية على حد سواء .
وأما بالنسبة للمشاعر والأحاسيس التي يمكن ان تنتاب ممن سيحظون فرصة العيش في هذا البعد فهو الشعور بالغثيان والتعب وعدم الرغبة في تناول الطعام وما نحو ذلك من مؤثرات يمكن ان تسبق الإنتقال للعالم الجديد.
من الأفضل لنا أن نبقى على استعداد لتغيير مرتقب ووشيك لهذه الطاقة التي شرعت تدخل إلينا شيئاً فشيئاً منذ قرابة عامين، لذا إذا كنت واحداً من هؤلاء الذين سيمرون بهذا البعد ويشعرون بهذه الأحاسيس فأعتبر نفسك مميزاً فعلاً .
يمكن القول أن حساسيتنا تتزايد والناس الذين هم على المستوى الطبيعي يعملون لاشعورياً لدخول البعد الخامس. وهذا يعني إننا سنتمكن من مواصلة حياتنا الحالية وحياة التناسخات والتجسيدات المستقبلية التي سنعيشها على الأرض.
في الحياة الأرضية الجديدة لن نكابد المزيد من الألم والمعاناة التي اعتدنا عليها في عالمنا إذ ان كل شيئ سيكون أخف وزناً ولن نأكل سوى حاجتنا فقط وذلك بسبب شعورنا بشبع واضح .
ان السبب في هذا التغيير الذبذبي ليس لغاية سوى ان يدرك البشر ان الحياة أكثر بكثير من الألم والمعاناة .
ما هو البعد الخامس؟ ..
لعل الموضوع اعلاه اشعل جذوة الامل في قلوب بعض الأحبة في امكانية الانتقال إلى بعد آخر حيث لا ألم ولا هموم ولا هم يحزنون ، لكن الخبر للأسف لم يوضح ما المقصود بالبعد الخامس ، كيف ، وعلى أي أساس ، سيتم انتقالنا إلى هناك ، ولماذا ثلث البشرية فقط هم من سينجحون بالوصول ؟..
هذا الأمر جعلني أكتب هذا الهامش الطويل لتوضيح الأمور وإزالة الغوامض ، خصوصا وانا موقن بأن معظم قرائنا الكرام لم يسمعوا قبلا عن شيء أسمه البعد الخامس .. لذا أسمحوا لي أن أفتح امامكم هذه النافذة الجديدة على مستوى الروحانيات والعلوم.
بداية أود أن أقول أن البعد الخامس ، المشار إليه في الخبر أعلاه ، هو البعد الخامس الروحي وليس المادي ، وأنا سأحدثكم عن النوعين ..
البعد الخامس الروحي هو مستوى من الوعي يمكن الوصول إليه من خلال النقاء الروحي والوعي والادراك الكامل للذات والتجرد من قيود هذا العالم المادي .. من جشع وكراهية وحسد وغرور الخ ..
طيب ما هي أوصاف هذا البعد الخامس ؟ ..
هو عالم آخر تتمثل فيه كل معاني الجمال والكمال والصفاء والنور ..
كل شيء هناك رائع وواضح كما لم تره قبلا ..
السماء والشمس والافلاك مختلفة وقريبة تلامس روحك ..
الحيوانات تشع نورا ومحبة .. والطعام نباتي ..
لا جوع .. جميع الثمار متوفرة ودون أن تنضب ..
الماء رقراق لا يروي الظمأ فقط .. بل يسقي الروح والوجدان أيضا ..
الزمان ليس له معنى .. ولا المكان .. كل شيء مفتوح ..
بأمكانك الانتقال إلى أي زمان ومكان تشاء ..
لا معاناة .. لا ألم .. لا حسرة .. فقط محبة وسكينة وسلام ..
لا كلام .. كل شيء بالتخاطر .. ولا فرق بين الحلم والحقيقة ..
هذا جانب صغير فقط من عالم البعد الخامس ، ولمعرفة المزبد يمكنك أن تزور المواقع الروحانية المهتمة به لتتعرف على ذاك العالم الرائع بالتفصيل وكيفية الوصول إليه والتواصل مع كائنات نورانية تعيش في تلك الابعاد العليا ..
هل البعد الخامس له علاقة بالأسقاط النجمي ؟
الاسقاط النجمي له علاقة بالبعد الرابع ، هو تجربة مختلفة تماما ، تسبق وصولنا إلى البعد الخامس ..
في أي بعد توجد البشرية الآن ؟
في البعد الثالث والرابع .. وبحسب الروحانيون فأننا على وشك دخول البعد الخامس.
هل البعد الخامس الروحي هو نفسه البعد الخامس الفيزيائي ؟
كلا ، بالنسبة للروحانيون فأن الابعاد الفيزيائية لا تعني شيء ، العلماء الماديون يقيسون الابعاد بالمسافات والكتلة والجاذبية الخ .. اما الابعاد الروحانية فهي مستويات وعي وادراك ..
طيب ما هو البعد الخامس الفيزيائي ؟ ..
لكي نفهم البعد الخامس علينا أن نفهم اولا ما هي الابعاد الفيزيائية التي تحكم عالمنا .. والكلام هنا موجه لمن ليس لديهم أي فكرة عن الموضوع ، لذلك سأحاول تبسيط الامر إلى أقصى حد ..
البعد الأول : يمكنك تصوره على أنه خط يمتد على مد البصر .. أي أنه يمتلك بعد طولي فقط.
البعد الثاني : يمكنك تصوره على أنه مربع مرسوم على الأرض بالطبشور .. أي له طول وعرض فقط.
البعد الثالث : يمكنك تخيله على أنه مكعب .. له طول وعرض وأرتفاع ، شيء مجسم ، هو كأفلام الكارتون او الانميشن الحديثة ثلاثية الابعاد (3D) عند مقارنتها بافلام الكارتون القديمة ثنائية الابعاد (2D).
البعد الرابع : المفترض أنه الزمن ، ربما لا يمكنك رؤيته مثل بقية الابعاد ، أي الطول والعرض والارتفاع ، لكنك تشعر به حتما ، وهو مهم لتحديد موقعك في هذا الوجود (هناك اختلاف بين الفيزيائيين حوله لأنه نسبي على عكس الابعاد الاخرى).
طيب ما هو البعد الخامس ؟ .. من الناحية النظرية هو كل الابعاد آنفة الذكر لكن بشكل غير مقيد ، أي يمكنك ان تنتقل عبر هذه الابعاد في جميع الاحتمالات والاتجاهات ، بالموجب والسالب ، يمينا ويسارا ..
مثلا ، وبحسب الفرضيات ، يمكنك في البعد الخامس التنقل عبر الزمن ما بين الحاضر والماضي والمستقبل جيئة وذهابا .. طبعا هذا شيء يصعب تخيله وادراكه .. تصور نفسك واقف فوق تل عال وبأمكانك ان ترى كل شيء .. لا شيء محجوب عنك ، كل اللحظات والاحتمالات والابعاد مفتوحة امامك .. حتى حياتك .. يمكنك مشاهدتها والتنقل بين مراحلها وكأنك تستعرض فيلم سينمائي! ..
قد يبدو الأمر أغرب من الخيال نفسه ، لكن ثق عزيزي القارئ أني هنا أتكلم عن علم وليس أسطورة أو خرافة ، عن نظريات وضعتها بين ايدينا بعض أعظم وأذكى العقول التي عرفها هذا الكوكب ..
ولكي أوضح الصورة أمامك أكثر ، أسمح لي أن اضرب لك المثال التالي :
هب بأنك جالس على كرسي داخل حجرة فيها أربع نوافذ مفتوحة ، واحدة إلى يسارك ، والأخرى إلى يمينك ، وثالثة أمامك ورابعة خلفك .. والحجرة مؤثثة ..
فلو سألتك مثلا هل ترى الصورة المعلقة على الجدار؟ .. ستجيب حتما بنعم .. لأنها تقبع أمامك .. ولو سألتك هل ترى المروحة المتدلية من السقف ؟ .. أيضا ستقول نعم ..
وعليه فنحن هنا نتكلم عن عالم ثلاثي الابعاد ، كل شيء بالنسبة لك قائم على أساس الطول والعرض والأرتفاع .. وهذا البعد الثالث هو البعد الذي يعيش فيه البشر اليوم ..
طيب دعنا نفترض ، أنه أثناء جلوسك في تلك الحجرة ، قفز قط من الشباك الذي إلى يسارك داخلا الحجرة ، فأزعجك دخوله وصحت فيه ، مما أفزعه وجعله يفر من الحجرة قافزا عبر الشباك الذي إلى يمينك ..
المسافة التي قطعها القط داخل الحجرة تنحصر ما بين الشباك الأيسر والأيمن .. ولنفترض أنها 10 خطوات ..
أنت طبعا رأيت القط وهو يخطو جميع تلك الخطوات .. بمعنى أني لو سألتك أين القط الآن ؟ .. فربما اجبتني أنه يقف بجوار الشباك الأيسر ، أو أصبح الآن وسط الحجرة ، أو وصل إلى الشباك الأيمن ، بمعنى آخر أنت لا تستطيع رؤية القط سوى في مكان واحد ، وهذا أمر منطقي ، فانت تستطيع رؤية حركة القط حسب التسلسل الزمني .. خطوة أثر خطوة ..
الآن دعنا نفترض أنك دخلت البعد الرابع ، فكيف سترى القط ؟ ..
سترى القط وهو يخطو جميع خطواته مرة واحدة ، بمعنى آخر أنك ستراه في 10 اماكن بنفس الوقت ، ستراه في الخطوة الأولى .. وستراه في الثانية والثالثة .. وصولا الى العاشرة .. سترى كل ذلك دفعة واحدة! ..
رجاءا لا تقل لي مستحيل ، ولا تصرخ بي قائلا هذا محض جنون ، أعلم ذلك ، لكن تذكر أننا نتكلم هنا عن علم ، ليس عن خيال أو واحدة من قصص الرعب تلك التي أكتبها من حين لآخر ثم أجلس أضحك عليها!! ..
طيب إذا كان هذا الجنون في البعد الرابع ؟ .. فماذا سيحدث بربك في البعد الخامس ؟! ..
أولا رجاء أمسك أعصابك .. ثانيا أرجوا منك أن تعود لتجلس على الكرسي داخل تلك الحجرة العجيبة .. والآن خذ نفسا عميقا وانظر إلى النوافذ ، لقد ظهرت أربع قطط دفعة واحدة ، كل منها دخل من نافذة وخرج من أخرى ..
الآن أنت في البعد الخامس .. ماذا سترى ؟ ..
دعني أصدمك! .. انت لست فقط سترى القطط في جميع خطواتها اثناء قطعها المسافة من شباك لآخر ، بل سترى أيضا جميع الاحتمالات ..
ما معنى ذلك ؟ ..
بمعنى لو فرضنا ان القط الأول وبدلا من أن يخطو عشر خطوات ما بين الشباكين ، قرر فجأة أن يختصر المسافة فيقفز عند الخطوة الخامسة إلى طاولة في وسط الحجرة ومنها مباشرة إلى النافذة .. أو أنه قرر أن يعود ادراجه فيخرج من الشباك الذي دخل منه ..
في البعد الخامس أنت سترى جميع هذه الاحتمالات .. وبغض النظر عن حدوثها أم لا! .. الحجاب مرفوع عنك الآن.. أنت لن ترى الحقيقة الماثلة فقط .. بل سترى جميع الحقائق البديلة أيضا! ..
سيكون بامكانك التلاعب بالزمن كما تشاء ، كأنها حبات مسبحة تتلاعب بها اصابعك ، سيكون بأمكانك ان تذهب إلى المستقبل ، وأن تعود إلى الماضي ، وأن ترى حياتك بأسرها أمام ناظريك ، وترى أيضا جميع الاحتمالات للقرارات المختلفة التي اتخذتها في حياتك! ..
....
رجاءا لا تقلها عزيزي القارئ .. أعلم .. وأتفق معك تماما .. أن هذا هراء ..
لكنه هراء مدجج بمعادلات الفيزياء والرياضيات العليا! ..
هل هناك ابعاد اخرى غير الخامس ؟ .. نعم هناك بعد سادس وسابع وحتى حادي عشر! ، وقد تطرقنا لبعضها في مقالات سابقة عن العوالم المتعددة والمتداخلة .. بصراحة هذه الامور يتعسر شرحها ، تتطلب مصادر كثيرة ، وشخص ملم بالفيزياء الحديثة وقوانين النسبية ..
المصدر موقع كابوس