سار خالد إلى الأبله ، في شهر محرم عام 12 هجريًا ، الموافق أواخر مارس عام 633م ، وعندما اقترب من مشارفها ، كتب إلى حاكمها هرمز يدعوه إلى إحدى الخصال الثلاث : الإسلام أو الجزية أو الحرب.
استيفاء خالد للأركان الشرعية : وهو بهذا يستوفي ركنين شرعيين : الأول أداء واجب الدعوة قبل الحرب ، والثاني إعلان الحرب في حال الرفض ، بالإضافة إلى إحداث أثر نفسي ، بإلقاء الرعب في قلب عدوه بما اشتمل عليه الكتاب من تهديد ووعيد .
خالد وخطته العسكرية لدخول العراق : رسم خالد خطته العسكرية على أساس ، دخول العراق من أربعة محاور ، على أن تلتقي الفرق العسكرية الأربعة في الحفير ، والحفير هي أول منزل من البصرة لمن يريد مكة ، وعندما علم هرمز بزحف المسلمين ، تصرف على محورين ! هرمز ورد فعله على الزحف الإسلامي : فتصرف هرمز على محورين ، المحور الأول : كتب إلى الإمبراطور قباذ الثاني شيرويه ، وإلى أردشير بن شيرويه ، يخبرهما بالوضع الميداني المستجد ، والمحور الثاني : عبّأ قواته ، وزحف بها إلى الحفيز ، للاصطدام بالمسلمين .
تغير خالد لخطته العسكرية و لحاق هرمز به : لكن هرمز لم يحظى بالجيش الإسلامي ، لأن خالدًا غير بعض جزئيات من خطته العسكرية ، لأسباب تكتيكية ، وتوجه إلى كاظمة ، وكاظمة هي على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة ، بينها وبين البصرة مرحلتان .
معركة ذات السلاسل : لحق هرمز خالد والجيش الإسلامي في كاظمة ، فلحقه هرمز إلى هناك ، واصطدم به بعد أن ربط جنوده بسلاسل ، خشية الفرار ، فبارزه خالد وقتله ، وتعرض جيشه للهزيمة ، وفرّت فلوله ، فطاردهم المثنى ، وانتقل خالد بعد المعركة إلى منطقة البصرة ، ونزل من موقعها ، وسيطر على الخريبة ، وهي من مسالح الفرس .
رد فعل القيمون على الحكم في العراق على انتصار الجيش الإسلامي : بعد أن انتصر جيش المسلمين انتصارًا باهر على الجيش الفارسي ، في معركة ذات السلاسل ، وقد وصلت أنباء انتصار المسلمين على الجيش الفارسي في كاظمة ، وقد أدرك القيمون على الحكم مدى تأثير ذلك سلبيًا على وضعهم في العراق ، وقد علموا أنهم إن لم يتحركوا فورًا لوقف الجيش الإسلامي ، فإن عاصمتهم تصبح مهددة ، لذلك قرروا متابعة القتال ، ضد زحف الجيش الإسلامي في العراق .