فجع العرب الموالون للفرس بكثير من رجالهم ، في معركة الولجة ، فتنادوا للثأر ، وطلبوا من الفرس مساعدة عاجلة ، وعسكروا في أُليس بقيادة عبد الأسود العجلي ، وأليس هي قرية من قرى الأنبار في أول أرض العراق من ناحية البادية .
التعسكر في أليس وانتظار الإمدادات من الإمبراطور : وانضم إليهم بعض الفرس ممن وجدوا في المنطقة ، وانتظروا قدوم الجيش الفارسي الذي وعدوهم به الإمبراطور ، والواقع أن أردشير أمر بهمن جاذويه بالتوجه إلى أليس ، لمساعدة من اجتمع فيها من الفرس والعرب ، وأمده بقوة إضافية بقيادة جابان .
التخطيط العسكري لبهمن جاذويه ضد المسلمين : أدرك بهمن جاذويه صعوبة الموقف العسكري ، وخطورته ، فتصرف على محورين هما : الأول عيّن جابان قائد للجيش ، وأمره بالتقدم إلى أليس ، وأوصاه بعدم الدخول في معركة المسلمين ، حتى يلحق به إلا إذ بدؤوه هم بالقتال ، والثاني : غادر المنطقة وتوجه إلى المدائن ، لإجراء مباحثات مع أركان الحكم ، لوضع خطة عسكرية شاملة لوقف زحف المسلمين .
مواجة جابان لجيش المسلمين منفردًا : ولما وصل إلى العاصمة الفارسية وجد الإمبراطور مريضًا ، فأقام بجانبه ، وترك جابان يواجه قوة المسلمين وحده منفردًا .
معركة أليس : وصل جابان في غضون ذلك إلى أليس ، وسبق خالدا إليها ، فعسكر فيها ينتظر قدومه ، كان خالد في طريقه إلى أليس لمقاتلة من تجمع فيها من العرب ، ولم يكن يعلم شيئًا عن وصول جابان إليها ، ففوجئ بالأعداد الضخمة من المقاتلين .
انتصار جيش المسلمين في معركة أليس : وكان الجنود الفرس يتناولون الطعام ، فاستغل هذه الفرصة وقرّر الدخول في معركة فورًا ، كي لا يدع لخصمه مجالاً للتفكير ورد الفعل السريع ، وفعلاً التحم الجيشان في رحى معركة ضارية انتهت بانتصار المسلمين ، وتكبدت قوى التحالف سبعين ألف قتيل ، وجرت المعركة في 25 صفر عام 12 هجريا ، والموافق 11 مايو 633م .
فتح أمغيشيا : كانت أمغيشيا مصرًا كبيرًا كالحيرة ، وأمغيشيا هي موضع بالعراق ينتهي إليها فرات بادقلي ، وكانت أليس من مساحلها ، لم تحدث فيها معركة ، ولم يقع فيها قتال ، إنما كانت فيئا بغير قتال ، ذلك أن خالدًا أتي البلدة بعد أن فرغ من أليس ، وقد غادرها سكانها متفرقين في السواد لعدم توفر المقاتلين ، وإمكانات الصمود ، فدخلها المسلمون واستولوا على ما فيها من أموال وأثاث وخيول ، وكان ذلك في 28 صفر عام 12 هجريًا ، الموافق 12 مايو عام 633م .