عندما بلغت أخبار هزيمة الجيش البيزنطي في فحل
بيسان
مسامع هرقل ، عقد مجلسًا عسكريًا ضمّ معظم قادته للتشاور ، ووفد عليه أثناء الاجتماع وفد من الأهل قيسارية ، وإيلياء (بيت المقدس
، يخبرونه بتمسكهم بأمره ، وبإقامتهم على طاعته وبخلافهم للمسلمين ، وكراهيتهم لهم .
الخطة العسكرية التي وضعها هرقل : وطلبوا من هرقل المدد والمساعدة ، فقرر هرقل حينئذ أن يستمر في الحرب ضد المسلمين ، وأرسل جيشين لوقف الزحف الإسلامي إلى دمشق ، وحماية حمص ، وعيّن عليهما اثنين من خيرة قادته ، هما توذر ، و شنس وقد سارا في طريقين منفصلين .
أبو عبيدة وخطة المسلمين : وصل الأول إلى مرج دمشق وغربها وعسكر هناك ، في حين عسكر الثاني في مرج الروم ، وكان أبو عبيدة قد وصل إلى مرج دمشق ، في طريقه إليها قادمًا من فحل (بيسان
، فقسّم جيشه إلى قسمين ، قاد هو القسم الأول على أن يصطدم بجيش شنس ، وعين خالد بن الوليد على القسم الثاني ، على أن يصطدم بتوذر .
الخطة العسكرية لفك الحصار : وعندما وصل خالد بن الوليد إلى مكان جيش تودز ، لم يجده ، إذ كان قد غادر المكان تحت جنح الظلام ، ويبدو أن هذا الانسحاب كان وفق خطة عسكرية مبيتّه ، تقضي بأن ينهمك المسلمون بقتال جيش شنس ، في مرج الروم ، في الوقت الذي ينطلق فيه جيش توذر ، إلى دمشق لفك الحصار عنها .
ذكاء خالد بن الوليد وكشف خطة هرقل : فطن خالد بن الوليد لهذه الخطة ، فطلب من أبي عبيدة أن يسمح له بمطاردة تودز ، الذي كان يتقدم مسرعًا على طريق دمشق ، ليباغت القوة الإسلامية هناك بقيادة يزيد بن أبي سفيان ، وعندما علم هذا الأخير باقتراب القوات البيزنطية ، استعد للقائها ، واشتبك معها .
انتصار خالد بن الوليد على توذر وقتله : وصل خالد بن الوليد والمعركة دائرة ، فوقع الجيش البيزنطي بين فكي الكماشة ، ودارت الدائرة على أفراده ، وقتل خالد بن الوليد توذر ، وغنم المسلمون دوابهم وركائبهم وأدواتهم وثيابهم .
انتصار المسلمين في معركة مرج الروم : عاد يزيد بن أبي سفيان بعد انتهاء المعركة إلى دمشق ، ليستأنف حصارها ، في حين عاد خالد بن الوليد إلى أبي عبيدة ، فألقاه قد اشتبك مع جيش شنس بمرج الروم ، وانتصر عليه ، وقتل شنس وفرّ من نجا إلى حمص ، فطاردهم أبو عبيدة .