قصة تلميذ قال لأستاذه يا أبي فغيرت

---

يحكى لنا استاذ الرياضيات أغرب قصة وقعت له

يروي لنا أنه كان يتجول بين تلاميذه وكان يصحح لهم دفاترهم

ويروي انه لما انتهى من التصحيح كان يحمل مسباحه دائماً

و يضعها في جيبه

احسى بالمسبحة التي يحميلها جيبه تتحرك

التفت الاستاذ ونظر لخلفه

فوجد تلميذاً مايزال صغيراً يلعب بالسبحة ويبتسم في وجه الاستاذ

أخرج الاستاذ المسبحة من جيبه ووضعها على الطاولة

وتابع شرح الحصة

وبعدها طلبت من التلاميذ أن يستعدوا لوقت الاستراحة

واذا به يرى التلميذ الصغير يشد المسبحة بين يديه بقوة ثم يشمها رن جرس المدرسة وخرج التلاميذ وبقي الصغير جالساً في مكانه

يقول الاستاذ شغلتني ظروف هذا الصغير فقد احسست بأنه يفتقد شيئاً عزيزاً أو شغل باله شيء يستدعي القلق

وهو يقول لنا انه عندما لاحظ التلميذ أنني لا زلت في القسم

فتوجه نحوي وهو يقول لي أبي .... عفواً " معلمي مسبحتك "

اعطيته يدي لآخذ منه المسبحة عندها قال لي التلميذ أنا أحبك بشدة يا أستاذ

واستعجل للخروج من القسم

عندما خرج من القسم بدأت أفكر في طريقة تعامله وماهو سبب هذه التصرفات

وفضولي يدفعني لمعرفة السبب او المشاكل ورائها

توجهت الى مكتب السيد المدير وسألته عن ملفات هذا التلميذ

وبعد دقائق مد لي السيد المدير ملفاته وأثناء قرائتي لها

فهمت أن هذا التلميذ قد فقد أباه قبل أن ينطلق الموسم الدراسي الجديد بعشرة ايام

وأنه أرادني ان اخلف له والده

وبالفعل وافقت بدور الأب وكنت اتكلف بشراء الكتب واللوازم المدرسية له وبدأت احفزه في دروسه

واوصي اساتذة المواد الاخرى عنه والاهتمام به

والتلميذ يردد دائماً لأستاذه بمناداته يا أبي فغيرت هذه الكلمة الكثير وفي يوم من الايام قال ان أحد زملائه في الصف ضربه فتوجه لغرفة الاساتذة يبكي وهو يبحث علي

وعندما عثر علي اخبرني ان تلميذاً تعدى عليه وضربه وكانوا في تلك الحصة عند مادة الفرنسية

يقول انه سرق له بعض الادوات وضربه

وتوجهت بصحبته لأرى هذا التلميذ

وعندما وصلنا للتلميذ لم يجد مايقول دنا راسه وارجع الادوات للتلميذ الصغير

وطلب منه ان يسامحه

وبالفعل سامحه

صغيري الان يدرس في السنة الرابعة في جامعة ابن زهور

لقد درس حسن التربية بأفضل الطرق التي لم ادرسها

لقد جعلني أجسدها بالفعل

لقد غير حياتي كلها وجعلني أهتم بتلاميذي كما أهتم بأولادي

شكراً لك يا حسن لن انساك