قصة الانتقام البشع

منذ #قصص قصيرة

كانت لورا فتاة ذات قدر من الجمال والجاذبية وتعرفت بجوش, وذهبا في إحدى الأيام إلى كوخ جوش، وعندما وصلا تناول معطفها وذهب ليقوم بتعليقه وهو ينظر إليها بنظرات مملوءة بالحب وهو يقول لها لقد صرنا هنا، تبادلوا الإبتسام والنظرات المملوؤة بالحب والهيام.

أخذ بيدها إلى الداخل وهو يسألها عما تود شربه فإختارت النبيذ، فإحتضنها بكل الحنان والحب، وأخبرها كم إنها مختلفة ولا يوجد مثلها ممن عرفهن، وإبتسم لها ثم توجه إلى المطبخ حتى يعد الشراب.

جلست لورا وبدأت في متابعته حتى غاب في المطبخ وكم كانت نظراتها يبدو فيها الإهتمام وهي تتذكر مدة تعارفها والتي كانت خمسة أشهر، وكم كان يظهر لها الإهتمام والحب حتى إنها أحست أنه يحبها جدياً، وكم جعلها تشعر بالسعادة حيث أنها قد وجدت أخيراً من يحبها ويهتم لها ويحيطها بالرعاية والحنان والإهتمام ويملئ حياتها.

بينما هي جالسة على الأريكة وصل إلى أذنيها صوت وقوع بعض الأشياء في المطبخ فقامت لتذهب إلى المطبخ، إلا إنها سمعت صوت ضحكات جوش فلم تقلق من تلك الأصوات وعادت إلى جلستها وهي تطيل النظر فيما حولها وتتأمله بإهتمام.

وصل إلى مسامعها صوت يبدو بعيدًا أو ضعيفاً، يبدو كما لوكان صوت سلاسل معدنية، فإنتبهت وإسترقت السمع ربما تكرر الصوت حتى تتأكد مما سمعت، وبالفعل سمعت الصوت مرة أخرى إلا إنه هذه المرة كان يبدو واضحاً جلياً ومميزاً مما ساعدها على أن تحدد بدقة من أين يأتي هذا الصوت، إذ كان الصوت آتياً من دولاب صغير خلفها، تأكدت أولاً بأن جوش لم ينتبه للصوت وأنه مازال منشغلاً في المطبخ، وذهبت بعدها ناحية الدولاب مع مراعات ألا يشعر بها جوش وبما تقوم به.

وصلت لورا إلى الدولاب و كان مغلق بإحكام إلا أن لورا من الفتيات ذوات القوة البدنية، قامت بلف المقبض وفتحت الدولاب وعندما فتحته كانت تنبعث منه رائحة غريبة وغير مألوفة، ورغم ما يكتظ به الدولاب من ملابس معلقة إلا إنها رأت أنه يوجد خلف الملابس باب من الخشب تبدو عليه علامات الزمن كما كان الباب مفتوح مما ساعدها على أن ترى أنه يوجد خلفه سلم قديم من الحجر، كما أن صوت السلاسل أصبح أعلى.

إسترقت لورا النظر ناحية المطبخ مرة أخرى لتضمن أن جوش لم ينتبه وأنه مازال منشغلًا، وإتخذت قرارها بالدخول رغم كل ما كان يعتمل به صدرها من خرف إلا إنها أدارت مفتاح النور ونزلت إلى القبو بهدوء، وكلما تقدمت إزداد صوت السلاسل المعدنية وضوحاً، وعندما أنتهت لورا من نزول السلم ظلت واقفة وهي مرتعبة وتنظر لما يوجد في المكان، حيث كان الحائط المواجه لها مثبت به عدد من السلاسل التي قيدت بها أربعة نساء، وكم كان من الواضح أنهن تعرضن للكثير من التعذيب مما كان يبدوا على أجسادهن من جروح في أماكن كثيرة، ومن الواضح أنه تم تقييدهم منذ مدة كبيرة إذ إن الدماء على الجروح كانت قد جفت، وكم تمنت وقتها ألا تكن أموات، وفي خضم تلك الأفكار والمشاعر التي تتقاذفها إنتبهت لورا على أن إحداهن كانت تتحرك بالفعل وإن كانت حركة ضعيفة وكان صوت السلاسل الذي سمعته يصدر من حركتها الضعيفة تلك.

نظرت لورا بتمعن أكثر و كم زاد رعبها وهلعها عندما لاحظت وشم الطائر الطنان الذي رسم على يد الفتاة المعلقة، إذ أن أختها المختفية كانت تمتلك نفس الوشم في نفس المكان، وفي خضم مفاجأة هذا الإكتشاف جاء صوت من خلفها يخبرها لهذا أخبرتك بانك لست كأي واحدة ممن عرفتهن لأنك الأغبى بينهن.

كان رد فعل لورا سريع إذ لم تستسلم للمفاجاة فضربته بمرفقها في أنفه مما جعله يبتر كلامه فتراجع مع قوة الضربة إلى الوراء و إختل توازنه ووعيه لبضعة ثواني سقط خلالها، وكان هذا التراجع والإختلال مجال كافي للورا حتى تجري ناحية شاكوش قد لاحظت أنه يوجد بين الأدوات التي كان يستخدمها جوش في التعذيب، فامسكت به وإستدارت ناحية جوش وبكل ما أوتيت من قوة قامت بضرب رأسه بالشاكوش.

كانت لورا تقف فوق الجسد الممدد على الأرض و من فرط الإنفعال والجهد كانت تتنفس بصعوبة، إلا أن هذا لم يمنعها من تكرار ضربه مرة وأخرى وأخرى وأخرى بمنتهى القوة ومع قوة الضربات إستطاعت أن تسمع صوت عظام جمجمته وهي تتكسر، رغم كل ما قامت به لورا إلا أنها كانت مازلت تستشيط غضباً منه.

شعرت لورا بالإشمئزاز مما حدث، فألقت بالشاكوش بعيداً وظلت تسمع صوت تكسر عظام جمجمة جوش، ولكن مع قوة عضبها أمسكت جمجمته وظلت تضربها بالأرض وهي في حالة من الهياج الشديد وهي تحدثه كيف إستطعت التمثيل والتظاهر طول كل هذه المدة التي عرفنا بعضنا فيها كم أنت وغد، خمسة اشهر وأنا اتحملك بكل ما فيك من ثقل ظل وسخافة.

بدأت لورا تهدأ وتتنفس بشكل منتظم مع محاولة السيطرة على أعصابها، فرغم ما توصلت إليه إلا إنها مازلت لا تصدق إنها إستطاعت التوصل إلى الغرفة وأنها وجدت بها أحد, فمنذ البداية كانت فقط تسعى إلى الحصول على معلومات يمكن أن تكون طرف خيط للوصول إلى ما تبحث عنه، ثم قامت بسحب جوش إلى جوار الحائط و ربطته بالسلسلة المتبقية في الحائط وعلقته وتلك السلسلة التي كانت معدة لها في الاصل، ثم ذهبت إلى الفتاة الواعية ونادتها ميراندا.

ميراندا هي أخت لورا وقد أختفت منذ ما يقرب من العام ومع عدم وجود أدلة تكفي لمتابعة التحقيق بجدية لم تنل الإهتمام بالبحث والتدقيق، إلا إن من تأثر بالحادث هم أهل ميراندا الذين توقفت حياتهم مع خسارة إبنتهم، هنا قررت لورا أن تبحث بنفسها وأن تجد أدله كافية للبحث في قضية ميراندا.

بدأت عملية البحث من خلال البريد الإلكتروني لميراندي حيث بحثت إلى أن توصلت لكلمة السر الخاص به، ومن تفصحه إكتشفت أن ميراندا كانت قد أخفت بعض المحادثات مع شخص ما لم تكن لورا على علم به، وكانت محادثاتهم تتم على إحدى مواقع المواعدة.

توصلت لورا إلى حساب هذا الشخص، وبالبحث عرفت ما يحبه، ثم قامت بعمل حساب لها وبدأت تراسله حتى أنها في البداية طاردته إلى أن إستجاب لها وتحدث معها ثم بدأت المواعدة بينهما والمقابلات، بالطبع إستخدمت إسم غير إسمها الحقيقي و كانت دائماً ما تغير شكلها حتى لا يلاحظ أي شبه بينها وبين ميراندا.

قامت لورا بتحرير الفتاة التي كانت واهنة جداً وضعيفة نظراً لأنها معلقة وتعرضت للتعذيب والحرمان من الطعام الكافي فكانت تعاني من سوء التغذية، إلا إن كل ما كان يهم لورا أن الفتاة مازالت على قيد الحياة، أحاطتها لورا بين ذراعيها وأخبرتها بأن كل شيء إنتهى وانها ستكون بخير فأنا بجوارك أنا إختك.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك