دارت تلك القصة في بداية التسعينات وتحديدًا في عام 1992 وكان صاحب القصة يبلغ وقتها ست سنوات، كان يعيش في أسرة عادية و كان له أخ توأم وكانا يعيشان حياة طبيعية كأي اخوين في أي أسرة هناك أوقات من الصفو وأوقات تسودها المشاحنات وكانت تلك الأوقات عادة ما تنتهي ببعض الإصابات البسيطة كخدش أو كدمة، إلا إنه في أحد لأيام جاءت الجدة للزيارة ومن هنا بدأ كل شيء في التغير.
وصلت جدتي إلى المنزل وبدأت تشكو من المنزل الذي نقيم به، إذ إنها كانت تشعر بأن هناك شيء ما ليس طبيعيًا فيما يخص المنزل، فجدتي كانت من أولائك الذين يمتلكون قدرة عالية على الاستشعار لما يدور حولها مما لا نشعر نحن به، وكانت تخبر أبي بأنها تسمع أصوات وخطوات ثقيلة داخل الغرف الفارغة كما أنها تسمع كما لو كان هناك من يخدش الحوائط،
حتى أنها كانت تستيقظ من نومها عندما تقوم بعض الأيادي الشريرة بشد شعرها والإمساك بيدها أو أرجلها عندما تنام، كانت دائماً ما تطلب من والدي أن يبيعا هذا المنزل وإلا أصابتنا اللعنة واستمرت تلاحقنا، وكان أبي يشعر بالضيق من هذه الكلمات ويرى أنها قد كبرت وبدأت تخرف.
قررت جدتي الرحيل عندما لم تجد من يصغي إليها وجمعت ملابسها واستعدت للرحيل وعندما وصلت إلى باب المنزل توقفت ونظرت إلينا وقالت بنبرة مملوءة بالجد والعزم احتاطوا لأنفسكم وصلوا وكونوا قريبين لله فلا يوجد ما يمكن ان يحميكم الآن إلا هذا.
كم سخرنا في هذا اليوم وضحكنا على ما كانت تقوله جدتي، و وبعد مرور مدة أسبوعين من رحيلها نتذكر ما قالته جدتي فكنا نسخر من الشياطين التي حكت عنها و نسهر ونستنفذها ربما تظهر لنا، تذكرنا كلام جدتي في أن الشيطان يمكن أن يتمثل في قطة الجيران فقمنا بضربها وكم استمتعنا بما كنا نقوم به.
استمرت الحياة بشكل طبيعي إلى أن مر حوالي الشهرين وهنا بدأت تراودنا الكوابيس و الأحلام المزعجة، بشكل متقطع ولكنها كثيرة وكانت الكوابيس مخيفة جدًا حد الرعب وكنت أحلم أنا وأخي بنفس الكوابيس و بأدق تفاصيلها.
الساعة الحادية عشر تقريباً في أحد الليالي كنت أنا وأخي في غرفتنا وكان الظلام يحيط بكل شيء وعلى أضواء الكشاف كنت أقرأ على مكتبي و أخي نائم وبعد ساعة تقريباً أطفأت الكشاف وذهبت للنوم و بعد بعض الوقت استيقظت ووجدت أخي ينتقل من سريره لينام بجواري وكان يرتعش بشدة وبدأت أسمع صوت الأرضية كما لو كان يصرخ وبدأت أطمئن اخي أن لا يخاف فلا يوجد شيء ، إلا إنه كان يرتعش بشدة فسألته ماذا حدث فاقترب أكثر مني وهمس بصوت مرتعب لقد حلمت أن هناك أقزام أشرار كانوا يقومون بمحاولة خطفي عن طريق حفر أنفاق تحت المنزل كم كانت أشكالهم وابتسامتهم مخيفة، عدت أبتسم له محاولًا أن أطمئنه إلا أنني كنت مرتعب لأنني كنت قد رأيت نفس الكابوس من قبل.
سمعنا صوت أبي وهو يخرج من غرفته ومشى إلى أن وصل إلى باب غرفتنا وتوقف وكم شعرت بالأمان وقتها والراحة فأخرجنا رأسينا من أسفل الغطاء في انتظار دخول أبي، إلا أننا تذكرنا بأن أبي وأمي مازالا في العمل وليس من أحد غيرنا في المنزل فأصابنا الرعب، وهنا سمعنا صوت أجش لا يمكن أن يكون صوت إنسان طبيعي يأتي من ركن الغرفة المظلم، لما مازال مستيقظًا من المفترض أن يكون نائماً.
فجأة تم سحب أخي من جواري ورأيت جسده يطير خارج الغرفة وهو يصرخ و يطلب مني النجدة وهو مرتعب ولكنني كنت في غاية الرعب ودفنت نفسي أسفل الغطاء ولم أجرؤ على فعل شيء أو التحرك، لم أستطع تحديد كم الوقت الذي مر علي بعدها حيث ظللت في مكاني كالمشلول من شدة الرعب الذي أشعر به وأنا ابكي بشدة ودموعي تنهمر وبعد فترة استطعت استجماع بعضًا من شجاعتي وإستطعت أن أنهض من سريري ووصل أهلي بعدها حيث سمعت أصواتهم إلا إنني عندما وقفت خارج غطائي جمدت في مكاني حيث تغير حجم الغرفة وتقلص إلى النصف واختفى من الغرفة كل ما كان يخص أخي، سريره وألعابه وصوره وملابسه كل شيء له علاقة بأخي اختفى.
ركضت خارج الغرفة و أنا مرتعب و أبكي ناحية أهلي وقد امتلئ وجهي بالدموع و جسمي بارد جدًا وأرتعش وأنا أصرخ و اخبرهم بأني خائف و أنه تم خطف أخي، وكم كانت ملامح الدهشة غريبة على وجه والداي و هما يخبراني بأنه ليس لي إخوة وأنني طفل وحيد منذ صغري، وأصيب أهلي بالقلق على حالتي فقاموا بأخذي إلى طبيب نفسي وكنت أتابع مع الطبيب أربعة أيام في الأسبوع واستمر هذا الحال لمدة عشرين عاماً كنت أزور الطبيب طوال هذه المدة، حتى اضطررت للتظاهر بالتحسن واخبرتهم كذباً بأنني طفل وحيد منذ صغري، إلا أنني مازلت متأكدًا بأنه كان هناك أخ توأم لي، وقد تأكدت من ذلك لأني شاهدت صورة لنا معاً نسي أهلي التخلص منها كباقي الاشياء والصور.
أنا اليوم أعيش وحدي وبعد أن شاهدت الصورة بدأت أسمع أصوات الخطوات في المنزل وأردت إخباركم بالقصة حتى إذا حدث لي شيء علمتم ما الذي حدث.