قصة الثقوب تترك أثراً لا يمحية الزمن

منذ #قصص قصيرة

يحكى أنه كان هناك شاب عصبي المزاج سريع الغضب بشكل لا يصدق، وكان دائماً ما يغضب ويخرج عن صوابة ويجرح الناس بأقوال وأفعالة بشكل دائم، وكان والد هذا الشاب رجل حكيم له خبرة كبيرة بالحياة وقد لاحظ هذة الصف السيئة بإبنة،

فقرر أن يعلمة درساً ليصلحه ويقومه فأحضر له كيساً مملوءاً بالمسامير الصغيرة وقال له يا بنى كلما شعرت بالغضب الشديد وفقدت أعصابك وبدأت تفعل أشياء لا تصح ,

عليك أن تقوم بدق مسماراً واحداً في السياج الخشبي لحديقة المنزل.

وفعلاً نفذ الشاب نصيحة والده وكان كلما يشعر بالغضب الشديد يبدأ فى دق المسامير ولكن لم يكن إدخال المسامير في السور الخشبي سهلاً على الإطلاق فهو يحتاج جهداً ووقتاً كثيراً، وفي اليوم الأول قام الولد بدق 37 مسماراً وتعب كثيراً في دق المسامير، فقرر في نفسه أن يحاول أن يملك نفسه عند الغضب حتى لا يتكبد عناء دق المسامير، ومع مرور الأيام نجح الولد في إنقاص عدد المسامير التى يدقها يوماً بعد يوم، حتى تمكن من ضبط نفسه بشكل نهائي وتخلص من تلك الصفة السيئة إلى الأبد، ومر يومين كاملين والولد لا يدق أي مسمار في السياج، فذهب إلى والده فرحاً وفعلاً هنئه الوالد على هذا التحول الجيد، ولكنة طلب منه شيئاً جديداً وهو القيام بإخراج جميع المسامير مر أخرى من السياج، تعجب الشاب من طلب والده ولكنه قام بتنفيذ طلبة فوراً وأخرج جميع المسامير، وعاد مرة أخرى إلى والده وأخبره بإنجازه، فأخذه والده وخرجا إلى الحديقة وأشار الرجل الى السياج قائلاً : احسنت صنعاً يا بني ولكن إنظر الآن إلى كل هذة الثقوب المحفورة في السياج، هذا السور مستحيل أن يعود يوماً كما كان مهما فعلت، وهذة الثقوب هي الأفعال والأقوال التي تصدر منك عند الغضب، يمكنك أن تعتذر بعدها ألف مرة لكي تمحي أثرها، ولكنها دوماً ستترك أثراً في نفوس الآخرين.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك