يحكى أن في قديم الزمان كان هناك شيخ عالم جليل يتوافد عليه طلاب العلم من كل مكان ومن كل بلدان العالم لينهلوا من علمه ومعرفته وحكمته وخبراته في الحياة، حيث أنه كان معروفاً عنه الحكمة ورجاحة العقل والعلم الوفير،
وفي يوم من الايام جاءه طالب علم وكان شاب فقير لا يملك المال، فجاء إلى الشيخ يستأذنه أن يسافر ليطلب المال، فأذن له الشيخ بذلك، فأخذ الشاب امتعته وبدأ رحلته الطويلة، وبينما هو مسافر مر على منطقة صحراوية مهجورة وجد فيها طائر جريح ملقي على الارض، ولكنه مازال على قيد الحياة على الرغم من الجروح التي اصابته، نظر الطالب إلى الطائر في دهشة وتعجب شديدين وهو يقول في نفسه : كيف تمكن هذا الطائر من البقاء على قيد الحياة مع كل هذه الجروح التي اصابته ؟!
اهتم الشاب لأمر الطير كثيراً ودفعة فضوله أن يراقبه لفترة من الزمن، فإذا بطائر آخر يأتيه كل ليله ويجلب له الطعام، أصابت الحيرة والدهشة هذا الشاب وأخذ يردد سبحان الله يرزق الطير في الصحراء، سيرزقني بالتأكيد وانا عند الشيخ دون أن اسافر، فأخذ الشاب امتعته ورجع الى شيخه من جديد وألغي فكرة السفر لطلب المال .
حين رآه الشيخ سأله ما الذي أعادك من جديد بهذه السرعة، فحكى للشيخ قصة الطائر الجريح الذي وجده في الصحراء، وكيف ان الله عز وجل قد بعث له رزقه من خلال طائر آخر يأتي إليه بالطعام كل ليل، وبالتالي فإن الله الذي رزق هذا الطير الجريح في الصحراء سيرزقني بالتأكيد وأنا عندك دون سفر، سكت الشيخ قليلاً مفكراً في حال الشاب ثم قال : ولكن يا بني لماذا اخترت أن تلعب دور الطائر الجريح في هذا العالم، لماذا لم تختار أن تكون الطائر القوي الذي يساعده، يا بني كن أنت صاحب اليد العليا ولا تكن صاحب اليد السفلي .