كان هناك شيخ فقيه اشتهر بين الناس بعلمه وكانوا يلجأون إليه ويستشيروه في شأونهم وسائل تخص حياتهم وعلاقتهم مع الله، وفي أحد الأيام دخل على الشيخ رجل يحمل عصي و يقول للشيخ أنا قتلت عشرين نفساً فهل سأدخل الجنه أم النار؟
لم يستطع الشيخ الجواب على الرجل فلو قال له ستدخل الجنه يخشى أن لا يتوب الرجل وهو لا يعلم الغيب، وإن قال له ستدخل النار يخشى أن ييأس الرجل من رحمة الله وأمر الجنة والنار بيد الله،
فالرجل قد قتل عشرين نفساً فلو غضب وقتل الشيخ فلن يضيره أن يزهق 21 نفس.
فقال له الشيخ ” الله رحمن رحيم، يعرف عباده ولا يعرف أحد مراده، ولكن والدي قال لي قديماً: من أراد ان يعرف مثواف في الأخرة عليه أن يغرس عصا يابسة في تربة رطبة طرية فإذا اخضرت ونبتت كان مثواه الجنة وإلا فلا” ، فسمع الرجل كلام الشيخ ثم دار ظهره ومشى، وفي طريقه مر على مقابر ورأى شاب أخرج ميتاً من قبره ويقوم بتمزيق كفنه وهو يقول” لقد منعتي عنك نفسك وأنت حية لكن لن تمنعي عنك نفسك وأنت ميته، سأنال منك ما أريد”، فدبن الشهامة في عروق الرجل فطرب الشاب بعصه وقتله وكفة المرأة ودفنها ثم غرس عصاه الملطخة بالدماء على القبر ومكث قليلاً ليستريح، وحين أراد ان يغادر رأى عصاه قد اخضرت وأنبتت، فرح الرجل فرحاً شديداً وذهب مسرعاً إلى الشيخ ليقص عليه حكايته، فبكى الشيخ بكاءً شديداً وقال له ” من ستر أعراض الناس ستر الله ذنوبه”