قصة الطماع والسكين

منذ #قصص قصيرة

يحكى أن كان هناك رجل شديد الطمع مشهور يحب المشاكل والتعدي دائماً على حقوق الآخرين، فاجتمع ابناء القرية الذي يعيش فيها هذا الرجل لينظروا في امرهم ويقرروا ما يفعلوا به، وفي النهاية قرروا أن يبعدوه تماماً من القرية ويطردوه منها لتجنب شروره وفعاله السيئة، ذهب الرجل الطماع الى قرية آخرى وهناك ايضاً تسبب في العديد من المشكلات إلى اهلها حتى طروده من جديد منها، ثم ذهب الرجل الى قرية آخرى كان فيها شيخ حكيم معروف بحكمته وفطنته وذكاءه، ذهب الرجل الى هذا الشيخ وطلب منه أن يعطيه ارض في وسط هذه القرية، فأعطاه الشيخ ما يريد وبعد فترة قام بالنهب والتعدي على اراضي الجيران وحقوقه وتسبب في كثير من الخسائر إليهم .

اتجه ابناء القرية الى الشيخ وطلبوا منه ان ينتقم من هذا الرجل الطماع وأن يعوض لهم ما حل بهم من خسائر فادحة، فكر الشيخ الحكيم قليلاً ثم قال لهم : إن لدي الحل الذي سوف يخلصنا من هذا الرجل ومن شروره، ولكن دعوني اتعامل مع الأمر بطريقتي الخاصة، ثم طلب من الرجل أن يأتيه، فحضر الرجل، قال له الشيح : تعال إلي غداً صباحاً بعد صلاة الفجر مباشرة، وطلب من ابناء القرية الحضور، وعندما جاء الرجل الى مجلس الشيخ الحكيم قال له امام الناس : إني اطلب منك أن تعيد إلى كل شخص حقه ولك مني أن اعطيك هذا السكين وتذهب لها ولك من هنا إلى المكان الذي سوف تضع به هذه السكين ملك لك، بشرط أن تعود قبل غروب الشمس .

وافق الرجل دون تردد واخذ السكين الذي اعطاها إليه الشيخ، ثم ذهب متجهاً الى قرية متصلة بالصحراء وسط دهشة اهل القرية من قرار الشيخ وطلبه العجيب، اتجه الرجل مسرعاً يحاول الوصول الى ابعد نقطة ممكنة قبل غروب الشمس حتى يعطيه الشيخ هذه الاراضي كلها وتصبح ملكه، وبعد كل مسافة يتوقف ويرى أن ما قطعه قليل فيتحرك مسرعاً ليصل لأبعد نقطة .

جلس الناس ينتظرون الرجل حتى حل المساء ولم يعد، سألوا الشيخ عن مكانه فقال لهم : لا أدري، سوف نبحث عنه في الصباح، وعند الصباح بدأ اهل القرية مع الشيخ يبحثون عن الرجل وبعد مسافة كبيرة جداً وجدوه ميتاً ولا تزال السكين في يده، فقال لهم الشيخ : ألم أقل لكم أني سأحل مشكلتكم وأخلصكم من ذالك الرجل ؟ فإنه رجل طماع لا يكتفي ابداً بما في يديه وعند ذهابه كان يرى أن كل مسافة يقطعها قليلة فيسعي الى الحصول على المزيد حتى مات .

الحكمة من القصة : ليتنا ندرك ان هذه الدنيا فانية، ونحن لا ندري عند اي نقطة سوف نفارق الحياة، فلا داعي للطمع او اللهث باستمرار وراء الملذات التي يمكن أن نتركها فجأة ورائها قبل حتى أن نتمتع بها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك