قصة الخياط والابرة

منذ #قصص قصيرة

يحكى أن في يوم من الايام اراد خياطاً حكيماً ان يعلم حفيده الصغير درساً في حياته بطريقته الخاصة، حيث كان هذا الخياط يعمل كل يوم في ورشته الصغيرة وكان حفيده يرافقه دائماً لأنه يحبه ويحب أن يشاهده وهو يعمل ويصمم اجمل الملابس بإبرته الصغيرة ومقصه، وبينما كان الخياط يقوم بصناعة ثوب جديد اخذ المقص الثمين وبدأ يقص قطعة كبيرة من القماش الى قطع اصغر حتى يبدأ بخياطتها من جديد ليصنع منها ثوباً جديداً، وما إن انتهى الخياط من قص القماش حتى اخذ هذا المقص الثمين ورماه على الارض عند قدميه .

كل هذا والحفيد يراقب بتعجب ما يفعله جده في اهتمام، وبعد ذلك اخذ الجد الابرة وبدأ في جمع هذه القطع الصغيرة ليخيط منها ثوباً رائعاً، وما ان انتهي من الابرة حتى غرسها في عمامتها، وفي هذه اللحظة لم يستطع الحفيد ان يستمر في كتم فضوله وتعجبه، وسأل جده : لماذا يا جدي رميت مقصك الثمين على الأرض بين قدميك

بينما احتفظت بالإبرة رخيصة الثمن ووضعتها على عمامة رأسك ؟! اجاب الجد : يا بني إن هذا المقص هو الذي قص القطعة الكبيرة من القماش وفرقها وجعل منها قطع صغيرة، بينما هذه الابرة الرخيصة كما تقول هي التي جمعت تلك القطع وصنعت منها ثوباً جميلاً .

الحكمة من القصة : كن من الذين يجمعون الشمل ولا تكن ابداً من الذين يقومون دائماً بتفريق الناس اشتاتاً، لا يهم ان تكون الاروع والاجمل دائماً ولكن إن جائك المهموم يوماً فاستمع إليه و وإذا جائك المُعتذر اصفح..وإذا ناداك صاحبك لحاجةٍ انفع، تعلم العطاء يا بني حتى في اشد واصعب ظروفك، تعلم كيف تهدي النور والسعادة لمن حولك وإن كانت خفاياك متعبة، فثواب العطاء يخبئ لك فرجاً من حيث لا تحتسب .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك