عطش طائر ذات يوم وأراد ان يشرب فبدأ يبحث عن ماء في كل مكان يحيط به وبعد عناء شديد في البحث وجد جرة في نهايتها قليلاً من الماء فحاول الشرب منها فلم يستطع الوصول الى الماء وذلك لبعد غورها وطول عنقها .
فلما اشتد عطشه لجأ الى اعمال الفكر ففطن الى وسيلة توصله الى الماء، وصمم على عدم ترك المكان حتى يصل الى هدفه، فقال في نفسه : اذا صدق العزم وقويت الارادة وحسن العمل وصلت الى هدفي .
عندئذ نظر حوله فوجد حجارة صغيرة كثيرة فذهب إليها واخذ بمنقارة واحدة منها ووضعها في الجرة فارتفع الماء قليلاً فأدرك الطائر ان هناك علاقة بين وضع الحجر في الجرة وارتفاع منسوب الماء بداخلها، وبانه اذا استمر في عمله وصبر عليه فسوف يحقق هدفه .
وبالعفل عاود احضار حجراً آخر ووضعه في الجرة مرة اخرى فلاحظ وشاهد زيادة ارتفاع الماء فاستمر في تكرار عمله هذا حتى وصل الماء الى فوهة الجرة فشرب وزالت حرارة عطشه بعد صبر وجهد فآمن وعرف معنى قول الله تعالى ” إنا لا نضيع اجر من احسن عملاً ” سورة الكهف الآيه 30 .